الامتحان

محمد حسين النظاري

 - مما قيل قديما: عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. وهي حكمة لا يعرف قدرها سوى الممتحöنين فقط ويومهم بلا ريب هو اليوم الذي يترجمون فيه جهود عام كامل من المذاكرة والمثابرة.. ومن تلك الأيام الأيام الحالية التي يتوجه فيها قرابة
محمد حسين النظاري –
مما قيل قديما: عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. وهي حكمة لا يعرف قدرها سوى الممتحöنين فقط ويومهم بلا ريب هو اليوم الذي يترجمون فيه جهود عام كامل من المذاكرة والمثابرة.. ومن تلك الأيام الأيام الحالية التي يتوجه فيها قرابة 550 ألف طالب وطالبة نحو المراكز الامتحانية لاختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية والتي ستشمل جميع محافظات الجمهورية.
فيوم أمس السبت استقبلت 3100 مركز امتحاني قرابة 340 ألف طالب وطالبة لأداء امتحانات الشهادة الأساسية فيما تنطلق صبيحة اليوم الأحد في حوالي 1400 مركز امتحاني نحو 210 آلاف طالب وطالبة لاجتياز امتحانات الشهادة الثانوية.. إذا فنحو ما يربو عن نصف مليون أسرة تتوقف حياتها على ما ستفرزه امتحانات أبنائهم وستتحول أيامهم ولياليهم باتجاه عقارب ساعات فلذات أكبادهم.
نعرف أن التلاميذ قد أعدوا عدتهم من خلال استذكار دروسهم التي يفترض أنهم تلقوها خلال عامهم الدراسي.. ولكن ما نريد أن نعرفه كيف أعدت الأسر نفسها ليوم امتحان أبنائها¿ هل هيأت الأجواء لهم بما يعينهم على اجتياز العقبة الأساسية والمتمثلة بالرهبة النفسية من شيء اسمه امتحان¿ خاصة المقبلين على اختبار الشهادة الأساسية كونه الامتحان المركزي الأول بعد إلغاء الشهادة الابتدائية لهذا فإن أجواء هذا الاختبار جديدة عليهم على اعتبار أنها تختلف عن امتحانات النقل.
بالمقابل فإن المقبلين على الشهادة الثانوية لا يقلون خوفا ولا رعبا كون النتيجة التي سيتحصلون عليها ستكون الفيصل في تحديد مصيرهم في بقية حياتهم.. فالمعدل هو البساط الذي سيحملهم نحو الكليات التي يرغبون في الولوج إليها وكلما كان مرتفعا كلما ارتفعت الدرجة العلمية التي سيتوجهون إليها ومن هنا تأتي الرهبة ويحضر الخوف .
ولأن الامتحان ليس مذاكرة فقط بل هي مجموعة الأجواء التي وفرتها العناصر المحيطة بالطلبة بدء بالمحيط الأسري الذي يعول عليه أن يكون متفاعلا وبقدر كبير مع امتحانات أبنائهم.. بحيث يبعدونهم عن مصادر التشويش التي تعيقهم عن مراجعاتهم واستذكارهم لدروسهم والحرص طيب من جانب الأسرة ولكن شريطة ألا يمثل عاملا مركبا من مصادر الضغوط فعلى كل أسرة ألا تضغط على أبنائها وبناتها بحيث لا تصور لهم الامتحان وكأنه نهاية المطاف بحيث تحكم مسبقا على غير الموفقين منهم بالموت.
وزارة التربية والتعليم وهي الوزارة الوصية على سير الامتحانات معنية بالمقام الأول على تذليل كافة الصعوبات التي قد تواجه الممتحنين من خلال استكمال توزيع وصحة أرقام الجلوس وتهيئة المراكز الامتحانية بخدماتها الأساسية خاصة ما يتعلق برئيس ومراقبي المراكز الذين ينبغي أن يكونوا من التربويين المعروف عنهم النزاهة والعدالة بحيث لا يكونون من بين من أثيرت حولهم الشكوك في اللجان السابقة.. كما ينبغي على المراقبين أن يوصلوا للطلاب فكرة أنهم جاءوا لمساعدتهم لا ليكونوا سيفا مصلتا عليهم فكم من مراقب حول لجنته جحيما على رؤوس الممتحنين فيها.
وزارة الكهرباء ينبغي عليها أن تحاول قدر الإمكان توفير التيار الكافي لإضاءة المصابيح وتشغيل المراوح لكي يستطيع الممتحنون أن يراجعوا في بيوتهم أو يختبروا في مراكزهم خاصة بالمحافظات التي تشهد حرارة لا تطاق.
وزارة الداخلية بدورها لا يجب أن تغفل أو تنام وأن تسهر على حماية الطلاب والطالبات في المقام الأول قبل الأسئلة والمراكز.. وأن ترسل العناصر المتعلمة إلى المراكز فكلما كان العنصر الأمني متعلما كلما أحس بما يؤديه الطلاب والطالبات.. فهو يستحضر تجربته عند أدائه للامتحان في السابق مما يجعله يغطي كل نقص كان يشعر به حينها.
وزارة الإعلام لا يقل دورها عن الوزارات السابقة من خلال تكييف البرامج الإذاعية والتلفزيونية بما ينجح الامتحانات فنحن نرى كيف انه في فترة الانتخابات تتوجه تلك المنابر لما يخدم نجاحها ولهذا فالامتحانات أولى بذلك كونها تعنى بجيل المستقبل كما أن على الصحف دور كبير في نقل ما يحدث في المراكز الامتحانية لتسليط الضوء على مواقع القصور في الأيام الأولى ليتم تلافيها في الأيام الموالية.
ونخلص بهذا إلى أننا جميعا معنيون بإنجاح الامتحانات وليس الطلاب فقط فالطلاب هم جوهر العملية ونحن رئتيها.. ولذا فإن الفشل لا يساءل عنه الممتحöنون بقدر ما نساءل عنه كلنا فبقدر ما نهيئ لأبنائنا الأجواء الملائمة بقدر ما نحصد ما يتمنونه ونتمناه.. فحظا موفقا لكل طلابنا في الشهادتين الأساسية والثا

قد يعجبك ايضا