محمد المساح –
{¡¡ صعد شهاب من ضاحية بجنوب التلة صوب الحارات الضيقة¡ ونقر فوق الباب: فتح المارونيون وآل البيت¡ وفتح السنيون¡ امتزج نشيج الصابئة بدمع الدهريين فهبط من التبة طوافو سيد شهداء الجنة¡ ليرشوا جسد ابن الله بزهر حرø¡ فتح المحبوسون بمنزله بين المنزلتين¡ وفي أيديهم قنديل¡ فتح الأرمن¡ أهل البدعة في النار¡ وعصبة مارس ملتقين بأرز وكتائب¡ فتح المحرمون على الأرض¡ وصوفيو الخرقة في جبتهم حلاجون هواة¡ تحت التمرين¡ فنقر فوق الأبواب شهاب أت من ضاحية بجنوب التلة فتح الممنوعون من الصرف¡ وفتح الفينيقيون¡ وجبران دروز الوادي¡ وجعافرة¡ ويسوعيون¡ وفتح الماديون الجدليون¡ بزند مطرقة¡ وبزند سندان¡ وعلى الكاهل تابوت للشهداء وتابوت للصديقين¡ هنا نقر فوق الأبواب شهاب نادي النسوة بالغزل المكشوف¡ فبانت في جلوتها: مريم رافعة شمعا◌ٍ في الهيكل وتلتها فاطمة وهي ت◌ْسمى طلعتها¡ الزهراء: تلتها تيريزا ممسكة صحن بخور هندي درءا◌ٍ للشر¡ تلتها هند وهي تخبئ كبدا◌ٍ مأكولا◌ٍ في كيس¡ وتلتها الخنساء الراثية فتاها الصب¡ وفي آخر جلوات النسوة باتت ماجدة الرومي وهي تحرك جرس الأحد لدفن السواقي¡ وبث الترتيل المشروخ:
طوبى للمقتولين¡ وطوبى للجرحى¡ طوبى لرجال¡ رمقوا الليل طوال العمر وما رمقوا صبحا◌ٍ.
طوبى لأيادر أبت صدعا◌ٍ أوداوت قرحا¡ طوبى للجثث المطمورة إذ صارت كشفا◌ٍ أو فضحا¡ طوبى للمنزوحين إذا باتوا إثما◌ٍ ليس يزول ولا يمحى¡ طوبى للدم السيال هنيهة يغدو بعروس الصمت نزيفا◌ٍ أو قيحا◌ٍ¡ طوبى للمفتولين¡ وطوبى للجرحى.
«حلمي سالم – شاعر مصري»