الحوار‮ .. ‬من قبل ومن بعد‮..!‬

عبدالخالق النقيب

مقال 


عبدالخالق النقيب –

مقال 

‮❊ .. ‬الحوار المسؤول والبناء سيظل هو الخيار الصحيح والاسلوب القويم للمضي‮ ‬نحو المستقبل الموعود وإحداث أي‮ ‬تغيير منشود‮ ‬يتصدر مصلحة الوطن العليا ويتبنى رفعته وبالتالي‮ ‬فإن التفاعل الوطني‮ ‬الجاد مع الحوار كان سيبقى هو الحل الأمثل والوحيد للخروج من الأزمة التي‮ ‬تحيق بالوطن وتحيق به من كل جانب‮ ‬‮ ‬إنهاء‮ ‬لسيناريو المعاناة التي‮ ‬يرزح تحت بؤسها كل أبناء الشعب اليمني‮ ‬‮ ‬والوقوف الصادق إلى جانبه بدلا من المزايدة عليه والتغني‮ ‬باسمه في‮ ‬محافل الفوضى والشقاق والنزاع التي‮ ‬لا تثمر إلا الأحقاد والضغائن في‮ ‬النفوس وتأريث الصراع بين أبناء البلد الواحد‮.‬
‮❊ ‬تلبية الحوار بشفافية ووضوح والاحتكام إلى طاولة تحاور مستدرية تتجرد عن الإملاءات الاشتراطية المسبقة باتت مسؤولة تاريخية فارقة‮ ‬يتحمل عبء القيام بإنجازها كل الساسة الشرفاء من كل مكونات الطيف السياسي‮ ‬‮ ‬الخروج من المأزق الراهن وأزمته المعضلة وصولا لحل توافقي‮ ‬يقع حتما على عاتقهم بالدرجة الأساسية‮ ‬‮ ‬لاسيما واليمن‮ ‬يمر بمرحلة‮ ‬غاية في‮ ‬الاستثناء والدقة‮ ‬‮ ‬ومنعطف كارثي‮ ‬يتطلب ايقاظ الضمير السياسي‮ ‬الميت‮ ‬‮ ‬والخلاص من نفايات الدسائس والأجندة التآمرية‮ ‬‮ ‬وإذكاء الحس الوطني‮ ‬الخالص‮ ‬‮ ‬والترفع عن الدونية والصغائر‮.‬
‮❊ ‬مزعج جدا أن نلج في‮ ‬قراءة محيطنا ونصطدم في‮ ‬كل مرة بالتخبط الملتصق بغباء وانفصام سياسي‮ ‬يرتهن الحاضر بالمستقبل ويستنزف الوقت ويقضي‮ ‬على مسافات طويلة من عمر ذلك المستقبل المنتظر الذي‮ ‬لم تسبقه علامات مؤكدة حتى اللحظة‮ ‬‮ ‬حين نلفت إلى ما حولنا بحثا عن حجة نقتبسها أو بينة نهتدي‮ ‬بها لنسلك سبيل الرشاد وقد اتحدت الأهداف واتضحت الرؤى لا نجد سوى بينة‮ ‬يحكمها منطق العبث والجنون وأحيانا كثيرة تتحول إلى ساحة لمغامرات الساسة والمتنفذين وقدنكون نحن المتسببين في‮ ‬تهيئة مناخاتها بفضل تنافسنا على التصفيق بسخونة وحرارة وننتشي‮ ‬كلما سجل الطرف الذي‮ ‬نميل إليه حضورا قويا‮ ‬‮ ‬ولاغرابة أن نستجدي‮ ‬حضوره لندفع به إلى الهيمنة على الحوار الذي‮ ‬يفترض أن نتعامل معه على أسس وطنية بحتة‮.‬
‮❊ ‬ما‮ ‬يدعو للتعاطف والشفقة رأفة بأولئك الماضين عكس التيار‮ ‬غرقهم في‮ ‬ظلمات من الانفصام الحاد تجاه ما‮ ‬يتبنونه من رؤى وأهداف وأمواج التناقض تتلاطم بهم وتتبدل كلما تم الاقتراب منها وعزم المعنيون على تبنيها والاستجابة لها بما‮ ‬يتطابق مع روح مضامينها‮ ‬‮ ‬وفي‮ ‬كل نقطة‮ ‬يتم إنجازها وبلوغها‮ ‬يقفزون إلى اتجاه معاكس تتغير مساراته وتتخبط فيه أهدافهم المتلونة ويقفون معها على مفترق من المتاهات المتشعبة والمتضاربة‮ ‬‮ ‬بحث الدعوات والصرخات المتعلقة بالاتفاق حول الحوار كخيار وحيد‮ ‬يمكن له انتشال البلاد من حالة الركود والولوج به إلى المستقبل‮.‬

قد يعجبك ايضا