الحل الأمثل لمكافحة البطالة
رياض شمسان
رياض شمسان
رياض شمسان
في الاجتماع الذي التقى فيه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مساء أمس الأول مع عدد من قيادات الدولة تم مناقشة العديد من القضايا والمستجدات الجارية على الساحة الوطنية.. وفي مقدمتها ما يتصل بالجهود المبذولة من أجل الدفع بالحوار الوطني وبما يزيل أي احتقانات قائمة في الشارع اليمني وبين أطراف منظومة العمل السياسي وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا..
ومن أهم القضايا التي ناقشها الاجتماع أيضا الأوضاع الاقتصادية والتنموية ومنها القضايا الخاصة بمعالجة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب وإنجاز عدد من المشاريع الإنتاجية والاستثمارية التي تحقق توفير المزيد من فرص العمل وتخدم أهداف التنمية.. وأكد الاجتماع على ضرورة التسريع بإنشاء صندوق دعم استيعاب الشباب خريجي الجامعات والكليات والمعاهد.. وبما من شأنه توظيف الشباب بالإضافة إلى تبني إنشاء المشاريع الصغيرة والقروض الميسرة بدون فوائد التي توفر للشباب فرص العمل وتحسن من مستوى دخلهم..
والحقيقة أنه في الوقت الذي نثمن فيه عاليا اهتمام القيادة السياسية بالشباب.. فإننا في الوقت نفسه نرى أن المرحلة الراهنة لا تتطلب المعالجات السطحية والجزئية بل تتطلب من الحكومة التركيز الكامل على مكافحة البطالة باعتبارها الهم الأكبر الذي يقاسي منه حاليا حوالي 4 ملايين شاب الأمرين.. وبالتالي الإسراع في إنشاء (صندوق مكافحة البطالة) بتمويل محلي يهدف إلى حل مشاكل الأربعة ملايين شاب والأسر المنتجة القادرة على العطاء في كافة محافظات الجمهورية.. ((وليس أعداد معينة من الشباب.. بل كافة الشباب العاطل عن العمل)) وذلك من خلال قيام هذا الصندوق بإقامة مشاريع إنتاجية كبيرة ومتوسطة وصغيرة تستوعب كافة الشباب العاطل في محافظات الوطن اليمني الكبير.. وتخلق منهم مجتمعا إنتاجيا..
وتعيين مجلس إدارة ومكتب تنفيذي للصندوق من قيادات اقتصادية من أصحاب العقول النيرة المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة العالية والخبرة الواسعة في المجال الاقتصادي الذين سيقومون بوضع خطة عمل وأهداف الصندوق.
وهذا الصندوق يكون بدلا عن صندوق دعم استيعاب الشباب خريجي الجامعات وكذا بدلا عن صندوق الفرص الاقتصادية وإننا على ثقة بأنه عندما يتم إصدار القرار الجمهوري بإنشاء صندوق مكافحة البطالة) وأنه سيشمل كافة الشباب العاطل عن العمل من خريجي الجامعات وغيرهم والأسر المنتجة في عموم المحافظات.. فإن الشباب سيسعدون كثيرا بذلك وسيتوجهون لتسجيل أسمائهم في المحافظات وستهدأ الأمور .. وبالتالي فإن ذلك يتطلب أيضا من قيادة الصندوق الإسراع الفوري في إخراج هذا الصندوق إلى أرض الواقع والبدء في تنفيذ المهام المناطة به .
ونود الإشارة هنا إلى أنه يا حبذا لو يتم تمويل (صندوق مكافحة البطالة) من الاعتمادات المالية المقررة لصندوق دعم استيعاب الشباب خريجي الجامعات وكذا من ميزانية صندوق الفرص الاقتصادية والستة والعشرين مليار ريال المرصودة لستمائة ألف حالة جديدة لصندوق الرعاية الاجتماعية الذي أثبت فشله في مكافحة الفقر.. وأيضا المبالغ المالية المقررة للستين الألف درجة وظيفية.. كل هذه المليارات التي كانت ستصرف شهريا وسنويا وستكلف خزينة الدولة خسارات مالية كبيرة.
ونرى أنه من الأفضل أن تعتمد كل هذه المبالغ لصالح (صندوق مكافحة البطالة) وتصرف له مرة واحدة فقط وتكون رأسمالا ثابتا له يقوم باستثمارها في إقامة مشاريع إنتاجية ذات جدوى اقتصادية تعود عليه وعلى الشباب والوطن بالفائدة الكبيرة.. بدلا من صرف أموال طائلة تذهب في مهب الريح.
ولذا فالمطلوب أن يتحمل هذا الصندوق تنفيذ كافة المهام التي طرحت في اجتماع مساء أمس الأول وغيرها من المهام الأخرى الخاصة بمكافحة البطالة لأربعة ملايين شاب وأسرة منتجة في كافة محافظات الجمهورية.. ورفده بكل الاعتمادات المالية المذكورة آنفا ليتسنى للصندوق تحقيق أهدافه المنشودة.
وهذا هو الحل الأمثل والوحيد لمكافحة البطالة.. وضمان تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.