«العيد عيد العافية»
تحقيقنجلاء علي الشباني

تحقيق/نجلاء علي الشباني –
٭ .. قديما لخص أجدادنا اليمنيون في مثلهم الشعبي القائل (العيد عيد العافية) أجمل معاني دلالات العيد السعيد والمتمثل في الصحة والعافية وكما جرت العادة لدى الكثير من الآباء وأرباب الأسر اليوم ممن لايقدرون على تلبية متطلبات أطفالهم في العيد من ملابس وغيرها من المتطلبات بأن يردوا على إلحاحهم ومطالبهم المستمرة بنفس العبارة (العيد عيد العافية) .. إلى جانب الفقراء الذين لايجدون ما يأكلون وينتظرون الصدقات وغالبا ما تجدهم يرددون هذه العبارة بكثرة.
> أصيب عبدالفتاح بحادث قبل عامين مما جعله طريح الفراش منذ ذلك اليوم فهو لا يستطيع المشي وإذا تمكن من ذلك فإنه لا يبتعد عن حدود المنزل يقول: أنا لم أتمكن من الإحساس بفرحة العيد جربت ذلك في عيد الأضحى العام الماضي حين كان أصدقائي يذهبون للتنزه خارج صنعاء وأنا مقعد في المنزل استخدم الأدوية وهاهو عيد الفطر قادم للسنة الثانية وأنا على نفس الحال .. عرفت فعلا معنى المثل الشعبي القائل (العيد عيد العافية) لم أعرف معناه إلا هذه الفترة حقا الصحة مهمة جدا وتغني عن أية فرحة كون العافية أكبر رأس مال ينعم به المرء.
عزة نفس
٭ أم ماهر ربة منزل ولديها سبعة أبناء تعاني من الفقر الشديد وتنتظر الصدقة وتوزيع الزكاة والصدقات في الجمعيات الخيرية ومن الجيران الذين يقدمون لها المساعدات العينية أما بالنسبة لملابس أطفالها وجعالة العيد فإنها لا تجد من يشتري لهم كما أن عزة نفسها تمنعها من البحث أو أن تمد يدها للغير.
من أجل الحصول على ملابس لأطفالها فهي تعمل فراشة في إحدى المدارس وراتبها بالكاد يغطي مصاريف أطفالها وإيجار منزلها وزوجها متوف تقول: مادام أولادي أصحاء وبحالة جيدة فماذا أريد أكثر من ذلك فالعيد الحقيقي بالنسبة لي هو العافية.
الفرحة الحقيقية
٭ تركي وجهاد يتفقان على أن فرحة العيد الحقيقية إذا رغب المرء في مشاهدتها في أبهى صورة وأكمل وجه فعليه أن يطالع قسمات وجوه الأطفال والصغار كون هؤلاء هم من تظهر عليهم مباهج هذه الفرحة لذا من الضروري تلبية كل احتياجاتهم ومتطلباتهم بالعيد لذا اعتاد الجميع على شراء الملابس الجديدة وبعض الحلويات وشراء المكسرات وغيرها من الطقوس التي تكون لها خصوصية مرتبطة بالعيد وإذا نعم هؤلاء الأطفال بالصحة والعافية يكون هذا عيدا حقيقيا لأفراد الأسرة معتقدا أن رؤية البسمة في وجوه أطفاله إلى جانب تمتعهم بصحة جيدة هي العيد الحقيقي.
لا شيء يدعو للابتسامة
٭ يؤكد أحمد حمود المطري أن المطلوب في العيد أن تبتسم وأن تملأ وجهك ابتسامة عريضة وأن تردد أغاني الفرح لكن الواقع الحالي والذي تعيشه بلادنا من غلاء وخوف من التفجيرات وانقطاع الكهرباء المتواصل والرواتب المتدنية وفرزة الـ(بيجوت) تعلن في ليلة العيد حالة الطوارئ وترفع تكلفة الركوب والغلاء الذي يزداد في العيد في كافة متطلبات العيد والمواطن العادي يفكر في البحث عن نسمة هواء عليلة قادمة من شواطئ عدن أو الحديدة يلاقي صعوبة في إيجاد فندق للارتفاع الجنوني في أسعار الفنادق وحتى الطرقات الطويلة غير آمنة هذه الأيام وهذه الأمور تزيد في (العكننة) وختاما لا أجد عبارة أقولها سوى (العيد عيد العافية).
تاج على الرؤوس
٭ هناك أشخاص يكررون هذه العبارة من باب التخلص من المسؤولية تجاه أسرهم وأبنائهم وفي نفس الوقت تجدهم ينفقون المبالغ الطائلة على القات والسهر في ليالي العيد وإذا زرت الطوارئ في المستشفيات العامة فإنك تجد معنى أدق لهذه العبارة أشخاص يعانون ومرضى يسألون المولى عز وجل العافية وإذا سألتهم عن العيد يرددون بمرارة (العيد عيد العافية) حقا الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى.
القناعة والرضا
٭ علم النفس يرى أن هذه الظاهرة وهذه المقولة (العيد عيد العافية) عبارة ليس لها أية دلالة غير القناعة والرضا هذا ما أكده دكتور علم النفس بجامعة صنعاء طاهر الحزمي.
مضيفا: إن الفقراء فقط هم الذين قد يغيرون مفهوم هذه العبارة التي تدل على القناعة والرضا بما أعطاهم رب العالمين في هذا العيد فالفقراء وضعوا مفهوما آخر لها بأنها تعبر عن ضيق الحال والفقر حتى أنه قد يرد عليك إذا قلت له عيد مبارك بعبارة (عليك وحدك) الرد يدل على نفسية مستاءة وغير متقبلة كون العيد أتى وهم لا يملكون شيئا وهذا خطأ (العيد عيد العافية) عبارة تدل على معاني ودلالات العيد السعيد والمتمثل في الصحة والعافية.
عيد العافية
٭ تتفق معه أستاذة علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتورة سكينة هاشم بأن عبارة (العيد عيد العافية) تمثل قناعة الشخص الذاتية وطمعه في حب الدنيا ومتطلبات العيد بينما المفهوم الحقيقي لهذه العبارة هو القناعة التامة والرضا وهي عبارة يقولها الغني قبل الفقير.
مضيف