هذا ما كنا ننتظره
معين النجري
معين النجري –
ما كان المواطن البسيط ينتظره منذ التوقيع على المبادرة الخليجية قاله الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس الأول في الاجتماع الاستثنائي للجنة العسكرية الأمنية العليا.
لقد انتظرنا طويلا تلك اللهجة الحازمة والحاسمة في ما يتعلق أولا بتوفير الأمن للمواطن.
لقد كان من المهم جدا أن تعيد الدولة بناء الأمن الداخلي في نفسية المواطن اليمني بعد أن فقدها خلال الفترة الماضية وأصبح يعيش حالة توجس مريب من اللحظة التالية ومن الساعة التي تليها ومن الغد وما يحمله من أخبار مجملها غير سار.
وبتطرق فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى هذه النقطة التي يجهلها الكثير من الساسة والقادة في بلادنا يكون قد بعث رسالة تطمين جيدة إلى المواطن وقال له بصورة واضحة نحن نشعر بتخوفك ويبقى على جميع القيادات في الدولة أن يترجموا ذلك بشكل عملي على أرض الواقع لينتقلوا بالمواطن من مربع توفير الأمن الداخلي أو النفسي إلى توفير الأمن الواقعي والمعاش في الشارع والعمل والسوق حتى يتمكن من استعادة حياته أو تطبيعها ومن ثم استعادة قدراته على المشاركة في المسيرة التنموية فكما نعلم جميعا لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تكون هناك تنمية وتطوير في ظل غياب الأمن بكل مستوياته وعلى جميع الأصعدة وفي كل زاوية من الوطن.
النقطة الثانية التي ركز عليها الأخ رئيس الجمهورية في ذات الاجتماع وستجعل المتصارعين على الكراسي أو في الشوارع يعيدون حساباتهم بشكل جيد تكمن في لهجته القاطعة بعدم السماح بعد اليوم بأي تجاوز للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن لقد قال الرئيس ذلك لأنه يدرك أن هناك أطرافا في العملية السياسية حاولوا وربما نجحوا احيانا في تجاوز واختراق بعض النقاط التي نصت عليها المبادرة الخليجية أو قرار مجلس الأمن بقصد أو بدون قصد بهدف زعزعة المبادرة الخليجية أو لمجرد اثبات وجود لتلتفت لهم الأنظار خاصة وهؤلاء يدركون جيدا أن فخامة رئيس الجمهورية ينطق بقوة الشرعية التي منحها إياه الشعب اليمني وأن معظم الشعب اليمني مع هذا التوجه الذي يعد المخرج الأكثر أمنا للبلد هذا بالإضافة إلى معرفتهم بالدعم القوي إقليميا ودوليا للمبادرة الخليجية وآليتها وقرار مجلس الأمن كل هذا سيجعلهم أكثر حذرا في التعامل مع بنودها.
أما النقطة الثالثة في حديث الرئيس فتشمل رسالة قوية لكل شخص يمسك بمسؤولية ما سواء كانت هذه المسؤولية كبيرة أو صغيرة لقد قالها لهم بوضوح بأن اليوم يختلف عن الأمس وأنه سيقف بحزم وقوة في وجه أي مسؤول كان يحاول أن يتجاهل واجبه الوطني وكأنه يقول لأحزاب التوافق الوطني حتى لو كانت المناصب بالتقاسم بينكم فلن يفلت أي مسؤول يحاول أن يركن إلى هذه الجزئية ويتجاوز مسؤوليته أو يخل بها لأن الحساب سيكون عسيرا ولن ينجو منه أحد حتى من سبقا وارتكبوا مخالفات أو شاركوا في إثارة القلاقل والفزع لن يفلتوا من العقاب وسيتم محاسبتهم.
النقطة الرئيسية الأخيرة في حديث الرئيس تطرق فيها إلى الإرهاب وضرورة الاستمرار في محاربته بكل الطرق باعتبار محاربة الإرهاب وخاصة ما يقوم به تنظيم القاعدة من عمليات إرهابية مسؤولية الجميع وأن الدولة ماضية في سياستها الحازمة ضد هذه الظاهرة التي ألحقت الكثير من الضرر بالمجتمع اليمني ومكوناته وإصرار رئيس الجمهورية على الحديث عن الإرهاب القاعدي وضرورة الاستمرار في محاربته جاء في موعده لأن هناك من يعتقد أنه لن يفعل بعدما حققه في أبين وبعد ردة فعل القاعدة وما نفذته من عمليات إجرامية نوعية استهدفت فيها قيادات عسكرية كبيرة ومواطنين عاديين.
لقد قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمته أمام اللجنة العسكرية والأمنية العليا معظم ما نريد أن نسمعة منه لكننا سنظل بانتظار تحويل الأقوال إلى أفعال لنستعيد ثقتنا بأنفسنا أولا ومن ثم بالدولة والمجتمع.