الوصايا العشر لأهل الحوار الوطني

خالد الصعفاني


 - 
أمام الوطن الحبيب منعطف بالغ الحيوية وشديد الحرج بالنظر للأطراف اللاعبة فيه وللظرف اليمني الخاص جدا جدا بعد أزمة سياسية خانقة ضربت مفاصل الكيان اليمني وجعلت الشارع يتحرك بطريقة « الفشار « لحظة قليه ..
خالد الصعفاني –

أمام الوطن الحبيب منعطف بالغ الحيوية وشديد الحرج بالنظر للأطراف اللاعبة فيه وللظرف اليمني الخاص جدا جدا بعد أزمة سياسية خانقة ضربت مفاصل الكيان اليمني وجعلت الشارع يتحرك بطريقة « الفشار « لحظة قليه .. هذا المنعطف الاستراتيجي هو الحوار المنتظر بين أطراف الصراع السياسي في اليمن وهؤلاء ليسوا فقط المؤتمر الشعبي وحلفائه من جانب وأحزاب اللقاء المشترك من جانب آخر بل هناك أيضا مكونات أخرى تلعب أدوارا من أي نوع ولا مفر من استيعابها كالحراك الحوثي في شمال اليمن والحراك الجنوبي في جنوبه وتشكيلات القاعدة في بعض المحافظات وكتيبة التأثير عليه من الخارج بالمال والإعلام والسياسة..
وبالطبع لا يستوي أن يشمل الحوار الوطني كل تلك الأطراف اللاعبة وأن يشتمل على معظمها أو أن يستثنى منها البعض , وهنا يأتي حضور ورؤية قيادة البلد ويبدأ دور الذين تصدوا لمهمة الترتيب لإجراء هذا المؤتمر الذي لا مفر من أن يكون تاريخيا واستثنائيا وناجحا أيضا ..
شخصيا أؤمن تماما أن من بين تلك الأطراف « متفيد « تهمهم مصالحهم وحضورهم ويرون في الحوار حاجة أو نجاحا إذا لم تتحقق مصالحهم ويأخذوا مواقعهم , ومثلما ينطبق هذا على أشخاص فهو ينطبق على فئات أو جماعات منظمة , ومنها «وطني» قولا وعملا وهؤلاء في نظري أشخاص من أطياف عديدة , ومنها يهمه أمر ترتيب الأولويات بين ما هو وطني وشخصي أو حزبي يعني لا مفر من المزاوجة بين حاجة الذئب للأكل دون أن تنفق الأغنام ..
وقبل انطلاق الحوار أراني في موقع إعلان وصاياي العشر للمؤتمرين في مؤتمر الحوار الوطني من باب النصيحة وإبراء الذمة والمشاركة المطلوبة من كل يمني في كل ما يهم بلدهم ..
الوصية الأولى : اتقوا الله .. فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصل ..
الوصية الثانية : والله لا يؤمن أحدكم بوطنه .. إلا إذا أصبح هذا الوطن أحب إليه من حزبه ومذهبه وقبيلته ومصلحته الشخصية والناس أجمعين ..
الوصية الثالثة : عودوا لنعمة التواضع .. فرسولكم العظيم بلغ من تواضعه لحظة دخوله مكة فاتحا مظفرا حد لامست لحيته الطاهرة ظهر بغلته ..
الوصية الرابعة : انسوا ما فات واجعلوا ما هو آت همكم الأكبر وسعيكم الأهم .. انسوا مواقف الثار الشخصي وتذكروا أن التسامح صفة الانقياء والكبار فقط ..
الوصية الخامسة : ركزوا على حقيقة واحدة هي أن ما أنتم مقبلون عليه مهمة تاريخية ومسئولية جسيمة جامعة وأمانة أنتم مساءلون عنها يوم لا ظل إلا ظل الله..
الوصية السادسة : كان بعضكم جزءا من المشكلة اليمنية أو وكيلا أو حتى مناصرا فكونوا جزءا من الحل يرحمكم الله .. ولأنه ما فيكم حد أحسن من حد جنبوا ترهات الإعلام وجنون التصريحات ..
الوصية السابعة : انظروا للجزء الممتلئ من الكوب ولا تملأوا الجزء الفارغ منه بغير الهواء النقي حتى لا يتعفن الكوب بكل ما فيه علينا جميعا ..
الوصية الثامنة : تذكروا أن لكل مشكلة حلا ولكل لون معجبا وانه لا «صواب أبدي» ولا «لحن سرمدي» وأن مع العسر يسرا ومع كل يسر عسرا ..
الوصية التاسعة : لا تنسوا أن لكل نجاح ضريبة وأنه لا أغلى من ضريبة قول الحق وقول « نعم « لكل ما هو في صالح الشعب ومصلحة البلد ..
الوصية العاشرة : كونوا واثقين أن المناكفة السياسية لن تجعل منكم أبطالا ,ولن تساعد البلد في الخروج من أزماته المتلاقحة .. وثقوا أن الركون على مشورة السياسي المارق معصية وتنفيذ رغبة النافذ على حساب أهله وبلده إثم واتباع السفهاء كبيرة .. واعلموا أنه لا حل يأتي من الخارج ولا مشورة صادقة في سياسة « اللي تكسب به العب به « ..

أخيرا :
لن ينجح الحوار الوطني إذا لم يستوعب القائمون على التهيئة له كل الظروف الايجابية والعوامل المساعدة على بيئة حوار نقية وشاملة وواضحة تجعل من الحوار مرحلة ايجابية لتعزيز حل إخراج البلد من أزمته الأخيرة .. وتسهل التخلص مما علق في جدران المبادرة الخليجية , ويمضي باليمن إلى حيث نريد جميعا لا حيث ما يطمع أطراف النزاع أنفسهم , وهي مهمة وطنية وتاريخية في « رقاب « أهل الحوار باعتبارهم طوق نجاة آخر للخروج بالبلد من أزمته بأمان والتوقيع ولو بالأحرف الأولى على يمن جديد وأفضل..
khalidjet@gmail.com

قد يعجبك ايضا