المدونة الخضراء
نبيل نعمان –
بات الاقتصاد الأخضر اليوم مهيمنا◌ٍ بقوة على السياسات والاستراتيجيات دولا◌ٍ ومنظمات ويبدو أنه يسير في اتجاه قيادة قاطرة الاقتصاد العالمي.
فالاقتصاد الاخضر يغدو يوما◌ٍ بعد آخر أكثر حضورا◌ٍ وهو يضم الكثير من القطاعات وبات يحسب بالمليارات من الدولارات مما يعني أنه يتطور بسرعة ويوسع قاعدته باضطراد كونه أضحى مدخلا◌ٍ مهما◌ٍ لإرساء التنمية المستدامة بابعادها الثلاثة البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
واليمن ليست استثناء في هذا الأمر وسيكون عليها الانخراط في الاقتصاد الأخضر عاجلا◌ٍ أم آجلا◌ٍ كون هذا الأمر أصبح أقصر الطرق لتحقيق التنمية المستدامة التي تعمل اليمن على إرسائها ورغم أن بلادنا تعرف أهمية ذلك وتعمل في اتجاهه لكن الأمر لا يزال في إطار التهيئة من قبيل إقامة المؤتمرات والندوات وتضمين هذه الجزئية في السياسات وهو مقدمة مهمة لكن الانتقال السريع إلى طور التنفيذ سيكون مهما◌ٍ أيضا◌ٍ.
هذا الانتقال سيتطلب بالضرورة رؤية واسعة وعميقة تكون بمثابة خارطة طريق للتحول إلى الاقتصاد الأخضر ومن ذلك إرساء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص والتزام حقيقي من كافة الأجهزة الحكومية بالأخذ بهذه الرؤية في أجندتها واقعا◌ٍ وليس مجرد سطور أو فقرات تتضمنها السياسات والاستراتيجيات القطاعية أو العامة.
خارطة الطريق هذه لا بد أن تنظر إلى موضوع الاقتصاد الأخضر من كافة الأبعاد وتحدد سلبياته وإيجابياته والعمل وفقا◌ٍ للتدرج المدروس الذي يضمن تقليل السلبيات ويكون جاذبا◌ٍ للجميع وتحقيق الأهداف المتوخاة ولتكن البداية وفق هذا المنظور الذي يمكن معه الوصول إلى ما نريد ومن ذلك البدء بصياغة «مدونة خضراء» تضم كافة القطاعات الحكومية والخاصة وتتضمن الخطوط العريضة لماهية الاقتصاد وأهميته يكون بمثابة الشروع في عمل جاد ومتدرج يلتزم به الجميع ومواكبا لما يتحقق على مستوى العالم في هذا المجال وإلا سنجد أنفسنا أمام هوة سحيقة مع الآخرين وسيكون من الصعب ردمها بسهولة.