الغـــش

تحقيق- عبدالناصر الهلالي


تحقيق/- عبدالناصر الهلالي –
نقــل المــراكــز ليــس حــلا

يقول وهيب: «كان الخوف يسيطر علي ليس من كيفية الأسئلة بل من تلك الشائعات».
ويضيف: «في امتحان الجبر والهندسة تغير كل شيء, الخوف ذهب والشائعات لم يصدق منها شيء ومر اليوم بما فتح الله علينا».
وهيب وصف التساهل في المراقبة وتدشين مالم يكن يتوقعه هذا العام من الغش بـ»فتح من الله».
الجميع كان يظن أن هذا العام سيكون أكثر حزما من وزارة التربية والتعليم, على أساس أن اليمن يعيش مرحلة جديدة غير أن المفاجأة كانت ماثلة على أبواب لجان الامتحان إذ سار الغش في تلك اللجان كعادته والتفنن فيه ربما فاق الأعوام السابقة.
يقول أحد التربويين: «من الطبيعي أن تسير أمور الامتحانات بنفس الصورة التي بها جرت في الأعوام الماضية لأن الإجراءات المتبعة هي ذاتها هذا العام».
ما يتقاضاه المراقب ورئيس اللجنة هي نفسها المبالغ التي كان يتقاضاها المراقب ورئيس اللجنة سلفا ومراكز الامتحان هي ذاتها في الريف المدن ورؤساء المراكز الامتحانية نفس الرؤساء الذين أداروا الامتحانات في الأعوام السابقة والطلبة هم الطلبة لا يحسنون المذاكرة .. الركون دائما على الغش .. من الصباح الباكر «ياالله طلبناك» والطلب مجاني لسنن الكون بالطبع ولا يمت للدين بصلة,ها هي الوزارة تقول بملء فيها لا للغش ويعكس التابعون لها هذه المقولة في واقع الأمر في امتحانات «الجبر والهندسة» خرج الطلبة بأمانة العاصمة مهللين ومكبرين بعد التساهل الذي حدث في اللجان .. أحد الطلبة رمى لي ورقة الامتحان وقبل أن أسأله بادرني بالقول امتحان صعب لكن الله سهل .. كيف¿ سألته فأجاب بصريح العبارة: «دفعنا من ألفين ريال في لجنة الامتحان مقابل الغش» وأضاف: «لكنهم غشوا لنا قليل بحق النجاح».
طلبة لجنة الامتحان كلهم دفعوا والصحيفة تحتفظ باسم لجنة الامتحان تلك وكان بالإمكان ذكرها لكننا ندرك أن لجانا امتحانية أخرى تفعل الأمر ذاته, كون الغش وجمع النقود مقابل الحصول عليه ظاهرة عامة لم تستطع الوزارة التخلص منها .. في لجنة امتحانية أخرى خرج الطلبة أيضا مرتاحين ليس للأسئلة بل لما جرى في اللجنة من غش مقابل دفع كل طالب (500) ريال فقط.
يقول عبدالحكيم –أحد الطلبة- في ذاك المركز: «دفعنا فلوسا وحصلنا على الغش .. المهم تجاوزنا مادة الجبر والهندسة التي كنا نخاف منها».
كان الطلبة عامة يبدون الكثير من الخوف وهذا كان نقطة البداية التي لم تستطع الوزارة التخلص منها ويبدأ الطلبة مرحلة جديدة من الجد والمذاكرة لكن هذا الخوف كسر بمجرد الانتهاء من امتحان مادة (الجبر والهندسة) إذ برز الغش إلى الواجهة مجددا وأحس معه الطلبة أن السباق على المعدلات ممكن في ظل هذا الوضع المتكرر لتعليم ينتهي إلى الغش ولا يخرج من دائرة الأعوام سالفة الذكر.
المستغرب أن أخطاء العام السابق بدأت تتكرر في امتحان «الجبر والهندسة», نقل المراكز الامتحانية من الريف إلى المدينة بسبب الغش .. في محافظة تعز نقلت مراكز إلى المدينة من «شرعب جبل حبشي التعزية ماوية» وهذا أمر تم في العام السابق وكان بالإمكان تفادي هذه المشكلة ونقل مراكز الأرياف إلى المدن بدل تطبيقه أثناء الامتحان .. ليس كل الطلبة في تلك المراكز تسببوا في إحداث فوضى في تلك المراكز والكل في هذه الحالة يتعرضون للعقاب .. الطلبة في الغالب لا يملكون إيجار السيارة التي تنقلهم من الريف إلى المدينة ولم يكن في حسبانهم ذلك .. العقاب المفاجئ بنقلهم إلى مراكز في المدينة يحرم البعض من الامتحان بسبب الفقر وكم هنالك معسرون ويعلم الجميع أن الكثير من الأسر لا تجد ما تطعم به أبناءها .. وبالإمكان اتخاذ إجراءات أخرى غير تلك الإجراءات التي لم تكن في الحسبان على الأقل كما يقول بعض الطلبة الذين نقلت مراكزهم لو أن ذلك تم قبل الامتحان كان بإمكان كل طالب أن يدبر نفسه بمصاريف تمكنه من دخول الامتحان .. ومع إدراك الجهات المسؤولة إلا أنها لم تتخذ إجراءات في تحديد مراكز بعينها للامتحانات تضمن من خلالها أن هذا المركز أو ذاك لن ينقل إلى مكان آخر .. ثم إن الغش في المدن لم يتوقف والنماذج من الطلبة الذين أوردهم التحقيق من أمانة العاصمة التي يتوجب أن يكون التشديد فيها أكثر وفي المدن عامة غير أن هذا لا يحدث وبإمكان الوزارة أن تتأكد بنفسها وتعزز من تواجدها في الريف درءا للغش بدل النقل الذي يكلف الطلبة الكثير من العناء المصاريف البعض الحرمان من الامتحانات بسبب الفاقة الفقر فهل من (مدكر).

قد يعجبك ايضا