تعز التي في خاطري
دعبدالله الفضلي
د/عبدالله الفضلي –
لم أشتق لأي مدينة يمنية أزورها كما أشتاق لزيارة ورؤية مدينة تعز سيدة المدن اليمنية واجملها وأروعها وقد انقطعت عن زيارة مدينة تعز لمدة عامين متتاليين نتيجة للأحداث الأخيرة والاضطرابات التي صاحبت تلك الأحداث والتداعيات المتلاحقة ولم يعد بيني وبين أهلي المقيمين في تعز إلا الاتصالات التليفونية للاطمئنان عليهم وعلى صحتهم.
وقبل أيام وتحديدا في الثالث من مايو 2012م تلقيت دعوة كريمة من مؤسسة السعيد الثقافية لحضور فعالية إعلان نتائج المسابقة وتسليم الفائزين جائزة الابداع العلمي والأدبي باسم المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم وذلك للدورتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة للعامين 2010-2011م وكانت فرصة مواتية ومناسبة خاصة وقد جاءت الدعوة مع نهاية دوام يوم الاربعاء والخميس وقد استمتعت فعلا بهذه الزيارة المدفوع تكاليفها على نفقة مؤسسة السعيد الثقافية ووجدت فعلا أن المدينة عامرة وحية بسكانها وفيها حركة دؤوبة وهدوء وأمن واستقرار وطمأنينة شجعني ذلك للقيام بجولة حول المدينة وداخلها بمرافقة أحد الأصدقاء على متن سيارته الخاصة.
ولم تكن تلك المخاوف والمحاذير التي كانت تحكى لنا من بعض المسافرين من تعز إلى صنعاء قد فارقت خيالنا بأن مدينة تعز مدينة يسودها الخوف والرعب خاصة في الأيام والشهور السابقة حيث وجدنا أن الأمور قد هدأت إلى الأفضل خاصة بعد صدور القرار الجمهوري بتعيين الأخ الأستاذ شوقي أحمد هائل رجل الأعمال الناجح أمين عام المجلس المحلي- محافظا لمحافظة تعز وقد استبشر أهل تعز قاطبة ورحبوا ترحيبا حارا بتعيينه محافظا وكنا أكثر سعادة عندما التقيناه في مؤسسة السعيد الثقافية وتعرفنا عليه عن قرب نسأل الله له التوفيق والنجاح في مهام أعماله الجسيمة لأن تعز ومهام أعمالها وتعداد سكانها واتسع رقعتها الجغرافية وتشابك مصالحها وعلاقاتها بكل محافظات الجمهورية قد جعل من هذه المحافظة هي الأهم والأكثر حراكا ونشاطا وهمم عالية تتوقف لانجاز أعلى معدلات التفوق في كل شيء ولذلك فإن محافظة تعز هي محافظة الابداع والتفوق والتألق والتفرد في كل شيء.
وفي الحقيقة اسمحوا لي أن أقولها كلمة حق إن مدينة تعز قد ارتبطت مصالحها واشتهرت بوجود أسرة وعائلة هائل سعيد أنعم وأصبحت هذه الأسرة هي رمز المدينة ورمز المحافظة نفسها فلولا وجود أسرة بيت هائل سعيد وما أحدثوه من نهوض تجاري وتنموي وسياحي وثقافي واقتصاتدي وتشغيل عشرات الالاف من أبناء المحافظة واستيعابهم في متاجرهم وفي شركاتهمن ومصانعهم لما كان لتعز هذه الشهرة وهذا الدور فهناك روابط قوية بين أهل المدينة وبين أسرة هائل سعيد أنعم نظرا لفرص العمل التي توفرها شركات ومصانع بيت هائل سعيد لأبناء المدينة والمحافظة على حد سواء.
لأن أسرة الحاج هائل سعيد أنعم لم تكن أسرة محتكرة ولا مستكبرة ولا مستبدة ولا متغطرسة بل أنها كما نعلم أسرة متواضعة يسودها جو من الأخوة والمودة ويعكسون ذلك في تعاملهم مع أبناء المحافظة قولا وعملا وسلوكا لأن الله تعالى يحب الغني المتواضع ويكره الفقير المتكبر.
إن أهل مدينة تعز يحظون باهتمام هذه الأسرة وهم لا يترددون لحظة في رعاية مصالح أهل المدينة والاهتمام بإنشاء المباني والمؤسسات والأسواق الحديثة لخدمة أبناء تعز وليس أدل على ذلك الاهتمام والتخطيط لإنشاء مدينة سكنية تقدر تكاليفها بمائة مليون ريال بالإضافة إلى انجاز سوبر ماركت ضخم جدا »سوبر هايبر« العالمي فضلا عن التخطيط لإنشاء سوق تعز مول ولا ننسى أن نذكر هنا أن مجموعة هائل سعيد أنعم تعمل مع الحكومة على تحلية المياه من المخا وايصالها إلى مدينة تعز وهذا دليل على ارتباط أسرة هائل سعيد أنعم بأهلهم وبمدينتهم التي شبوا وترعرعوا وتربوا وتعلموا فيها جيلا بعد جيلا.
يوم من أيام مؤسسة السعيد الثقافية
> لقد زرت مدينة تعز للمرة العاشرة تقريبا ولم أكن أعلم ما يدور داخل مكتبة مؤسسة السعيد الثقافية من فعاليات وأنشطة وح
