آلام حرمتهن لذة الصوم وسعادة حضن الأسرة الدافئ
تحقيقزهور السعيدي – اسماء البزاز

تحقيق/زهور السعيدي – اسماء البزاز –
يأتي هذا الشهر المبارك ويمر في غفلة وتغافل عمن جار بهم الزمن وأودعهم رهيني زوايا الشتات والضياع وما أكثرهم في زماننا .. ولكن وبزاوية خاصة نقف مع أولئك المريضات نفسيا في شهر رمضان .. هل يصمنه كباقي الناس .. هل يشعرن بتلك السعادة واللمة الأسرية كغيرهن أم إن ملامح الإعياء وتداعيات الألم قد غطت على ملامح تلك السعادة العارضة.
الكل يهرب مني
❊ المريضة عائشة تقول في مستهل هذا التحقيق: لقد تعالجت في عدة أماكن وعند عدة أطباء ولا أدري ما الذي يصيبني ويحدث لي فتحاصرني الأوهام وأتخيل الأصوات وأشخاصا يكلمونني ويخدثوني ولا شيء من ذلك وكلما مر يوم كلما زاد ذلك علي أكثر وأكثر ولفقري فقد اكتفيت بمعالجة مشائخ القرآن لعلي أرتاح قليلا مما أعانيه.
وأوضحت عائشة: رمضان بالنسبة لي محط ذكريات من الأحزان تعيد ذكريات ما كنت عليه من العافية والصحة وبصحبة الأسرة والأهل أما الآن فهم ينظرون إلي وكأنني عاهة غريبة بينهم لا أدري كيف اتصرف حالما تعود تلك الحالة النفسية علي الكل يهرب مني ويخاف فتراني أصوم في بادئ ذي بدء ولا أدري إلا وقد فطرت فأتألم كثيرا على نفسي ولهذا اكتفي بالعزوف في هذه الغرفة حتى يفرجها الله علي.
منتظرات من يزورهن
❊ المريضة ن-ع كانت إحدى النزيلات بدار السلام وقد تماثلت للشفاء وخرجت من الدار ولكنها تذهب ما بين الفترة والأخرى لزيارة بعض النزيلات ممن ظلت معهن لما يقارب سنة كاملة.
وتقول : كنت تارة أشعر بنفسي وبمرضي وتارة لا أشعر بشيء وكأنني مجنونة ولكن الحمد لله بعد فترة من العلاج والجلسات مع الأطباء رجعت لصحتي شيئا فشيئا وصحيح أني كنت في دار الأمراض النفسية وكنت أشتاق للخروج من هناك والعودة لطبيعتي وللبيت إلا أني عندما خرجت من الدار وعدت إلى البيت لاأزال دوما أشتاق وأتذكر بعض الصديقات اللاتي تعرفت عليهن بالدار وأتأمل دوما المريضات اللاتي هن هناك وكيف أنهن محتاجات للرعاية ولم يهتم بهن ويمد يده إليهن ولكم كان شهر رمضان بالنسبة لهن شهر خير وفرح وبالذات لأنهن ينتظرن في هذا الشهر من يأتي لزيارتهن ومن يساعدهن وعندما تأتيهن مساعدات تراهن يفرحن ويطرن من السعادة ويشترين ما يردن.
وهكذا كان يمر عليهن رمضان فتراهن يصلين ويصون وأحيانا يمرضن ويتعاركن ولكن ترى فيهن النفوس الطيبة الرهيفة الخالية من النفاق والرياء.
أجواء مفعمة بالحياة
❊ الدكتورة وردة وهيب أخصائية نفسية وطبيبة في دار السلام النفسية قالت: إن المريضات النفسيات في دار السلام قد استقبلن رمضان بكل معنى للإخاء والتراحم ويتعاملن معه بكل روح طيبة ويستهللن ليله بالقراءة ونهاره بالصوم .. وقد أصبحت هذه الفترة بالتحديد مؤقتا للأمراض النفسية فقد تزايد عدد المرضى النفسيين بصورة كبيرة للغاية وبالذات من هم في مقتبل العمر وفي ريعان الشباب.
ورغم أنهن مريضات إلا أنهن يعشن أجواء رمضانية مفعمة بالحياة ويصون إلا القليل منهن اللاتي يعانين من المرض الشديد فلا حرج عليهن ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها فتراهن يصمن