إلى أين بلدنا اليمن … سائرة¿!!
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي –
> لا جدال أبدا في أن ظروفنا اليوم صعبة وحساسة وهي مفتوحه على احتمالات شتى فسواد الناس في ضائقة والبلد عموما يجتاز مخاضا غير هين أبدا والأخ رئىس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوه يحذر بوضوح من مآل أكثر صعوبة أن لم تكن هناك إجراءات وقرارات يعرف هو أنها قاسية على الناس والحراك مستمر وتبادل الاتهامات مستمر كذلك وكثيرون منا يبادرون إلى أخذ القانون بأيديهم وآخرون يشكون ويطالبون ومنظومة القيم العامة في بلادنا وبالذات الاجتماعية منها صارت مختلة.
باختصار ظروفنا العامة ليست عادية أو طبيعية أبدا وهناك بالضرورة شيء ما يتهددنا ويخيف سائر العقلاء الراشدين المقدرين للعواقب منا وبالذات أولئك المخضرمين سنا ممن عاشوا البدايات وعاصروا المراحل كافة والذين يراقبون جيدا ما يجري حولنا وفي أقليمنا ويدركون بحصافة ووعي حجم التطلعات والنيات والمخططات الإقليمية والدولية وسواها!
هذا الحال الذي يمر به الوطن وهو الدار التي لا دار سواها ولا ملاذ غيرها يتطلب من أهل الدار الحريصين على سلامة وجودها مهما كانت الأخطاء والاجتهادات موقعا أقل ما يمكن وصفه فيه بأنه الموقف الوطني المطلوب وبالذات من أولئك الناشطين القائمين على أمر القوى المعارضة والإرهابيين والمخربين وسواهم من المحتجين لتغليب صوت العقل على قاعدة أن درء المفاسد أولى من جلب المنافع وأن التضحية بالوطن مهما كانت الأسباب عمل لا يغتفر ابدا.. أنا لا أجادل وقد آثرت الصمت على الكلام طويلا في متاهة الجدال والنقاش البيزنطي ومبرراته ولا أشك في نيات أحد فالله جل في علاه هو وحده العالم بالنيات لكنني أحذر من أن نصل إلى حافة أو حالة الندم لا قدر الله إن نحن غلبنا العواطف على العقول أو أخذنا الغضب والعتب والشطط وغياب تقدير العواقب إلى المجهول لا سمح الله فهذا اليمن أمانة مقدسة في أعناق الجميع وليس لنا جميعا من ظل بعد ظل البارئ المصور إلا ظله ومن يجيل النظر في الأرجاء من حولنا يسأل الله السلامة للجميع من أهلنا العرب ويقف متأملا بصرف هذا الحال الذي نبتهل إليه جلت قدرته أن لا يقترب منا بحال من الأحوال.. نعم أنا لا أجادل في أي أمر سوى في أمر واحد وهو أن المواطن الصالح لا يمكن وتحت أي ظرف كان أن يكون سببا في خرابها وتعرضها للخطر مهما كان ناقما على ظروفه فكل شيء في هذا الوجود قابل للاصلاح وتفادي المهالك والشرور إن كان هناك رجال دولة يبرزون من بين الصفوف في الزمن الصعب ونحن فيه للحيلولة دون انزلاق الوطن إلى ما لا يريد أحد أو يتمنى!
هي مهمة عظيمة وليست صعبة أبدا إذا ما كان الإيمان بالله العظيم عنوانها والتجرد والصدق والمواطنة والانتماء وحب الوطن والتضحية من أجله طابعها فالخطاء لا يعالج بالخطأ أبدا وإنما بالتعاون والتلاحم والنخوة والقدرة على المزيد من التحمل حتى لو كان ذلك قاسيا ما دام الهدف الاسمى هو انتشال الوطن من محنته وصد الأذى وصون الوحدة والسير بالقافلة إلى بر الأمان إلى أن يفرجها مفرج الكروب!
باختصار نحن بحاجة إلى وقت مستقطع لإعادة تنظيم الصفوف وللتهدئة والتفكير بنية صافية والكف عن الشطط والمبالغة والعمل بإخلاص على تجاوز الأزمة عندما يتحمل الجميع مسئوولياتهم نحو «الوطن» سواء أكانوا داخل السلطة الرسمية أو خارجها فاللقاء والحوار والتفكير والمساهمة المخلصة هي السبيل الأمثل لهدف عظيم كهذا الهدف قصارى القول إذا نحن فعلا جادون بإنجاح الحوار الوطني بنوايا صادقة علينا تحقيق ذلك لأنه الوسيلة المثلى لتحقيق التوافق بين كافة أبناء الشعب اليمني من أجل بناء مستقبل مشترك يحمي الوطن والمواطن من المخاطر التي تحدق به باعتبار الحوار الوطني الفرصة المتاحة للتوصل إلى حلول ناجعة حول كافة القضايا والمشكلات ومجابهة التحديات الراهنة وترسيخ المصالحة الوطنية والله من وراء القصد.
رئاسة مجلس الوزراء