الخشــــوع
فيصل علي

فيصل علي –
ألمú يأúنö لöلذöين آمنوا أنú تخúشع قلوبهمú لöذöكúرö اللهö وما نزل مöن الúحقö (الحديد: 16) بعد كل هذا اليقين والعمل الصالح والوصول إلى مرحلة الإيمان بالله ظاهرا وباطنا ما تزال هناك قلوب قاسية لم ترق لذكر الله وما نزل على رسوله من الحق المبين والآيات الواضحات واقبل الناس على دين الإسلام جماعات وأفرادا فمن لم يخشع ويخضع لذكر الله فلمن سيخشع بعدئذ¿ أبعد أن شاهدوا الحق أبطأت قلوبهم عن الخشوع ¿ فالله يعاتب عباده ويطالبهم بحق عبادته خشوعا وخضوعا وخشية إن الله رب القلوب يطالب هذه القلوب والعقول المؤمنة أن تخشع له وتفقه آياته ومقتضيات الإيمان وان لا تضل جامدة لا حراك بها فالإيمان بلا خشوع يظل ناقصا وان كان العقل يتقبل ذلك إلا أن القلب ذو العاطفة لا يتقبله فأنت مهما بلغ إيمانك وبلغ عملك إلا انك مازلت مخلوقا ضعيفا تريد من الله الرحمة والمغفرة فأعمالك مهما عظمت لا تساوي أدنى نعمة أنعمها عليك الله وهذا هو فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح لهذه المعان سيدنا عمر إن الخطاب رضي الله عنه كان يخشى من عدم قبول عمله ويخشى أن يكون ممن سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة ابن اليمان رضي الله عنه إذا كان مع كل ما قدمه للأمة وللإسلام ويخشى عدم القبول ويشك إن الله لن يقبل منه فكيف بمن لم يفعل شيئا للإسلام ومازال قلبه غافلا وغير خاشعا لله¿. إن الخشوع يحمل معنى التواضع التذلل بين يدي الله ويحمل معنى الطمأنينة والسكون وبذلك يتخلص القلب من القسوة وهذا يتفق مع إن الإسلام جاء رحمة للعالمين فمن يحمل هم الإسلام وهم الدعوة إليه وهم نشره وهم العمل به لابد أن يكون خاشعا قلبه غير قاسيا مع آيات الله ولا مع خلق الله يا من انتدبتم أنفسكم للعمل للإسلام يا من تريدون إقامة حكم الله بناء على الاستخلاف الذي أمر به الله ليقيم أمر الدنيا ويصلح أمر الناس كيف ستحكمون يومئذ ومازالت قلوبكم قاسية الآن¿ فالقسوة لا تصلح لكم أيها المؤمنون وقد استبطأ الله خشوعكم فلا تتأخر قلوبكم عنه وانتم تتلون كتاب الله وترون آياته في أنفسكم وفي الآفاق “لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله” فكيف بكم انتم أيها المؤمنون بالله. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك.