إلى «أوباما» .. مع الاحترام «الإجباري»..
عبدالله الصعفاني

مقالة
عبدالله الصعفاني –

مقالة
في مناسبة هبوط «المسبار» الأمريكي «كيوريستي» على سطح المريخ قبل أيام أود أن تصل تهنئتي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. متمنيا على سفيره في صنعاء أن يبلغه أنني أنتظر منه تهنئة الخواتم المباركة والعيد السعيد مذيلا بالتوقيع التالي :
صديقكم الافتراضي
باراك بن حسين أوباما
} وأما بعد التهنئة والسلام فعندي كلام يؤكد أن العبد لله ليس من مواطني أي دولة مارقة ولا يعمل لحساب إيران وسوريا وحزب الله أو حتى كوريا الشمالية.. ثم إن ما سأقوله ليس إلا تفاعلا مع خيارات المجتمع الدولي ممثلا بالسيد «بان كي مون».. الذي حذر في مناسبة اليوم العالمي للشباب الذي صادف أمس الأحد.. من مخاطر تغييب الشباب وخطر كونهم يعانون من انخفاض الأجور وانسداد آفاق التقدم الوظيفي وارتفاع معدلات البطالة حتى صرنا نعيش وسط جيل شديد الإحساس بالضياع فاقد الاتصال بالأمل.. محدود الآمال ومهدود الأحلام.. مفخخ في ذاته.. وقاتل لغيره.
}} وكمواطن يمني ليس غبيا وإن ظهرت كذلك.. أود أن يصل إلى رأس السيد أوباما أننا في اليمن صرنا مصابين بالإعياء من كثرة وعود محيطنا الإقليمي ووفرة وعود المجتمع الدولي.. وهي الوعود التي لا تختزلها سوى أغنية السيدة فيروز «ما أنت والوعد الذي تعدينني إلا كبرق سحابة لم تمطر».. ترجم يا مترجم جيرالد فايرستاين.
} وعذرا فأنا لا أمارس ما نسميه عندنا بالفضول أو «المعقلة».. فهذا وزير خارجية بلادي يقولها واضحة ودون مواربة : «لقد سمعنا الكثير من النوايا الطيبة للمانحين.. لكننا الآن نريد أن نسمع الكثير من الالتزامات على الواقع.. لا نريد أن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا».. وهنا أغلق القوس وأقول : صح لسانك يا دكتور أبو بكر.. أشعر الآن أنك «قربي» باستجمام قناعات الوعي «الشعبي».
}} وأما بعد.. فإننا في اليمن أحد أبرز حلف مكافحة الإرهاب.. لا نريد التنصل عن هذا التحالف.. خاصة بعد أن اكتشفنا أن الضحية والجاني في الغالب الأعم يمنيون قحطانيون وعدنانيون وتعبانون متوجعون من سياسة إخوة وأصدقاء يستمرئون بقاءنا في حالة «مرض» لا يقود إلى الموت ولا يساعد على الحياة.. ومن جديد ترجموا يا مترجمي دول الاتحاد الأوروبي وأنتم أيها الأشقاء في محيطنا الخليجي.
} ويا أيتها السيدات والسادة.. إن اليمن الذي يتمدد على بحرين ومضيق هام للحركة العالمية ويطل بأكبر أضلاع مثلثه على المخزون الاستراتيجي للنفط العالمي.. هذا اليمن لا يحتاج إلى نظام دفاعي صاروخي.. وإنما إلى نظام دفاع اقتصادي.. يحتاج إلى حلفاء اقتصاديين وليس – فقط – إلى حلفاء أمنيين.. بمعنى أنه لا يوازي أهمية الطائرة بدون طيار إلا طائرات أخرى تقذف فقراء قرى اليمن المعلقة على رؤوس الجبال بما تيسر من الدعم الحقيقي وما تيسر من شباك الصيد عوضا عن هذه الأسماك القليلة التي لم نغادر بها أبراج الجوع فخذلتنا نجوم الأمن من الخوف.
}} ألا ترون أيها السادة كيف يتجدد التبرير لجرائم التقطيع والتفجير والخطف في أحد دوافعها إلى الرغبة في العمل أو الحصول على الخدمات¿ وهل غاب عن حلمكم وعلمكم أن العمل الاقتصادي الوقائي لا يقل أهمية عن العمل الأمني الوقائي¿ وأن العقدة الاقتصادية في اليمن أكثر استعصاء على الحلحلة من عقدة الأمن وأحق بأن تعطى الأولوية عوضا عن الجانب الهزلي للمشهد الداعم¿
} إن المضي في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية يحتاج إلى أن يواكب ببقاء باب المحيط الإقليمي الخليجي وباب المجتمع الدولي مفتوحا أمام أمل اليمنيين في انفراج عقدتهم السياسية والأمنية والاجتماعية بعد أن اجتمعت الشراكة في مكافحة الإرهاب مع الشراكة الافتراضية بين اليمن مع شيء يسير من فائض ترسانة المال الخليجي والدولي.
}} إننا نعيش في اليمن الكثير من المتاعب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.. وليس التطرف والإرهاب إلا مخرجات لهذه المتاعب.. الأمر الذي يفرض تذكيركم بواجب الشراكة الكاملة التي ليس منها قيامكم بتوقيف الساعة بينما الوقت لا يتوقف.. وكذلك الأوجاع والأحزان.