
استطلاع / أسامة الغيثي – ساري نصـر –
غيب الموت الكاتب الصحفي الأستاذ عباس علي محمد الشامي رئيس تحرير مجلة المسيرة اليمانية والذي انتقل يوم الجمعة الماضي إلى جوار ربه عن عمر يناهز السبعين عاما بعد معاناة مع نزيف في الدماغ أدى إلى فقدان كامل للوعي والرقود في العناية المركزة منذ الشهر قبل الفائت .
كان الفقيد واحداٍ من أبرز الكوادر الإعلامية والصحفية في اليمن حيث شغل منصب صاحب الامتياز ورئيس تحرير مجلة المسيرة اليمانية التي كانت تصدر في العاصمة السورية دمشق وبعد عودته إلى اليمن عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية انخرط في العمل الإعلامي والسياسي وعين في منصب مستشاراٍ لقطاع الفكر والثقافة والإعلام في المؤتمر الشعبي العام حتى وفاته .
ووصفت بيانات النعي رحيل الفقيد الشامي يعد خسارة فادحة للوسط الصحفي اليمني وخسارة لكادر إعلامي بارز كان له ادوار إعلامية وسياسية بارزة في خدمة الوطن.. «دنيا الاعلام» اجرت استطلاع مع بعض من زملاء الراحل عباس الشامي فالى الحصيلة:
باحث وصحفي ..
< عبدالباري طاهر- نقيب الصحفيين سابقا يقول : كان الفقيد من أوائل الصحفيين اليمنيين وعمل مبكرا في مجال الصحافة وفي وكالات الأنباء ومنها وكالة «سانا» وعمل في مجال البحوث الصحفية إلى جانب عمله كصحفي وتناول في بحوثه العديد من القضايا اليمنية ولقد قضى الفقيد فترة طويلة في سوريا ولكنه كان على تواصل دائم باليمن وفي فترة مكوثه هناك اعد الفقيد العديد من الكتب والأبحاث الذي قدم فيها العديد من الإسهامات التي خدمات الصحافة اليمنية وقضاياها .
هامة يصعب تعويضها ..
< حسين باسليم- رئيس قطاع قناة اليمن والاولى- قال: تعرفت على الاستاذ عباس علي الشامي قبل نحو عشرين عاماٍ في اروقة وزارة الاعلام..وشدني اليه ثقافته الواسعة وادبه الجم وبساطته في التعامل ونقاء سريرته ..ذات يوم فأجاني بهدائي كتابين من مؤلفاته هما التوثيق الصحفي بين النظرية والتطبيق وعفاريت الصحافة فشكرته على هديته الغالية وبعد فترة ليست بالطويلة باهدائي مؤلفه الهام يهود اليمن قبل الصهينة وبعدها فكنت ممتناٍ لهذا الرجل الذي اغنى المكتبة اليمنية بمؤلفات على قدر كبير من الأهمية ورغم ذلك كان يشعرنا وباستمرار عند اللقاء به بتواضع العلماء وبأنه واحد منا نحن الذين ننظر اليه كأستاذ وصحفي كبير وخبرة نتعلم منها ..كان فقيدنا يعمل في صمت ورحل عنا أيضاٍ دون صخب كعادته في حضوره وغيابه لكننا حقاْ برحيله فقدنا هامة صحفية كبيرة وهامة يصعب تعويضها .. انا لله وإنا إليه راجعون .
عمل بصمت..
< طارق الشامي - رئيس مجلس وكالة سبأ- قال: رحم الله الاستاذ والصحفي عباس علي الشامي فقد كان من الرجال الذين يعملون بصمت وكانت له اسهامات كبيرة في المجال الصحفي من خلال رئاسته تحرير مجلة المسيرة اليمانية التي كان صاحب امتيازها بالإضافة الى العديد من المؤلفات التي كتبها.
< عبد الهادي الهمداني- صديق الراحل قال: كان الراحل يدرس في سوريا وتعرفت علية هناك وكان مثالاٍ ونموذجاٍ للإنسان الوطني ..وكان يتقبل كل شخص يأتي من اليمن من الطلبة ويقدم لهم كل العون والمساعدة .. رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
رمز وطني..
< الدكتور احمد بن دغر - وزير الاتصالات وتقنية المعلومات قال: الفقيد كان رمزا وطنيا وكان انساناٍ محباٍ لأهله ووطنه ومؤمناٍ بالله وكان اديبا وصحفيا بارزا ..تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وادخله فسيح جناته.
< يحيى الشامي -شقيق الراحل قال: كان الفقيد علم من اعلام الثقافة والأعلام ..وكان وطنيا بامتياز يعز وطنه ويضحي في سبيله ..نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته .
قلم متميز ..
< احمد أبو منصر -صحفي يقول : يعتبر الفقيد من الرواد الأوائل في مجال الصحافة الرياضية وكان صاحب قلم متميز وجريء وكان لديه من القدرات والإمكانيات المهنية والصحفية ما يجعله في مصاف الكتاب المتميزين والبارزين الذين جعلوا لأنفسهم مدرسة صحفية مستقلة لها روادها وتلاميذها الذين نهجوا نفس نهج الفقيد وهو ليس بحاجة لهذه الشهادة مني فقد ترك الفقيد بصمات بارزة تجعله من الكتاب البارزين والمميزين الذين لا يشق لهم غبار في رسم ملامح وطريق الصحافة الرياضية اليمنية .
السيرة الذاتية :
عباس علي الشامي
أب لـ 4 من الأبناء ومن مواليد 1942 م في مديرية (النادرة) بمحافظة إب وفيها تلقى تعليمه الأولي ثم انتقل إلى مدينة صنعاء فالتحق بالمدرسة العلمية وتخرج منها عام 1376هـ/ 1956م ثم سافر إلى دمشق فدرس فيها المرحلتين: الإعدادية والثانوية ثم حصل على دورات تدريبية في مجال التوثيق ودورة في الصحافة المتكاملة عام 1389هـ/ 1969م ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1396هـ/ 1976م.
شارك في تأسيس كلُ من: أرشيف صحيفة (البعث) السورية ومركز المعلومات في مدرسة الإعداد الحزبي المركزي في سوريا ومركز المعلومات في مؤسسة (الأرض للدراسات الفلسطينية) وفي عام 1398هـ/ 1978م أسس وأصدر مجلة (المسيرة اليمانية) كما أشرف على مجلة (التعاون) الصادرة عن الاتحاد العام للتعاون وعمل مستشارٍا لكلُ من: مجلة (الوعي الرقابي) ودائرة الفكر والثقافة والإعلام في حزب (المؤتمر الشعبي العام).
من مؤلفاته: 1- يهود اليمن قبل الصهينة وبعدها صدرت الطبعة الثانية منه عام 1405هـ/ 1985م.
2ـ عفاريت الصحافة: دراسة عن فن الكاريكاتير.
3ـ التوثيق الصحفي بين النظرية والتطبيق صدرت الطبعة الثالثة منه عام 1423هـ/ 2002م. 4ـ المعلوماتية المعاصرة طبع في مدينة صنعاء عام 1422هـ/ 2001م. 5ـ حوار ومدارس: أدباء من اليمن والدول العربية.
شارك في عدد من المظاهرات وهو عضو مؤسس في نقابة الصحفيين السورية وعضو في نقابة الصحفيين اليمنيين.