
إعداد /جواد الشيباني –
الزواج الركيزة الأساسية التي تقوم عليه الأسرة في أي مجتمع من المجتمعات وهو يمثل ضرورة بيولوجية واجتماعية في حياة الإنسان. ويختلف الزواج لدى الإنسان عنه لدى الكائنات الأخرى في أنه لدى الكائنات الحية بيولوجي بحت ويطلق عليه في العادة توالف أو تزاوجMate في حين أنه لدى الإنسان نظام اجتماعي يتأثر بالجانب الاجتماعي من دين وأعراف وعادات وتقاليد أكثر مما يتأثر بالجانب البيولوجي.
ومن المتعارف عليه أن الزواج يشكل قيمة اجتماعية وإنسانية كبيرة لدى معظم المجتمعات الإنسانية ويمثل حق من حقوق الإنسان التي أكدتها الشرائع السماوية وأقرتها القوانين الوضعيةولقد حث الإسلام على الزواج وجعله من الأمور المستحبة ورغب فيه واعتبره نصف الدين. كما أنه يعتبر تحصيناٍ للرجل والمرأة ضد أي خطأ.
وتشير كثير من الدراسات والتقارير الدولية إلى انتشار ظاهرة زواج المبكر في العديد من دول العالم. حيث يتم تزويج صغار السن وخاصة الفتيات مما يعرضهن للكثير من المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية ففي الدول النامية حوالي 65 مليون من النساء بين 20 – 24 سنة متزوجات أو في معاشرة غير شرعية قبل عمر 18 سنة. ثلاثون مليون منهن يعشن في آسيا الجنوبية و يحدث زواج الأطفال في المناطق القروية في أغلب الأحيان و يقل في المناطق الحضرية أما انتشار ظاهرة الزواج المبكر في المجتمع اليمني فإنها تنتشر هذه الظاهرة في المجتمع اليمني حيث يتم تزويج صغار السن وخاصة الفتيات في سن مبكرة حيث تشير التقديرات أن ظاهرة زواج الفتيات القاصرات منتشرة أكثر من الذكور إذ تبلغ نسبة الإناث اللواتي تزوجن قبل سن الخامسة عشرة إلى 52٪ بينما لا تزيد نسبة زواج الأطفال الذكور على 7٪ من إجمالي حالات الزواج اغلبها في المناطق الريفية .(دراسة صادرة من مركز المرأة والتنمية بجامعة صنعاء)
يعتبر متوسط العمر عند الزواج الأول لا يزال منخفض سواء عند الذكور أو عند الإناث وإذا قارنا هذا المتوسط مع متوسط العمر عند الزواج الأول في عدد من المجتمعات العربية. حيث يتضح أن هناك انخفاض في متوسط العمر عند الزواج في المجتمع اليمني وخاصة بين الإناث مقارنة بمتوسط الزواج في عدد من المجتمعات العربية الأخرى كما أن متوسط عمر الفتيات عند الزواج الأول في المجتمع اليمني يعتبر أقل متوسط مقارنة بمتوسطات عمر الفتيات عند الزواج الأول في المجتمعات العربية الأخرى.
وترجع أسباب ودوافع الزواج المبكر إلى أن الأسرة تعتبر أن وجود البنت يشكل لها عبئا من النواحي المادية والاجتماعية وأنها متى بلغت سن العاشرة أصبحت بالغة وتبدأ القيود بإحاطتها من كل الجهات تحت عنوان الحفاظ على شرف العائلة ويصبح هم الأسرة الوحيد تزويجها لأول طالب الزواج بحجة سترة الفتاة وهناك أسباب أخرى للجوء الأسرة إلى الزواج المبكر للفتاة وهي:
* معظم الأسر اليمنية تعتبر بأن الزواج المبكر للفتاة هو ضمان وصيانة لشرف العائلة.
* كما أن التسرب من التعليم هو أحد أسباب الزواج المبكر الأسرة المتعلمة لا تزوج البنين والبنات إلا بعد إكمال مراحل الدراسة والأسر الغير المتعلمة أو المتوسطة التعليم فإنهم يزوجون ابناءهم في سن مبكرة وخاصة في المناطق الريفية”
* زواج الفتاة في سن مبكرة يجعلها تتحمل المسؤولية في وقت مبكر مما يسهل اكتسابها لخبرات الحياة وخاصة المنزلية.
* زواج الفتاة في سن مبكرة يجعلها أكثر طوعاٍ لزوجها وأسرته حيث تترعرع في منزل الزوجية وتكتسب شخصيتها من زوجها.
الرغبة في رؤية الأحفاد.
* بدافع مساعدة وخدمة الأسرة في العمل .
* الرغبة في زيادة عدد النسل نتيجة لوجود بعض المفاهيم السائدة لدى الأسر حول ضرورة زيادة عدد النسل من حديث “تناكحوا تكاثروا……” والذي يؤدي إلى تحبيذ الزواج المبكر للإناث وبالتالي ضمان زيادة عدد المواليد.
* كما أن العادات والتقاليد تمثل العامل الرئيسي في انتشار الزواج المبكر بين الإناث بشكل خاص والخوف من العنوسة.