لكنهم لا يملكون نواصيها!!
ابراهيم طلحة
ابراهيم طلحة –
« بالفعل لكنهم ضحاياها.. هي »آراؤهم« حقا وصدقا ولكنهم لا يملكون إزاءها صرفا ولا عدلا.. هي »آراؤهم« لكنهم غير قادرين على امتلاك نواصيها!!
هل بإمكانهم ان يغيروا بآرائهم مجتمعات متغطرسة غارقة في صنوف النظريات الديكورية والشكلانية¿!!.. هل بإمكانهم ان يغيروا بآرائهم مجتمعات اقرب ما تكون توصيفاتها إلى الاشباه والنظائر الفلكلورية الشعبية¿!!.. هل بإمكانهم ان يغيروا بآرائهم مجتمعات تصعب السيطرة على أشكال الامراض النفسية المنتشرة في أوساط أفرادها¿!!.
الآراء هي حلول افتراضية انما في مجتمع يحاول الامساك بطرف منها.. أما المجتمع المشحون بالمساومات الفكرية والأمزجة الانفعالية فمن المغامرات غير المحسوبة هذه الآراء أو تلك!! انها في الواقع مجتمعاتنا المعقدة التي يحتشد في عقلها الجمعي التفسير الخاطئ والتعليل المسبق والتوجس المطلق تجاه كل رأي جديد..
انك في هذه المجتمعات لا تفكر في تقديم آرائك فحسب.. بل انك تفكر أيضا في كيفية جعلها مقبولة للجمهور وفي الأسلوب المناسب لخلق التصورات الاجتماعية الحاضنة لها الأمر الذي قد يقضي عليها والأمر الذي يعني انك لم تعد تملك حقيقة ناصية رأيك!!.
الطابع الموضوعي للرأي لا يفهمه الاعرابي الجلف بالتأكيد والنقاش المنهجي العلمي لا يحلو تقديمه لقبيلي عسير العريكة أو عسكريه بطيء الفهم باستثناء الفطنين بالفطرة منهم.
الاشخاص البدائيون في التفكير موجودون في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات ايضا وإن تزيوا بالزي المدني.. الجمهورية مليئة بهؤلاء الواقفين ضد كل رجل رشيد ورأي سديد!!..
هي الآراء يستقل بها جزء من المجتمع فما يؤمن بها إلا قليل وأما تسعة وعشرون جزءا من المجتمع ذاته فيكفرون بها.. هي الآراء.. ملاحظات شخصية حيال قضايا اجتماعية تعبيرات ذهنية عن المفاهيم التلقائية الاتوماتيكية في الطرح التواضعي المحلي.
هي الآراء ترجمة اجتهادية لنصوص أخلاقية غامضة.. دراسة تحليلية لظواهر سيكولوجية وسسيولوجية خاطئة..
هي الآراء.. منطلق للحوار ومنطقة للتفاعل الايجابي والنقد البناء.. هي الآراء.. آراؤهم.. آراؤكم.. آراؤنا جميعا.. لا تأخذوها بسطحية ولا تسفعوا بنواصيها مادامت احتمالات كونها غير كاذبة وغير خاطئة واردة.
هي الآراء بين الرأي والرأي الآخر طاولة مستطيلة صغيرة ووريقات بيضاء وبعض الاقلام وكوبان من عصير الليمون لنأخذ الأمور بأبسط وأهدأ ما يكون.