مـرســـي..التسامـــح أولا

أحمد عبدالله الشاوش

 - أثبت المصريون بما لا يدع مجالا للشك خلال أزمة الربيع العربي بأنهم شعب عريق وأصحاب حضارة راقية منذ القدم باختلاف أطيافهم وطوائفهم السياسية والدينية والفكرية وأن جيناتهم ونفسياتهم تواقة إلى المدنية رغم ما لحق بهم من ظلم
أحمد عبدالله الشاوش –
> أثبت المصريون بما لا يدع مجالا للشك خلال أزمة الربيع العربي بأنهم شعب عريق وأصحاب حضارة راقية منذ القدم باختلاف أطيافهم وطوائفهم السياسية والدينية والفكرية وأن جيناتهم ونفسياتهم تواقة إلى المدنية رغم ما لحق بهم من ظلم وجبروت وكان للتعليم الدور الأكبر بالإضافة إلى ثقافتهم والقيم الدينية النبيلة في إحداث التغيير السلمي ومثلت هذه الأدوات الشرارة الأولى لنزول مئات الآلاف إلى ساحات الحرية للتعبير عن رفضهم لسياسة القمع والتجويع وظلم ذوي القربى والإصرار على رحيل مبارك ورموز فساده وبالتفاف الشعب المصري وتماسكه وبوعيه النير تجسدت وحدته الوطنية فسرعان ما تهاوت عروش الطغيان وتنفس الشعب نسمات الحرية بعد أن قدم قوافل الشهداء ومثلت محاكمة مبارك ورموزه الفاسدة الطامة الكبرى للفلول الذين أيقنوا بنهايتهم خصوصا بعد الهزيمة الساحقة لمرشحهم أحمد شفيق وفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات حرة ونزيهة شهد بنزاهتها العالم ولم نجد لها مثيلا على مستوى المنطقة العربية وأثبت القضاء المصري شموخه واستقلاليته وأن مصر ما تزال دولة مؤسسات وضربت المؤسسة العسكرية أروع الأمثال في الكثير من المشاهد بولائها لمصر الكنانة أولا وأخيرا وأنها صمام أمام لسيادة مصر وأمنها واستقرارها رغم الإثارة والتشكيك والضغوط الداخلية والخارجية لمحاولة جرها إلى معارك وهمية لاستنزافها والنيل منها لتدمير مصر وبفوز مرسي فازت (مصر) وانتصرت إرادة شعب وليس حزب بعينه وورث مرسي تركة ثقيلة من الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي ونسيجا اجتماعيا متصدعا أدخل مصر في دوامة كبيرة عصفت بأمنها واستقرارها وخراب اقتصادها وبالرغم من تلك المحنة إلا أن ثقة الشعب المصري والأمة العربية العالم الإسلامي كبيرة في أن الرئيس مرسي صار محل ثقة الشعب وقدوته لما يتمتع به من مصداقية وحنكة سياسية كونه أصبح رئيسا لكل المصريين وليس لحزب بعينه ولكي تهدأ العواصف والأعاصير والأمواج المتلاطمة فلا بد من إرادة صادقة من الرئيس المنتخب وجميع الاتجاهات السياسية للمسارعة نحو قيم التسامح بعيدا عن روح الانتقام والتصفيات السياسية وبعيدا عن ثقافة الاجتثاث والإقصاء الرخيصة التي أصيب بها النظام السياسي العربي قبل وبعد 2011م وعملا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وبهذه القيم والتسامح الصادق ستسود المحبة وتختفي الأحقاد وتضيق الهوة وستقطع الطريق على الطابور الخامس عن بث سمومه وستتجه أيادي مصر وأبناؤها العظماء وبكافة اتجاهاتهم السياسية نحو التنمية الاقتصادية والبناء حتى يلمس الناخب المصري أن ثقته لم تذهب هدرا وأن صوت العقل والحق أعاد لمصر قلبها النابض وللأمة العربية كرامتها.. أملنا كبير.

Shawish22@gmail.com

قد يعجبك ايضا