معاناة جمعها دار واحد‮ ‬


تحقيق‮/أمل عبده الجندي‮ ‬ –
نظرا◌ٍ للظروف المعيشية والأسرار الحياتية التي تلفظها الأسر بحثا◌ٍ عن أعذار واهية تداري بها خيبتها في الحياة فإن هناك من سلبتهم الحياة جوا اسريا لأسباب ربما مادية أو معنوية أو نفسية¡ لكن القدر أبى ألا يتركهم فكان مركز بعثة الإحسان الذي يضم (292) شخصا◌ٍ في مختلف فروعه الأربعة هو المكان العائلي الذي احتضنهم بدفء ليعيشوا ما تبقى من العمر في كنف ربما يكون حزين للبعض وآمن للبعض الآخر.
أم محمد امرأة مسنة ذات اعاقة قادها القدر إلى هذا الدار لعله يكون بها رحيما◌ٍ وبسنها مدا بعد أن فقدت ذلك الحضن الأسري الذي كان يجمعها مع أهلها وأولادها إلا أن جور الزمن وخفاياه لا يسلم منها أحد فقد انقلب أبنائها ضدها وغدت النسبة لهم جبلا◌ٍ ثقيلا◌ٍ على صدورهم بعد أن ظلت طوال عمرها تحمل أثقالهم ترعى طفولتهم وصباهم ليكونوا لها حماة وعونا◌ٍ من جور الزمان وغدره وبطشه لا أن يكونوا هم سر صدمتها وفجيعتها بأن لفظوا أنفاسها وحياتها وهي على قيد الحياة.

لا يوجد من يرعاني
بعد أن انهمرت دموعها تدعوا لكل من أتى لزيارتها تقول المسنة فاطمة البالغة من العمر ما يقارب الثمانين عاما◌ٍ أن ابن أخيها هو من أوصلها إلى المركز قبل ما يقارب الأربعة أعوام بطلب من زوجته التي لم تعد تقوى على إعانتي لكبر سني¡ كوني لم أتزوج ولا يوجد من يرعاني¡ وأضافت لقد تعودت على العيش هنا فنحن نصوم ونصلي وكلنا هنا نحترم ونحب بعضنا كعائلة واحدة.
مررنا إلى سرير ومقعد أخر فتفاجأنا وذهلنا بأن هذا الدار لا تضم المسنين فقط بل شملت حتى على الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والحركية فكانت خليطا◌ٍ من المعاناة والألم ولا ندري أهي الجهات المسئولة على هذا الدار أم المجتمع هو من رفضهم ولفظ تواجدهم فلم يجدوا إلا هذه الدار معنية ومواسية حتى يقضي الله أمرا◌ٍ كان مفعولا.

تخفيف من معاناتهم
تقول ماري سوكانتي- مديرة مركز بعثة الإحسان أشعر بالراحة في تعاملي معهم فنحن قصدنا جمعهم في دار واحدة حتى نشعرهم بالجو العائلي الذي حرموا منه وإدماجهم مع بعض يساعد كثيرا◌ٍ في التخفيف من معاناتهم¡ فهناك المسنين والاشخاص ذوي الاعاقة سواء كانوا ذكورا◌ٍ أم أناث¡ وبالرغم من وجود الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية إلا أن هناك اشخاصا◌ٍ من ذوي الإعاقة الحركية وبكامل وعيهم حتى أنهم يذهبون إلى الدراسة وهم مقيمون في المركز.
وذكرت سوكانتي أنه يوجد في اليمن أربع مراكز بعثية للإحسان موزعة على أربع محافظات هي صنعاء¡ تعز¡ عدن والحديدة حيث تضم هذه المراكز العديد من المسنين ووي الاعاقة (ذهنيا وحركيا ) ويبلغ عدد الملتحقين بهذه المراكز (292) شخصا◌ٍ تقريبا◌ٍ¡ ففي صنعاء يوجد(77) شخصا◌ٍ وفي تعز (55) شخصا◌ٍ¡ وفي الحديدة (100) شخص أما في عدن فهناك (60) شخصا◌ٍ من جميع الفئات العمرية ومن كلا الجنسين.

فاعلو الخير
وعن كيفية وصولهم إلى المراكز تقول سوكانتي يتم إيصالهم عبر فاعلي الخير عند تواجدهم في الشوارع¡ أو عبر ذويهم¡ وفي المراكز لا نقبل شخصين أو أكثر من عائلة واحدة إلا إذا كانت ظروف هذه العائلة مجردة أو فقيرة إلى آخر درجة¡ لكن أكثر المتواجدين لا يوجد لديهم أهل أو مأوى فنضطر لقبولهم في المركز.

لا ينقصنا شيء
وعن تمويل المركز تشير سوكانتي إلى أن المركز يتم تمويله من قبل المركز الخاص والرئيسي في دولة الهند بالإضافة إلى بعض الأشخاص الخيرين والحمد لله إلى اليوم لا ينقصنا شيء في المركز.

قد يعجبك ايضا