بعد أن عاش18عاما وهو فتاة عاد ليكشف خبايا النساء
لقاء وسرد فايز البخاري

لقاء وسرد/ فايز البخاري –
في أحد أيام السبت تنطلق الأسرة الريفية التي مات عنها عائلها منذ فترة طويلة نحو عاصمة المحافظة من أجل فحص ابنتهم التي بلغتú سن الثامنة عشرة وتمتú خطبتها لأحد شباب القرية الذي كان معجبا بها وبأنفتها وقسوة طباعها التي كانت تجعل من يراها يصفها بوصف إخواننا المصريين((بنت جدعة))..
هذه الجدعنة كانت أول الصفات التي لفتتú انتباه ذلك الشاب الذي يميل
للفتاة ذات الطبع الرجولي والحشمة وعدم الليونة.. حين تقدم لخطبة ((ل_ش)) وكان من أسرة ميسورة الحال ولديها أملاك وأطيان عكس أسرة ((ل-ش)) التي كانت تعمل بمزارع الغير كأجراء ويشتغل بعض أفرادها برعي الماشية.
بعد أنú تمتú الخطبة تحدث ((ص-ج)) زوج أخت المدعوة ((ل-ش)) لزوجته مöن أنه بات مöن اللازم عمل الفحوصات الطبية على أختها التي كان يشك من بضع سنين هو وبعض العائلة من نوع جنسها هل هو ذكوري أم أنثويخاصة وقد اخشوشن صوتها حسب ما ذكر لنا وبدأت علامات سواد الشعر تبدو على شاربها.
زوجته نفسها هي وأمها الأرملة كانتا تشك في الأمرلكنهما أخفيتا الموضوع كي لا يتشفى بهم الناس كما كانتا تظنومن ناحية أخرى لقلة الحيلة وضيق ذات اليد.
لكن حين دنا موعد زواج ((ل-ش)) أحس الجميع بهول الصدمة فيما لو وقع ما كانوا يخشونه على غöرار قصص أخرى حدثت في بلادنا وبعض البلدان الأخرى حين تحول بعض الفتيات إلى رجال.
وهذا كان السبب الذي حدا بهم إلى الذهاب لعاصمة المحافظة صباح ذلك السبت النادر جراء الفحوصات الطبية اللازمة التي أثبتت أن ((ل-ش)) ليس فتاة وأنه رجل كامل الرجولة. ما استدعى إجراء عملية جراحية سريعة كانت كفيلة لأنú تعيد الأمور لطبيعتها الحقيقية ومجراها الصحيح.
وقبل أن تتمكن الأسرة من العودة بــ((ل-ش)) التي أصبح اسمها عبدالله-ش كان النبأ قد سبقهم إلى قريتهم وكافة القرى المجاورة التي تقاطر الناس منها زرافات ووحدانا ليشهدوا هذا الحدث الفريد والنادر الذي ظل حديث المجالس لأكثر من شهور عدة بلغ فيها النبأ محافظات كثيرة.
عبدالله-ش أصبح مهوى قلوب الكثير من شباب القرية الذين كانوا يرون فيه وسيلة مثلى لكشف المستور عن عوالم شابات القرية اللائي يتبادلون معهن الإعجابويرغبون بشدة في معرفة كنه عوالم المرأة وكيفية تفكيرها من أجل سبر أغوارها. ولهذا لم يكن يخلو منزل عبدالله-ش من الشباب والزائرين أي يومإلا أنه كان شديد الحرص على أنú يفضح مكنون فتاة بعينها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من أهلها وذويها. لكنه في المقابل وفقط لمن يكثر في الإلحاح يتحدث عن عوالم المرأة حسب ما عاشه وعرفه بشكل عمومي أشبع رغبة العديد من الفضوليين الطامحين لمعرفة خبايا المرأة وليس لديهم القدرة على خوض غمار تلك الشعاب لاستجلاء الأمور بأنفسهم.
فتيات القرية اللائي رعين معه الغنم وعشن أحلام المراهقة أحسسن أنهن افتضحن فضيحة بجلاجل كما يقولون. وبتن يتحاشين الالتقاء به أو رؤيته قدر المستطاع ولم تجرؤ على زيارته بعد تحوله من عالم الأنوثة إلى عالم الرجولة سوى النساء كبيرات السن ومن كن يتعاملن معه على أنه ابنتهن.
عبدالله-ش اليوم وبعد أنú قضى حوالي عشر سنوات في عالم الذكورة وتزوج وأنجب لايزال يستذكر عالم الأنوثة ويضحك ملئ فيه على تلك المغامرات والقفشات الحلوة التي قضاها مع فتيات القريةويستمتع برؤية الفتيات وهن يرمقن الشباب في الذهاب والمجيئ إلى مورöد الماء أو عند سفوح الجبال المطلة على القرية وما جاورها حيث يحلو للشباب أن يقضوا أوقاتا ممتعة وهم يرون الراعيات ومن يجمعن الحطب والأعشاب للمواشي وهن يسرحن ويمرحن في تلك الروج والوديان والجبال.
يستذكر ذلك ويقول أحلى الأوقات لدى الفتيات فترة العصرية حين يذهب كبار الرجال للمقيل وتنشغل كبار النساء بالتجمعات النسوية التي لا تدع مجالا للقيل والقال إلا وخاضتú فيه.. هذا الوقت يكون بمثابة الفسحة الكبيرة للفتيات اللائي يجتمعن لتبادل أوهام العشق وأخبار شباب القرية فضلا عن محاولة تبادل النظرات مع الشباب الذين يلعبون كرة القدم أو غيرها من اللعب وسط صلبة القرية.
الصلبة مكان فسيح يتوسط القرية.