
الخرطوم/وكالات –
اعلن مسؤول كبير بالحزب الحاكم إن السودان يرغب في تسوية جميع الخلافات مع جنوب السودان من خلال المحادثات لكنه لا يرى املا كبيرا في التوصل إلى حل سريع لاعتقاده بأن جوبا تدعم المتمردين الذين يهددون سلامة اراضيه.
وأوشكت الدولتان على الدخول في حرب عندما تصاعدت حدة اشتباكات على الحدود في ابريل وصفت بانها اسوأ اعمال عنف منذ انفصال جنوب السودان واعلان استقلاله قبل عام بموجب اتفاق 2005م الذي انهى عقودا من الحرب الأهلية.
ويحاول الجانبان في الآونة الاخيرة تسوية الكثير من خلافاتهما عبر المحادثات لكن إبراهيم غندور وهو مسؤول كبير في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر حسن البشير قال ان من الصعب تصور احراز تقدم دون حل القضايا المتعلقة بامن الحدود اولا.
وصرح غندور في مقابلة اجرتها معه رويترز انه لا يمكن التعاون بشأن الاقتصاد والسياسة والنفط واي قضايا أخرى بينما يعرض الطرف الآخر أمن السودان للخطر. وأضاف انه لا يمكن بناء الثقة في الوقت الذي يقوم فيه الطرف الآخر بدعم حركات التمرد بالأسلحة وأحيانا بالافراد.
وترك انفصال جنوب السودان قائمة طويلة من الصراعات التي لم تحل منها الخلاف حول الرسوم التي يتعين على جنوب السودان ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر السودان وترسيم حدودهما المشتركة بالاضافة إلى الشكوك لدى الجانبين في ان الجانب الاخر يدعم معارضين متمردين.
وتتهم الخرطوم جوبا بدعم متمردين في اثنين من ولاياتها الحدودية الجنوبية وفي منطقة دارفور بغرب البلاد والتي تشهد تمردا مستمرا منذ ما يقرب من عشرة اعوام.
وتنفي جوبا الاتهام لكن بعض الدبلوماسيين يرون ان الاتهام ينطوي على مصداقية.
وكثيرا ما يتهم جنوب السودان السودان بقصف اراضيه وقال انه اوقف المحادثات المباشرة بعد هجوم اخر. ونفت الخرطوم قيامها بأي قصف لاراضي جنوب السودان.
واعلن الاتحاد الافريقي انه تمكن من اقناع الجانبين بالعودة إلى المفاوضات.
ووصف دبلوماسيون اجتماعا عقد بين الرئيس السوداني البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير قبل اسبوع على هامش قمة افريقية بانه فرصة لانعاش المحادثات الثنائية المتوقفة.
ولكن رغم ان غندور وصف الاجتماع بانه خطوة مفيدة لبناء الثقة فإنه قال انه لم تحدث انفراجة.
وأضاف ان السودان يريد ان يقيم تعاونا قويا جدا مع جنوب السودان لكنه تساءل عما اذا كانت جوبا مهتمة بالتوصل إلى تسوية دائمة.
وقال غندور وهو عضو بقيادة حزب المؤتمر الوطني ان الخبرة في الحوار مع الطرف الاخر “ستجعلنا حذرين جدا في أن نكون متفائلين لانه عندما نشعر اننا اقتربنا من ابرام اتفاق يقوم الطرف الاخر بخرق ما كنا قد اتفقنا عليه”.
وانهارت عدة مرات المحادثات التي رعاها الاتحاد الافريقي في أديس ابابا حول امكانية الاتفاق على اقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح والتي كان ينظر اليها على انها خطوة اولى لانهاء العمليات العسكرية.
وما زال هناك اختلاف كبير بين الجانبين حول المبلغ الذي يتعين على جنوب السودان ان يدفعه مقابل تصدير نفطه عبر خطوط الانابيب السودانية.
وأوقفت جوبا في يناير الماضي انتاجها الكامل من النفط بعد ان بدأت الخرطوم الاستيلاء على النفط مقابل ما تقول انها رسوم صادرات لم تسدد. ويعتمد اقتصاد الدولتين بشدة على النفط.
ويواجه الجانبان تهديدا بالتعرض لعقوبات من مجلس الأمن الدولي ما لم يتوصلا إلى حل لجميع النزاعات قبل الثاني من أغسطس المقبل¡ وعبر المجلس بالفعل عن قلقه ازاء التأخير في المحادثات.
وافاد غندور ان جنوب السودان ما زال يأمل في ان تضغط القوى الغربية الصديقة له على السودان – الذي اصبح معزولا منذ ان اتهمت المحكمة الجنائية الدولية البشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور- للتوصل إلى اتفاق يلبي شروط جوبا.
وبحسب غندور فان ما يعول عليه جنوب السودان هو الوصول في الثاني من اغسطس الى حل ثم يتم اللجوء إلى التحكيم الدولي.
وأضاف “هذا هدفهم الرئيسي. هذا هو السبب الذي يجعلهم يماطلون حتى الثاني من اغسطس ولكن لا اعتقد ان هذه فكرة ذكية للغاية”.