شباب رمضانيون لا ربانيون!!
نورالدين القعاري –
ينقسم الشباب في شهر رمضان المبارك إلى أصناف عدة يتمايزون عن بعضهم البعض في الجهد والبذل الذي يقدمه شاب عن غيره ¡ فمنهم من يبحث في ليالي الشهر عن وقت لتضييعه فيذهب إلى الرمضانيين أمثاله لمضغ القات أو الخروج إلى الأسواق بحجة التمشية ليكون على معرفة بالجو الرمضاني أو مشاهدا◌ٍ لـ 20 مسلسلا◌ٍ على القنوات الفضائية وسهر الليل ليس فى العبادة ولكن فى ملاحقة المسلسلات الرمضانية وتنتهي أيام رمضان دون أن نشعر ثم نتحسر فى آخر أيام الشهر الكريم.. متناسين أن الوقت هو عمر الإنسان الذي يضيعه كما قال أحد السلف الصالح» يا إنسان إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك».
تاركا◌ٍ الفرصة المقدمة إليه في هذا الشهر الذي يحل علينا ضيفا◌ٍ سريعا◌ٍ في كل سنة لعمل وقفة للنفس والوقوف أمام الله لتلاوة الآيات القرآنية التي ينشغل عنها الإنسان طوال العام.
ونخرج بنتيجة مفادها الفرص لا تتكرر في الحياة كثيرا◌ٍ وإن أثمن شيء في الحياة هو الوقت لأنه يعد جزء من عمر الإنسان أكان يوما◌ٍ أو ساعة.
ويقف في الجهة الأخرى الصنف الآخر ولنصفهم بالربانيين الذين يقبلون بجوارحهم وقلوبهم على شهر رمضان من بداية دخوله إلى نهايته مستغلين كل دقيقة في شهر الرحمة والعتق من النيران ملتزمين سنة رسولهم العظيم بالاعتكاف في العشر الأواخر التي حث عليها النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم واضعين نصب أعينهم هدي نبيهم الذي حرص على اعتكاف رمضان كله لإدراك ليلة القدر كما جاء في صحيح البخاري¡ قال راوي الحديث أخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحصير بيده¡ فنحاها في ناحية القب◌ِøة¡ ثم أطلع رأسه فكل◌ِøم الناس¡ فدنوا منه فقال: ((إني اعتكفت◌ْ العشر◌ِ الأول ألتمس هذه الليلة¡ ثم اعتكفت◌ْ العشر الأوسط¡ ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر¡ فمن أحب◌ِø منكم أن يعتكف فليعتكف))¡ فاعتكف الناس معه¡ قال: ((وإني أ◌ْريتها ليلة◌ِ وتر¡ وإني أسجد صبيحتها في طين وماء)).
إذا◌ٍ ليس للشباب العاقل أن يسمح للمسابقات أو المسلسلات الرمضانية التي لا تقدر شهر رمضان المبارك أن تستحوذ على وقته وتحرمه من لذة الذكر وقراءة القرآن والإقبال على الصلوات وتلقي نفحات الرحمة فى هذا الشهر الكريم.
ومن هنا علينا أن نصبح شبابا◌ٍ ربانيين لا رمضانيين ينتهون بانتهاء الشهر الذي لا يتكرر في العام مرتين!!