أبطال الوفاق
معين النجري

معين النجري –
> في مرحلة انتقالية مليئة بالثغرات والتجاوزات والأزمات الصغيرة يستطيع كل طرف سياسي أن يتفنن في لعب المزايدات واصطياد أخطاء الآخر والاستمرار في سياسة «الدحس والعكننة» على كل كبيرة وصغيرة بهدف وبدون هدف.
لا توجد بيئة أكثر خصوبة من واقعنا اليوم لممارسة هذا «العك» الذي يسمونه سياسة وقد دشنت بعض القوى الفاعلة في الساحة هذا النشاط صباح اليوم التالي من ميلاد حكومة الوفاق رغم أنه لا يوجد مستفيد من تضخيم المعضلات ونفخ النار في كل شرارة بما فيهم نافخ الكير نفسه.
صحيح أن مثل هكذا ممارسات قد تساعد على تشويه صورة معينة تجعلة يتحفز لرد الصاع صاعين لكنها لن تسقط أحدا من أوراق المعادلة السياسية في البلد كل ما تفعله هو تعكير حياة المواطن البسيط المعكرة أصلا بفعل تلك القوى وحماقاتها التي انحصر نشاطها على توجيه التهم وتأكيدها لا تقدم شيئا سوى الانتظار حتى يقع حدث بفعل فاعل قاصد أو بسبب إهمال وتسيب ليتهم الطرف الآخر بأنه من قام بهذه الفعلة وأن هذا يأتي في إطار سعي هذا الحزب أو الجماعة أو التكتل لعرقلة عجلة التسوية السياسية وإحباط جهود حكومة الوفاق الوطني ومن ثم هدم أركان المبادرة الخليجية.
هذه التهمة جاهزة وتتكرر عند وقوع أي حادث حتى لو كان ناتجا عن عوامل التعرية وأحوال الطقس.
والمحزن أننا نجد من أبطال حكومة الوفاق الوطني من يزج بنفسه في هذه الدوامة ربما محاولة منه لإثبات صدق ولائه للجهة التي أوصلته إلى الكرسي فيصبح طرفا في نزاع أو حلبة لا علاقة له ولا لوزارته من حيث التخصص في هذا الحدث لا من قريب ولا من بعيد.
يا جماعة أنتم حكومة وفاق وليس شقاق ولا نفاق صحيح أنكم وصلتم إلى مناصبكم نتيجة تقاسم معين بين القوى المتناحرة في الساحة اليمنية ولكنه تقاسم من أجل خدمة الشعب والتنافس في خدمته لإثبات الجدارة وتقديم برهان حقيقي على أرض الواقع أنك أفضل من غيرك في خدمة المواطن وإعادة العافية إلى روح الوطن ليسارع بالنهوض واستعادة قدرته على الانطلاق.
يا أبطال الحكومة «بذيه الجاه عندكم» اتركوا هذا الدوري وهذه البطولة لـ»ابضايات» الأحزاب والجماعات الأخرى واحترفوا في دوريكم الخاص ركزوا جهودكم في انتشال وزاراتكم ومؤسساتكم من واقعها المحبط اهتموا بتفاصيل انشطتها وستجدون الكثير والكثير من الأشياء التي تستحق الوقوف عندها وصرف الوقت والجهد والاهتمام من أجلها.
لو ركز كل وزير جهوده وقدراته في إصلاح حال وزارته ورفع جودة أدائها لكان واقعنا اليوم بالفعل «غير» خاصة وهي ربما أول حكومة تمنح صلاحيات كاملة ولا أحد يستطيع أن يوافق أو يرفض أو يملي عليهم أي موقف.
كما أن نجاحهم في وزاراتهم يخدم بشكل كبير أحزابهم وجماعاتهم فنجاح أي وزير هو نجاح لحزبه الذي وضع الرجل ركزوا أنتم في حكومتكم ويكفي علينا «دحس» وعراك الأحزاب والجماعات والمنظمات.
على الأقل من باب «اثنين على واحد ظلم» و»مجموعة على واحد نذالة».
طبعا الشعب هو الـ»واحد» في كل المعادلات.