هشام محمد علي باشراحيل
–
أحمد يحيى الديلمي
المحطة الأولى:
> كانت معرفتي بالمحروم الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل في عقد السبعينيات من القرن الماضي بمنزل الإعلامي القدير الأستاذ حسين الصافي -رحمه الله- الذي كان يومها مراسلا لأكبر وكالات الأنباء والإذاعات الدولية نظرا لشهرته التي اكتسبها نتيجة توليه إذاعة وتلفزيون عدن كأول وسيلتين مسموعة ومرئية في الجزيرة العربية.
ومن نفس اللقاء احترمت الأستاذ هشام وأكبرت فيه قدرته على امتصاص المواقف الانفعالية وتقبله للرأي الآخر وإن كان مستفزا أو جارحا كنت في أوج الحماس الثوري وهو ماجعلني أندفع لمهاجمة صحيفة «الأيام» التي أصدرها والده -رحمه الله- وأنها كانت ناطقة باسم المستعمر البريطاني ولسان حال جمعية عدن للعدنيين واتهمت والده بالعمالة والخيانة لأنه ممن يسعون إلى تأسيس المجلس التشريعي بتوجهه الانفصالي إلى غير ذلك من الاتهامات.
مالفت انتباهي أنها لم تستفز الرجل ولم ينبر للدفاع لمجرد الدفاع لكني فوجئت بأنه أضاف إلى ماعندي معلومات جديدة مثلت تثبيتا لبعض الوقائع وتصحيحا للأخرى سرعان ما أضعف رغبة التجني والنزعة العدوانية عندي واستدعاني للمقيل لديه في اليوم التالي لاستكمال الحوار وتشخيص بعض الإشكاليات بما لديه من وثائق وهو ماحدث بالفعل .. وتوطدت علاقتي به أكثر عندما أعاد إصدار صحيفة «الأيام».
المحطة الثانية:
> كانت الأزمة بين النظام وهشام باشراحيل قد تأججت وبلغت مرحلة التحدي كنت يومها في عدن وبالتحديد في 25/5/2005م للمشاركة في اجتماعات دورة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية باعتباري المسئول عن اللجنة الإعلامية استدعاني مسئول كبير للاحتجاج على إنزال إعلانات عن اللقاء في صحيفة «الأيام».
سألته باستغراب: لماذا¿
رد بانفعال: كيف لماذا! هذه صحيفة عميلة لبريطانيا انفصالية تناصب الوحدة العداء الواضح .. استرسل الرجل في الحديث وكيل التهم على الصحيفة وصاحبها ولم ينس أن يذكرني بالوطنية والولاء الصادق وما يترتب عليهما من دفاع عن الثوابت والمكاسب الوطنية عندما لم يجد حماسا مني لأني اكتفيت بالصمت ابتسم وسألني «بدون انفعال» مارأيك أنت في الصحيفة وهشام¿
أجبت على الفور وأنا مطرق ببصري إلى الأرض: المشكلة ليست مشكلة الأيام فقط لكنها تتعلق برؤيتكم أنتم للصحافة أنتم تبحثون عن دكاكين مفاتيحها بأيديكم وجوقة موظفين خانعين أرواحهم بأيديكم يكتبون مايملى عليهم وهشام باشراحيل صحفي مهني يتعامل مع الصحافة والخبر كمعلومة قد ترون في سياسته الكثير من الخطأ وتنظرون إلى مايكتبه بريبة إلا أنه لن يتخلى عن هذا التوجه وقد يتم إغراؤه بالمال بلا فائدة وهذا هو الفرق بين من يعشق المهنة وبين التاجر الذي يحول الصحيفة إلى دكان.
لا أدري من نقل الحوار إلى المرحوم الأستاذ هشام في اليوم التالي وجدته في بهو فندق موفمبيك عدن يتجاذب أطراف الحديث مع الأستاذين محمد سالم باسندوة وعبدالله أحمد غانم ترك الجميع وشدني إلى الخارج قضينا اليوم معا فوجئت بأنه على علم بكل التفاصيل التي دارت بيني وبين ذلك المسئول مع أننا كنا وحيدين.
خاطبته محذرا: R