سنن التغيير .. وقوانين التبديل
–
عبدالسلام الحربي
من ذا الذي لا يزال منا يساوره الشك في أن التغيير سنة إلهية وقانون حياتي وطبيعي بفضله يرتقي الإنسان ويرتقي معه الفكر الإنساني من حالات البدائية والقروية الدنيا إلى حالاته الأكثر علوا والأرفع سموا كصورة من صور التغيير المنشود والمستقبل الأفضل والعيش الرغيد والحياة المتطورة والمزدهرة في شتى مناحي الحياة العامة ومواكبة عصر المعلومات والتكنولوجيا الحديثة أسوة بالدول والشعوب المتحضرة التي تشهد ثورات صناعية ومعلوماتية وتكنولوجيا متقدمة إذ نحن لا نقل شأنا في أن نصل إلى ما وصلوا إليه في بلد الحكمة والإيمان فنحن شعب يمتلك كل المقومات التحتية التي تجعلنا أن نلحق بركب الحضارات والتطور والنهوض الحضاري في شتى المجالات ..فنحن أولو قوة وأولو بأس شديد ولدينا قدرات وكفاءات وكوادر مؤهلة تمتلك من العلم والتحول الذهني والطموح ما يؤهلها على القيادة والعمل والإبداع وتشغيل العقل البشري الذي ظل ينعكس حتما ودوما في هيئة محدودة ومحصورة لعدم توفر الإمكانيات والطاقات المتاحة من قبل الدولة لتشغيل قدرات الشباب واستغلال مواهبهم الشابة في اكتساء هيئة جديدة وبهرجة في صنع المستقبل المشرق ومسايرة عصر النهوض الحضاري والانطلاق بالوطن نحو آفاق واسعة من الخير والنماء والإنتاج وتحقيق كل الأهداف والغايات التي يتطلع إليها كل أبناء الوطن تدفع عن النفس البشرية كل الهموم والملل المتكرر والقديم التي ظلت تعايشه منذ عدة قرون ورغبتها في السعي وراء ما يسعدها ويرضي رغبتها لكل صور التجديد والجديد والتحضر الإنساني.
< ومن منا لا لم يحلم بدولة مدنية حديثة يسودها الأمن والاستقرار والعدل والمساواة والمواطنة المتساوية على أسس وطنية وقوانين وأنظمة يكون فيها الجميع متساوون بالحقوق والواجبات ومن منا لا يحلم بيمن جديد ودولة مدنية حديثة خالية من الفساد وقيادات وطنية كفؤة ونزيهة قادرة على النهوض والإبداع والتطور.
< وعلى الرغم من تآلف النفس الإنسانية على معظم القديم ومعايشته التي تنامت في كنفه وفي ظل هيمنته ووجوده بعد أن كانت يومها تتوق إلى الجديد .. إلا أن الخضوع لقانون والتغيير المنشود والأعظم ظل يواجه بعض المخاطر ويقابل بشيء من المكابرة والعناد.. لكنها ما تلبث أن تتخلى رويدا رويدا عن عنادها وتمسكها بالقديم وسرعان ما تخضع لكل مطالب الجماهير الغفيرة التي تنادي بالحرية والعدالة والمساواة والدولة المدنية الجديدة المتطلعة والملبية لكل الأماني والتطلعات التي يريدها الجميع من أبناء الشعب الذين يتطلعون إلى يمن جديد ودولة مدنية حديثة مدركة وملمة بكل تنبؤاته المستقبلية القادمة ومكانه الطبيعي الذي أعده وخطط له قانون التغيير منذ بداياته ونشأته الأولى.
< إن التجارب الإنسانية المتلاحقة التي عايشتها كل الأجيال بكل ظروفها ومآسيها وآلامها وحياتها اليومية التي لم تجد إي إلتماس لبوادر التطور والرقي والعيش الرغيد جعلت الجميع على قناعة من الانسجام والرغبة الكاملة على التغيير والانطلاق نحو الأفضل والارتقاء إلى مراحل أكثر تطورا وازدهارا والانتصار الحتمي لكل جديد.
< وبفضل كل الجهود الوطنية المخلصة من القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية في بلادنا وبفضل المبادرات الطيبة و المشكورة من كل الأخوة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ومن الأصدقاء في دول الاتحاد الأوروبي التي كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في الخروج باليمن إلى بر