لك الله أيها اليمني الأبي
جمال عبدالحميد عبدالمغني
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
لك الله أيها الشعب الصامد الصابر لك الله أيها المواطن اليمني المغلوب على أمره لا يريدون أن يمنحوك فرصة لالتقاط الأنفاس يمعنون في حرمانك حتى من رؤية بصيص الضوء ومن إشراقة الأمل.. يا لهم من وحوش أبناؤك أيها الوطن لا غيرهم.. نعم هم قلة لكنهم يستأثرون بكل شيء المال والأمل ولقمة العيش.
> أعلم أيها اليمني أنك مدرك بأن أعداءك الأشداء هم أبناء جلدتك وبالتحديد من منحتهم الحق لحكمك وأعطيتهم الفرصة للسيطرة على مقدراتك وسلمت لهم مفاتيح الاستحواذ والاستئثار بأموالك وثرواتك لقد جازوك على إحسانك وكرمك وصبرك بأبلغ الاساءات بالقتل ونهب الثروة وتضييق سبل العيش متناسين قول الحق عز وجل «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان» صدق الله العظيم.
> لا بأس من تذكيرك أيها اليمني ببعض الوقائع لتدرك ماذا فعل بك الذين أحسنت إليهم وجعلتهم كبراؤك لسنوات طوال.
> علي سالم البيض حكم الشطر الجنوبي كسنوات وشارك في حكم اليمن الأكبر لسنوات أيضا فتمتع بالجاه والسلطة والمال واليوم يهدد الشعب اليمني ليلا ونهارا بفك الارتباط أو نزع الروح من الجسد أو فصل الجسم الواحد إلى جزئين.
> علي ناصر محمد حكم الشطر الجنوبي ردحا من الزمن وعن الاقتتال الرهيب في 13 يناير 1986م بين الطغمة والزمرة – كما أطلقوا على أنفسهم – ضاقت به السبل فوجد الحضن الدافئ للأم الرؤوم صنعاء أو عاصمة اليمن الكبير وهذا حقه وحق كل يمني نزح معه هروبا من جحيم تلك الحرب غير المبررة والتي التهمت أرواح الآلاف من اليمنيين الأبرياء والسبب صراع هستيري من أجل الكراسي ليس إلا واليوم يتخاطب الرئيس الأسبق علي ناصر مع اليمنيين باستعلاء محددا شرطا تعجيزيا لدخوله في الحوار المزمع وهذا الشرط أن يكون بين شمال وجنوب وأن السقف الذي سيمن به على اليمنيين في نهاية الحوار هو وحدة فيدرالية بين اقليمين يتبعها استفتاء بغد خمس سنوات لمواطني المحافظات الجنوبية فقط على حق تقرير المصير.. يا إلهي وعلى نفس المنوال تقريبا يتجسد حيدر العطاس برؤيته الانفصالية المؤدبة وهو الذي رأس مجلس الشعب قبل الوحدة ورأس الحكومة بعد الوحدة.
> أما الرئيس السابق علي عبدالله صالح فقد حكم الشطر الشمالي إحدى عشرة سنة وحكم اليمن الكبير اثنتا وعشرون سنة تنعم خلالها بخيرات اليمن كما لم يتنعم حاكم من قبل وعندما طلب الشعب اليمني استعادة السلطة – لأن الفساد عم البر والبحر والجو – أي الرئيس السابق الاستجابة لشبه إلا بعد أكثر من عام تجرع خلاله الشعب كافة أصناف العذاب والقهر والإذلال فعلاوة على حالة البؤس والشقاء والفقر التي يعشها هذا الشعب الصابر منعت عنه المحروقات لشهور ومنعت الكهرباء والماء وغيرها من الخدامات وضربت أنابيب النفط لقطع مصدر من مصادر أرزاق اليمنيين ولا زالت هذه العقوبة حتى اليوم.
> أما أعداؤك أيها الشعب المظلوم في الماضي والحاضر وربما في المستقبل فهم للأسف كبار تجار البلد أو كبار مصاصي الدماء هؤلاء الذين نزعت من قلوبهم الرحمة هؤلاء الذين تحولت كل ثروات اليمنيين ومدخراتهم إلى خزائنهم وبنوكهم واستثماراتهم في الداخل والخارج عبر سنوات طوال لكنهم لا ينظرون إلى اليمني إلا ككائن لا يستحق الحياة وينظرون إلى الوطن كمرتع لألعابهم العبثية أو كمخزن حافظ للثروات التي ستؤول إليهم في نهاية المطاف مع شركائهم من الفاسدين في السلطة ومراكز القوى إن الأعمال العدائية التي تمارس ضد الشعب اليمني من هذه الفئة هي الأشد إيلاما والأعمق تأثيرا لأنها تتعلق برغيف العيش وتمتد آثارها لتمس الكرامة والعزة.
لقد تحولت هذه الفئة بمرور سنوات الفساد والإمعان فيه إلى فئة جابية للضرائب تصور أيها اليمني المقهور والمنهوب أن هذه حقيقة وأتحدى من ينكرها وللتوضيح كبار تجار اليمن يجبون باسم الدولة ضرائب من المواطنين فيستحوذون على معظمها ويسددون لخزينة الدولة جزءا يسيرا جدا من ذلك دون أن يستطيع أحد محاسبتهم أو مراقبتهم أو معاقبتهم على هذه الجرائم وهذا الأمر مستمر حتى اليوم للأسف.
> نسمع ونشاهد هذه الأيام السعي الحقيقي والجهود المخلصة – للأشقاء المحيطين بنا والأصدقاء البعيدين عن وطننا – لمحاولة إنقاذ هذا البلد العظيم الذي ابتلاه الله بعقوق أبنائه فيجمعون التبرعات من مواطنيهم ويحثون الدول الغنية على تخصيص مبالغ من موازناتها لإنقاذ اليمنيين من المجاعة وإعمار ما دمره أعداء اليمن من اليمنيين أنفسهم بل يظهرون حرصا كبيرا على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ويبذلون جهودا مضنية في سبيل إقناع من