شبح المركزية‮..‬المقلق‮!!‬

عبدالله عمر باوزير


 -  لعل كلمة‮ (‬المركزية‮) ‬هي‮ ‬الأبرز وأكثر المفردات ترديدا في‮ ‬خطابنا السياسي‮ ‬من مجمل المفردات والمصطلحات التي‮ ‬دخلت قاموسنا السياسي‮  ..‬في‮ ‬أعقاب الانتخابات النيابية2003وشكلت محور برامج وخطاب المرشحين في‮ ‬الانتخابات الرئاسية والمحلية‮ ‬2006‮ ‬يومها كان التفاؤل كبيرا‮ ‬وواسعا‮ ‬بالانتقال إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس جديدة أكثر حداثة وأقرب الى المعاصرة على قاعدة‮ (‬اللامركزية‮!!)‬خصوصا بعد أن أعلن الرئيس المنتخب‮..‬
عبدالله عمر باوزير –

‬لعل كلمة‮ (‬المركزية‮) ‬هي‮ ‬الأبرز وأكثر المفردات ترديدا في‮ ‬خطابنا السياسي‮ ‬من مجمل المفردات والمصطلحات التي‮ ‬دخلت قاموسنا السياسي‮ ..‬في‮ ‬أعقاب الانتخابات النيابية2003وشكلت محور برامج وخطاب المرشحين في‮ ‬الانتخابات الرئاسية والمحلية‮ ‬2006‮ ‬يومها كان التفاؤل كبيرا‮ ‬وواسعا‮ ‬بالانتقال إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس جديدة أكثر حداثة وأقرب الى المعاصرة على قاعدة‮ (‬اللامركزية‮!!)‬خصوصا بعد أن أعلن الرئيس المنتخب‮..‬يومها:علي‮ ‬عبدالله صالح-في‮ ‬المجلس المحلي‮ ‬بمدينة عدن الانتقال إلى الحكم المحلي‮ ‬للتخلص من مركزية الدولة في‮ ‬الحكم‮ ‬‮ ‬مما‮ ‬يحتم‮ ‬تقليص دور‮ ‬مؤسسات الدولة في‮ ‬المركز مبدئيا و إزالتها نهائيا خلال مدة زمنية كافية لتغيير المنظومة التشريعية‮ – ‬القانونية المنظمة لعلاقات المؤسسات المحلية مع المركز‮.. ‬وتوسيع صلاحياتها في‮ ‬مجالات التخطيط والتنمية وتقديم الخدمات من جهة وتحرير المركز من عبء إدارة الأقاليم أو المحافظات لتقوية دور المؤسسات السياسية والاستراتيجية‮ -‬المركزية للدولة‮ ! ‬ذلك المشهد الذي‮ ‬بدأ مبشرا وجادا ورافقته دعوة الى حوار وطني‮ ‬واسع لم‮ ‬تقابله القوى السياسية المكونة للمنتظم‮ ‬السياسي‮ ‬اليمني‮ ‬بما‮ ‬يؤكد مصداقيتها تجاه المركزية‮ -‬التي‮ ‬طرزت بها برامجها وحولتها الى مصطلح محوري‮ ‬في‮ ‬دعايتها الانتخابية في‮ ‬انتخابات‮ ‬2003و2006م دون استثناء في‮ ‬المعارضة داخل‮ «‬أحزاب اللقاء المشترك‮» ‬أو خارجه بل ولا الحزب الحاكم‮ (‬المؤتمر الشعبي‮ ‬العام‮) ‬الذي‮ ‬كانت تتمتع داخلة مجموعة من القوى ومراكز المصالح المتشابكة مع المقابل لها في‮ ‬المعارضة‮ ..‬بقدرات تمكنها من إعاقة المشروع بل والحوار الوطني‮ ‬وتفريغه من أهدافه الأمر الذي‮ ‬انتهى إلى انتخاب المحافظين‮ ‬2008مما أدى إلى تفاقم‮ ‬الأزمة وسحب الحزب الحاكم إلى حوار المساومات على حساب مشروع بناء الدولة والانتقال إلى اليمن الجديد‮ !‬¿ والسؤال لماذا كل ذلك حصل ¿‮! ‬والإجابة بكل بساطة تكمن في‮ ‬رفض شبكات قوى النفوذ والمصالح للتحديث بل لبناء الدولة وهذه القوى ليست في‮ ‬المعارضة فحسب وان كانت المهيمنة عليها والمسيرة لها‮ -‬لا في‮ ‬السلطة فقط‮ ‬بل و خرجها‮ ‬‮ ‬وإن كانت مجموعة السلطة تملك من أدوات التأثير على القرار السياسي‮ ‬الكثير‮!! ‬من خلال تهويلها للمخاطر‮ ‬وقدرتها على حجب الحقائق عن رئيس الجمهورية‮ ‬من خلال استخدامها كل ما تبديه المعارضة اللفظية من تهويل وتهديدات‮ ‬الأمر الذي‮ ‬ساعد في‮ ‬توسيع دائرة الاحتقانات‮ ‬وحول مشروع الحوار الوطني‮ ‬عام‮ ‬2010‮ ‬عن مساره واختصاره في‮ ‬ثلاثين عضوا أي‮ ‬تحويله مرة أخرى إلى مربع المساومات بين أطراف مأزومة تعيش هاجس الخوف على مكتسباتها المادية والمعنوية ولا ترى الإصلاحات إلا من خلال ما‮ ‬يوفر لها ا

قد يعجبك ايضا