قليل من العقل.. قليل من الحكمة..!! 

طه العامري


طه العامري

طه العامري
 
الفوضى لا تولد إلا الفوضى والدولة مهمتها في كل زمان ومكان وقف الفوضى وحماية السكينة المجتمعية وما نعيشه هو أن (بعضنا) يحاول أن يركب موجة الفوضى ويحاول أن يسقط أحداثا بذاتها على واقعنا وهذا ليس له من تعبير غير أن هؤلاء البعض يسعى إلى جرنا إلى مربع الفوضى من خلال هذه الاسقاطات ومن خلال اجتذاب بعض الوسائل الإعلامية خاصة وهذه الوسائل التي لم تترك شاردة أو واردة حتى أننا أصبحنا نخشى الاختلاف مع نسائنا داخل منازلنا خوفا من أن نجد خلافنا هذا يذاع بالصورة والصوت في برنامج (حصاد اليوم)..¿!!
ما يؤسفنا فعلا هو أن نجد فينا ومنا من يستغل بعض الأحداث الإقليمية ويحاول أن يقلدها ويعمل على محاكاتها عبر توظيفها ومن ثم الذهاب بالواقع بكل مكوناتها إلى مربع الفوضى وتجريد الدولة من واجباتها الوطنية والقانونية لدرجة أن أصبح ضبط مواطن خالف أو ارتكب ما يتنافى مع روح القانون أقول أصبح ضبط مواطنا يشكل جريمة على الدولة التي عليها وفق منطق تسهيل مهمة دعاة الفوضى والعبث باسم صيانة الحقوق والحريات.. واعتقد هنا جازما أننا جميعا ضد انتهاك حقوق المواطنة وسنقف مساندين لكل مواطن انتهكت حقوقه أو تم مصادرة حريته لكن بالمقابل من واجب الدولة وأجهزتها أن تضبط إيقاعات السكينة الاجتماعية وإيقاف أي عمل عبثي أو دعاوى من شأنها أن تعكر صفو السكينة أو دعوات تطالب بالفوضى والعنف باسم حرية التعبير وخاصة حين يأتي هذا السلوك من قبل نشطاء سياسيين يعملون بوتيرة عالية على لفت الأنظار وتحقيق المجد والشهرة الذاتية أو يحقق حلمه بالنجومية لكي يصبح ضيفا لشاشات الفضائيات التي لا يهمها أمنك واستقرارك الاجتماعي بقدر ما يهمها توليف خبر أو فبركة حادثا عن طريق هذا أو ذاك من عشاق الشهرة الذين تعتمد عليهم بعض الفضائيات لدرجة الانتقائية المثيرة..¿!!
إن أي مجتمع لا يخلو من المارقين والخارجين على القانون ولا بد من ضبطهم حتى لا يتفشى العنف والفوضى وهذا من حق واجبات الدولة وأجهزتها واعتقد هنا جازما أن الدولة اليمنية أكثر غيرة على مواطنيها ولا توجد دولة تستهدف مواطنيها وبالتالي من العيب أن تتخذ بعض الجهات في الداخل الوطني مساندة ومؤازرة بعض الوسائط الإعلامية والجهات الخارجية بهدف الاستقواء على الوطن والشعب وعلى النظام والقانون وقد يحدث أن تسائل الدولة (س) أو (ص) من مواطنيها وخاصة النشطاء فإن هذا لا يعني أن تقوم القيامة على الحكومة اليمنية ولا يعني أن خروج بضعة أفراد أو عشرات أو حتى مئات من النشطاء لا تفسير له غير (انهيار النظام) وأن تجربة (تونس) قد انتقلت لليمن مع علمنا أن ما حدث في (تونس) لم يكن فعلا (شعبيا) وإن كان بعض من الشعب التونسي قد عمل كأداة لجهات رسمت وخططت ومولت ما جرى ويجري في تونس للأسف..¿
ومع كل ذلك فإن ما يحدث وقد يحدث في اليمن لا يجب مقارنته بأي أحداث أخرى فاليمن لها خصوصية حتى في أحداثها ومن يحاول تصعيد وتوتير الأوضاع في اليمن أيا كان ومهما كانت دوافعه سيجد نفسه في المحصلة هو الخاسر فالشعب اليمني أكثر تلاحما وترابطا وهو أكثر وعيا وإدراكا من أي وقت آخر ويعرف مصلحته كما يعرف من يعمل على تحقيقها ثم وهذا الأهم فإن اليمن تعيش مرحلة تحولات حضارية واتخذت من الديمقراطية نهجا وسلوكا وثقافة وخيارا وبالتالي فإن التعبير عن حرية الرأي يتم عبر السبل الديمقراطية وكذا التعبير عن المظالم بغض النظر عن الطريقة التي توظف فيها بعض وسائل الإعلام النشاط السياسي والحزبي والحقوقي في اليمن وطريقة إدارة الدولة لهذا النشاط فإن صناديق الانتخابات غدت الوسيلة المثلى للتعبير عن إرادة النخب السياسية والحزبية سلطة كانت أو معارضة فالكل عليه أن يتوجه لصناديق الانتخابات لكي يعبر عن حضوره ويجسد إرادته ويعلن عن ثقله الجماهيري والشعبي فالديمقراطية ليست مسيرات ومظاهرات وفوضى وتعطيل الأعمال والحركة لكن الديمقراطية هي الصندوق فالذكي القادر على توجيه قناعات الرأي العام عليه أن يوجه هذه القناعات لصناديق الانتخاب وليس لتعطيل حركة الحياة اليومية وتعطيل الأعمال فهذه المسيرات لم تكن يوما إلا تعبيرا عن عجز أصحابها ومن يقوم بها لكن هناك سبل أخرى أكثر نجاعة وهي أن نحشد الناس ونكسب ثقتهم عند التصويت واختيار من يمثلونهم وهذه هي الديمقراطية وهذه هي الحرية وهذا هو التحضر والتقدم وليس الصخب ومن ثم التباكي على شاشات الفضائيات بطريقة تحريضية لا تنم عن وعي ولا عن مصداقية صاحبها أو من يقوم بها ويمارسها فدغدغة عواطف الناس من أجل تحقيق مكاسب شخصية هذه جريمة وليست ديمقراطية والتهويل والتضخيم بطريقة فجة هذا كذب والكاذب ملعون وعليه فإن العودة للحاضنة الوطنية هو الخيار الأمثل لأن الرهان على هذا الطرف أو هذه الوسيلة أو اعتماد نظرية (ميكا فيللي) كل هذا لن يطفئ نور الحقيقة ولن يخفف من توهجها لكنه ق

قد يعجبك ايضا