خرجت الندوة الخاصة بـ ” بظاهرة الاختطافات والتقطاع والقطاعات وتأثيراتها السلبية على التنمية” التي عقدت اليوم بمحافظة مأرب بمشروع وثيقة شرف تتضمن إدانة وتجريم أفعال الاختطافات والتقطعات والقطاعات والبراءة من كل من يقوم بها ويساندها.
ويتضمن مشروع وثيقة الشرف التي ستتولى لجنة شكلت من بين المشاركين في الندوة مهمة متابعة جمع التوقيعات عليها واعتمادها من ممثلي القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية والثقافية وفي مقدمتهم العلماء والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والسياسية والأدباء والمثقفين والمفكرين في المحافظة يتضمن تعهد الموقعين عليها بالتعاون مع أجهزة الدولة بمتابعة من يمارس تلك الجرائم المسيئة لسمعة أبناء محافظة مأرب العريقة وتشويه تاريخهم الحضاري وتسليمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع بموجب الشرع والقانون.
كما يتضمن مشروع الوثيقة أيضا تعهد الموقعين عليها بالتعاون مع كل من له مطلب حق مشروع من أبناء المحافظة لدى أجهزة الدولة المختلفة والمتابعة لدى تلك الجهات بالطرق المشروعة لإنصافه وإعطائه حقه مع المطالبة في محاسبة كل من يتسبب في إحداث أية اخلالات إدارية تستغل كذريعة لمن يرتكبون تلك الجرائم .. إلى جانب مطالبة أجهزة الدولة المختلفة بتحمل مسئولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يخل بالأمن والاستقرار.
واعتبرت الوثيقة كلية التربية والآداب والعلوم صرحا علميا مقدسا ومهجرا ومن يعمل به محل احترام الجميع ولا يجوز التعرض له بأذى. وأكد مشروع الوثيقة أن قضية أمن الوطن واستقراره والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته ليست مسؤولية الدولة بأجهزتها وقياداتها الأمنية وحدها بل هي مسئولية كل القوى الوطنية الشريفة والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية وكل مثقف ومفكر ومبدع وفنان كما أنها مسؤولية تقع على المواطن العادي والذي عليه أيضا مسئولية تحصين نفسه من الجهل والأمية والأفكار الهدامة والمنحرفة التي قد تجعله سهل الإنجرار وراء مخاطر العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية المقيتة التي باتت خطرا يتهدد وحدة الصف الوطني والعربي والإسلامي.
وكان محافظ مأرب ناجي بن علي الزايدي قد تحدث بكلمة في افتتاح الندوة التي نظمتها كلية التربية والآداب والعلوم بمأرب بالتعاون مع إدارة الأمن العام ومكتب وكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ بالمحافظةتناول فيها الآثار السلبية للقطاعات والاختطافات والتقطعات والاعتداء على المشاريع العامة وفي مقدمتها الكهرباء مؤكدا أن تلك الأفعال تتنافى مع الشرع ويجرمها القانون وتعيق التنمية في المحافظة وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار. وشدد أن هذه الأفعال والممارسات لا تنتمي إلى الأعراف والتقاليد والأسس القبلية التي أسسها الأجداد .. معتبرا إن من يقوم بهذه الأفعال منبوذا قبليا ومخالفا للإسلاف والأعراف.. ودعا إلى الوقوف صفا واحدا ضد كل من يقوم بمثل هذه الأفعال.
وبين المحافظ الزايدي أن الواقع السياحي خير شاهد على تأثر المحافظة بمثل تلك الأفعال حيث كانت مأرب مزارا ووجهة للسياح الذين يتوافدون إليها من مختلف أنحاء العالم للتعرف على المعالم التاريخية التي تحتضنها باعتبارها شواهد حية للحضارات الخالدة التي شيدها الإنسان اليمني منذ فجر التاريخ, في حين بات العديد من السياح يترددون اليوم ويعزفون عن زيارة مأرب ويتجهون إلى مناطق ومحافظات أخرى الأمر الذي الحق أضرارا كبيرة بالقطاع السياحي وتسبب في إغلاق العديد من المنشئات السياحية في المحافظة.
وقال :”إن أبناء مأرب معروفين بأصالتهم وتمسكهم بدينهم وشهامتهم ولا يجب إن يترك المجال لنفر من العناصر المحبطة والمتقطعين والمعتدين على المشاريع ليشوهوا صورة مأرب وأبنائها ويعرقلون مسيرة التنمية فيها.
وكانت الندوة التي شاركت فيها قيادات المكاتب التنفيذية والسلطة المحلية في المحافظة وشخصيات سياسية واجتماعية وعلماء وباحثون ومهتمون قد استعرضت ست أوراق عمل تناولت في مجملها الأبعاد والأثار السلبية التي تخلفها تلك الأفعال الإجرامية على حركة التنمية في محافظة مأرب خصوصا وعلى الوطن بشكل عام.
حيث تناولت الورقة الأولى التي أعدها رئيس جمعية التقوى للإعمال الخيرية والعلوم الشرعية بمأرب الشيخ أبو الحسن المأربي وقدمها نيابة عنه عبدا لله حسن الحرازي “موقف الدين الإسلامي الحنيف من الاختطافات والقطاعات والتقطع” فيما تناول الدكتور عبد الخالق القدسي رئيس قسم القرآن وعلومه في كلية التربية بمأرب في الورقة الثانية “حكم الاسلام في من يمارس مثل هذه الإعمال” واستعرض عضو المجلس المحلي بالمحافظة عبدالله بن حيدر الشريف في الورقة الثالثة” موقف التقاليد والأخلاق القبلية من هذه الإعمال”.
أما الورقة الرابعة التي قدمها القائم باعمال رئيس قسم الآثار والسياحة بكلية التربية الدكتور/عبده الربيعي فقد تناولت التأثير السلبي لأعمال الاختطافات والتقطع والقطاعات على التنمية الاقتصادية والإجتماعية.. بينما إستعرض مدير أمن المحافظة العميد ركن /محمد منصور الغدراء في الورقة الخامسة ” القطاع والتقطع – الأسباب والنتائج والحلول”.
وقد أكدت الندوة في توصياتها على الارتباط الوثيق بين التنمية وتحقيق متطلبات المجتمع وتلبية احتياجاته بتوفر الأمن والاستقرار.
وشددت على ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة الاختلالات وإصلاح الأوضاع بما يضمن إحتكام الجميع للقانون والدستور وعدم إتاحة أية أسباب أو مسببات تتخذ ذريعة من قبل البعض للجوء إلى أعمال القطاعات والتقطعات والاختطافات وغيرها من الإخلالات الأمنية .
ودعا المشاركون في الندوة المؤسسات الثقافية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني إلى إقامة المزيد من الندوات والفعاليات التوعوية على مستوى المحافظة والمديرياتكما دعوا المجالس المحلية إلى الاستجابة لاحتياجات الناس الممكنة إلى جانب المطالبة برفع حصة المحافظة من المقاعد الجامعية في الجامعات اليمنية والخارجية.
وشددت التوصيات على ضرورة عقد مؤتمر عام لأبناء المحافظة من شخصيات اجتماعية ومشائخ واعيان وعلماء ومفكرين ومسؤولي منظمات مجتمع للمصادقة على وثيقة الشرف التي خرجت بها الندوة.
وفي ختام الندوة رفع المشاركون برقية تهنئة لفخامة الرئيس علي عبداله صالح رئيس الجمهورية والقيادة السياسية وجماهير الشعب اليمني بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو1990م..
واكدوا في برقيتهم أنهم سيظلون جنودا اوفياء للوطن ووحدته ومكتسباته وامنه استقراره.
Prev Post
Next Post