5000 مريض خلال2011م
–
الأمراض النفسية.. عالم خاص لآدمية منتهكة
النظرة الضيقة والظالمة للمريض النفسي تأثيرها أشد وأنكى
450 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية
لا تخلو حياتنا اليومية من المشاكل والمنغصات التي يصعب علينا في أحيان كثيرة تجاوزها وتخطيها إذ غالبا ما تصيبنا حالات يصعب علينا تسميتها أو تشخيصها سوى أن الحياة تضيق علينا بما رحبت حينها نحتار لفترة من الوقت حتى تعود لنا حالتنا الطبيعية.
وقد تختلف درجات الألم والضيق التي نصاب بها بحسب استيعابنا وتقبلنا للمشاكل التي نمر بها من عدمه.. وبحسب التركيبة الشخصية والعقلية لتكويننا ومستوى الصبر لدينا في مواجهة ضغوط الحياة..
تحقيق/إشراق دلال
لكن هناك فئة منا لم يستطيعوا الوصول لتوافق واستقرار حياتي أو معيشي رفضوا التكيف مع الواقع المعاش والمشوب بمنغصات الحياة.. حرمان.. خوف.. قلق.. اكتئاب.. شك… وغيرها من الضغوط النفسية فنسجوا لهم عالما خاصا قد يكون مثاليا بالنسبة لهم يخصهم لوحدهم.. يحقق لهم آدميتهم المنتهكة بواقع حياة قال عنهم: «مجانين!!».
إن فقدان الطمأنينة في حياة الفرد منا يؤدي لحالة من عدم الاتزان النفسي ومن ثم يجعلنا عرضة للاضطرابات النفسية والعصبية التي تخلق بدورها نفورا أسريا.. ووصمة مجتمعية لمن يصاب بذلك المرض تظل مرافقة له طوال حياته.. إن هذه النظرة الضيقة والظالمة يكون تأثيرها أشد وأنكى على المريض من المرض نفسه..
ومن خلال هذا الطرح الموجز نسعى للقيام بجولة إنسانية في عالم الأمراض النفسية والعصبية وذلك لإثارة الظاهرة ومحاولات المجتمع التخلي عن مسئولياته تجاهها.. محاولين بذلك الوقوف على المشاكل الرئيسية والمسببة للصدمات النفسية والعصبية والفرق بينها وبين «الجنون».. وكيف تواجهها الأسرة والمجتمع على حد سواء.. وكيف بالإمكان تقبلها مجتمعيا والتخفيف عنها¿¿
عدوانية وانطواء
فقد أربعة من أفراد أسرته دفعة واحدة إثر حادث مؤلم ولم ينج سواه هكذا تحدثنا سميرة – مربية الطفل وسام بمدرسة أهلية وتضيف:
يعيش وسام ذو الربيع الخامس من العمر حالة انطواء كامل على نفسه يرفض اللعب مع رفاقه في الصف أو المدرسة كما أنه يتصف بالعدوانية غير متقبل لأحد ولا يتجاوب مع دروسه أو مدرسيه وهذا جراء الصدمة العصبية التي تعرض لها.. ولمعالجة المشكلة التي يعاني منها (وسام) تم استدعاء ولي أمره وقدمنا له النصح بأن يتم عرضه على طبيب مختص بالأمراض العصبية والنفسية.. وما كان من ولي أمر الطفل وسام إلا الرفض والقول بأنه مايزال طفلا ولا يعاني من شيء..
وتسترسل سميرة بالقول: إن الحرمان أو الإهمال أو نقص الرعاية تؤدي إلى الشعور بعدم الأمن والشعور بالوحدة عند الطفل أو الشعور العدائي والتمرد وأيضا عدم القدرة على تبادل المشاعر والتعامل مع الآخرين والعصبية فكيف بحالة وسام الذي فقد أسرته بربيع احتياجه لحنانها ورعايتها !.
سلاسل الموت
خوفا من العار الاجتماعي وتجنبا من أن يراها أحد فقد تم حبسها في غرفة منفردة مقيدة بالسلاسل حتى توفيت.. (سلمى – 16 ربيعا) بكتها الشجر والحجر في‮