الشباب الشباب يا أولي الألباب! 

خالد الرويشان



خالد الرويشان

خالد الرويشان
{ عندما صدر قرار زيادة مرتبات موظفي الدولة هذا الشهر بنسبة (15%) من راتب الموظف تمنيت لو أن الزيادة كانت عكسية أو كالهرم المقلوب! بمعنى أن تكون في مستواها الأعلى وهو المستوى الذي يتجاوز الخمسة عشر ألف ريال من نصيب الموظف الأدنى أو الصغير وكلما ارتفعت درجة الموظف انخفض مستوى الزيادة وصولا إلى مستوى الخمسة آلاف ريال وهو المبلغ الذي كان يمكن أن يكون من نصيب فئة الوزراء ونواب الوزراء – مثلا – وليس العكس لأن الفئة الأدنى من موظفي الدولة وجنودها هم المعنيون بهذه الزيادة في الأصل ولا معنى لزيادة مرتب الوكيل ونائب الوزير والوزير والمحافظ والعميد مثلا!
وإذا قيل إن العدد كبير فإن الزيادة يمكن لها أن تبدأ بالعشرة آلاف ريال – مثلا – وتمتنع عن فئة الوكلاء وما هو أعلى! والمهم أن يكون المبلغ ذا فائدة للفئة الدنيا من موظفي الدولة.
ولا أعرف إن كان بمقدور هذه الفكرة أن تصل إلى عقول وقلوب أصحاب القرار ما أعرفه أن الوقت يمر وأنه لم يعد كالسيف بل هو السيف نفسه! قاطعا وساطعا!
هذه الفكرة لو تمت فإنها ستعالج أوضاع مئات الآلاف من موظفي الدولة وجنودها وهم في معظمهم من فئة الشباب لكن المعضلة الحقيقية والمشكلة الكبرى ليستا في هذه الفئة الموظفة بقدر ما هي موجودة لدى الفئة الأكبر والأضخم الملايين من الشباب بلا عمل وبلا أمل.
عندما أقول بلا عمل وبلا أمل فإنني أعني ما أقول ولو أن أحدهما كان موجودا لكفانا وكفى البلاد الكثير الكثير ولكنهما معا غائبان مغيبان وأشعر أن غياب الأمل على وجه الخصوص كان فادحا في آثاره ونتائجه على الشباب في اليمن نفسيا وشعورا ومشاعر.
وأزعم أن الاهتمام وصل إلى كل ناحية وزاوية في هذه البلاد إلا أن يصل إلى الكتلة الحقيقية للشعب وهي الشباب! حوار الكبار دائما وصراع النخب في كل الأحيان كانا مدار الاهتمام والصخب والصراخ وحوار اللاحوار!
نعم الجامعات موجودة والمدارس – أيضا – عامة وخاصة ومخصخصة! أليس الموازي نمط من أنماط الخصخصة والإخصاء والإقصاء – أيضا – إخصاء التعليم وإقصاء المتعلمين!
رؤساء الجامعات غارقون في مهرجانات التكريم والمسابقات الشعرية والتصريحات في كل شيء! غير عابئين بمنهج أو أستاذ أو طالب أو حتى شجرة تموت واقفة في حدائق الجامعة! الشباب يموتون – أيضا – كل يوم! بالسم يلتهمونه قاتا وجرائد ويأسا وبانعدام المثال والنموذج يشربونه كل صباح ومساء ودعوني أضرب مثالا قبل أشهر نشرت الجرائد الرسمية خبرا عن إحالة أحد موظفي الدولة إلى نيابة الأموال العامة وبإحالة من الهيئة المختصة بالفساد والمفاجأة المضحكة أن المحال إلى نيابة الأموال العامة ظهر في قناتيú «العربية» و«الجزيرة» في ما بعد وفي نفس اليوم مدافعا عن الوحدة اليمنية وعن الثورة والجمهورية! في مواجهة الحراك والحوثيين.
في الصباح شرب المواطن الخبر وفي المساء اختنق به! إöذنú كيف للشباب أن يفهم أو يؤمن¿ بöمنú وبماذا¿ منú يقúدöر في هذه اللحظة على مخاطبته وبأيö بلسم يمكن معالجة جراحه وحيرته¿ منú يصدöق وبöمنú يؤمن¿
حسنا فعل الأخ الرئيس حين أصدر قرارين مهمين أحدهما قبل أشهر وهو الخاص بالدرجات الجامعية لأوائل أقسام الكليات والثاني هذا الشهر بفتح الأمل للتوظيف.
لماذا لم يصدر قرار منذ سنوات طويلة وبالتنسيق بين الجامعات والخدمة المدنية باعتماد ثلاث درجات سنوية لكل قسم من أقسام الكليات.
إن أوائل هذه الأقسام هم المعول عليهم في مستقبل علمي للبلاد وهم في الواقع نخبة النخب بل هم أغلى ما تمتلكه البلاد من عقول وأرواح الآن وصلت الدرجات إليهم – إذا كانت قد وصلت – ومعظمهم قد تجاوز الثلاثين من عمره!
لا نريد حصادا مرا إضافيا في قيعان يأسنا فالمرارات نبتت في حلق البلاد منذ أزمان نريد ينابيع صدق تغسل النفوس في ضحى يوقظ الوقت بالأمل بعد أن استهلكنا كل قيمة للكلمات بما فيها كلمة الحوار! وكأن الشاعر الجاهلي لا يزال يقيم بين أضلعنا حين قال :
ولست بمبصر شيئا تراه
ولست بسامع منöي حواري!
 
 

قد يعجبك ايضا