أفيا
–
محمد القعود
دردشة
مع حمار مثقف
{ جاءني حماري الصايع وهو يختال في مشيته كأنه عارضة أزياء تتمايل أو كأنه أمير من العصور الغابرة يمشي بتيه ودلال وزنط .
سألني بزهو وغرور:
- من أنا..¿!
قلت مستغربا من سؤاله:
- حمار!!.
أجابني بفرح:
- صح .. برافو .. جيد .. رائع .. مدهش .. جميل .. هائل .. عظيم .. فانتستيك .. يووووووه .. ياجناناه .. ياحلاوه .. أنا حمار وأنت جمل وصاحبي آدمي ومثقف.
سألته مستفسرا:
- حماري .. ماهي الحكاية أرجوك فهمني أيش العبارة..¿
لم يجبني الملعون وإنما ارتمى على الأرض وتمرغ بالتراب ثم رفع قوائمه الأربع وظهره على الأرض وأطلق »…….« مدوية أعقبها بضحكة ناهقة ثم وقف على قوائمه قائلا بسعادة:
- شوف ياجمل لقد أصبحت أنا في هذه الأيام حمارا مهما وشخصية هامة وصرت قضية حمارية كبرى تتناقلها الألسن.
لم أفهم منه أي شيء وطلبت منه أن يشرح لي الأمر ويعرفني ماهي القضية أو المشكلة .
نظر نحوي نظرة متعالية وقال:
- ستظل جملا ولن ترتقي إلى مستوى تفكيري .
أجبته بسرعة وأنا أكركر ضاحكا:
- معك حقك .. صح أبصم بالعشرين أني لن أصل إلى مستواك العالي في العقل والتفكير والثقافة .
وبرجاء أضفت:
- صديقي الحمار .. أرجوك دعنا في لب القضية .. ماذا جرى لك .. أيش شغل بالك .. أريد أن أفهم.
وكمن شعر بأهميته رمقني بنظرة متعالية ثم طلب مني حبة سيجارة وأخذ يعب دخانها بشراهة مولعي.
ثم رمقني بنظرة ساخرة وسألني.
- هل أنا عبقري .. هل أنا مبدع خطير أنافس شكسبير والمتنبي ورامبو وبيكاسو ودرويش وفريد الأطرش وفيروز وفيفي عبده وانشتاين ونابليون…!!
قلت ضاحكا:
- لا وإنما عديم الموهبة وغبي وتافه وفقير من الإمكانيات والمواهب وصاحب شخصية مهزوزة !!!
وبروح رياضية سألني ساخرا:
- طيب ياجمل هل أنا وسيم ورشيق وشعري مسبسب وعيوني عسلية وصاحب قامة فارعة وعضلاتي مفتولة وكلامي بليغ وعسل .. ولي هيبة وشنة ورنة¿!
قلت ضاحكا:
- أنت قبيح وبشع وأصلع وأحول وأهبل ومترهل وأعوج وملخبط!!
قال بانبساط :
- طيب هل أنا فارس أحلام عذارى الحمير هل أنا فاتن الغواني‮