
تغطية /أحمد الطيار –
احتفلت بلادنا امس باليوم العالمي للسكان 2012م وسط اعتراف حكومي ومجتمعي بتزايد مشكلة التحدي السكاني لليمن إثر تجاوز معدلات النمو السكاني نسبة 3% سنويا الامر الذي ينذر بانفجار سكاني في القريب العاجل .وفيما قال وزير الصحة العامة والسكان نائب رئيس المجلس الوطني للسكان الدكتور احمد العنسي أن بلادنا ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان فازت بجائزة التدخلات الابتكارية في الصحة الانجابية للعام 2012م من معهد القادة العالميين للصحة الانجابية التابع لمعهد اسبن للصحة العالمية والتنمية ومنظمة الصحة العالمية نظير تدخلاتها على جميع المستويات في أولويتين هما مراضة ووفيات الامهات ورفع نسبة خدمات تنظيم الاسرة وتقديمها مجانا في المرافق الصحية الحكومية ودعا الوزير الى تكثيف الجهود الحكومية خلال الفترة المقبلة للعمل على تخفيض معدل وفيات الامهات في اليمن إذ لاتزال النسبة مرتفعة وفقا للمستوى العالمي كما قال.وبين الوزير أن التخطيط للصحة بشكلها العام امر مهم لكنها على مستوى الصحة الانجابية تبقى الاهم لأن البلد لن تقوم له قائمة عندما تتفاقم مشاكل البطالة والفقر والتي يسببها بالدرجة الاولى ارتفاع نسبة النمو السكاني بدرجة اعلى من النمو في الناتج الاقتصادي للبلد وهذا ما يجعل اليمن على حافة الانهيار الاقتصادي.من جانبه وصف الامين العام للمجلس الوطني للسكان الدكتور احمد علي بورجي الاحتفال الخطابي الكرنفالي بالمناسبة لهذا العام تحت شعار “اتاحة خدمات الصحة الانجابية” بالهام لأن مخاطر المشكلة السكانية في اليمن يتفاقم مقارنة بالعديد من الدول العربية والاقليمية .محذرا من خطورة الانفجار السكاني الذي تعيشه اليمن اليوم في ظل الموارد المحدودة وهو ما يتطلب تفاعل الجميع فالجميع شركاء في التصدي لها كونها قضية وطنية وآثارها تطال الجميع . وقال الدكتور بورجي : إن الصحة الانجابية مدخل هام لمعالجة النمو السكاني لان اليمن بها ارتفاع في معدل النمو السكاني يتجاوز 3% وهو امر خطير يهدد التنمية ويبعث على القلق فالقضية السكانية قضية امنية بالمقام الاول وبالاقتصاد في كافة المستويات في المقام الثاني من جانبه نبه السيد مارك فاندربرغي ممثل صندوق الامم المتحدة للسكان في اليمن الى ضرورة تكاتف الجهود في اليمن لتفعيل خدمات الصحة الانجابية بكافة مستوياتها مشيرا الى أن هناك دعما لليمن في الجوانب المالية لتعزيز هذا التوجه الاستراتيجي.واشار فاندربرغي الى أن الاستقرار في النمو السكاني عملية طويلة الاجل لن تتحقق الا بمسؤولية من الجميع.مشددا على اهمية التركيز على خدمات تنظيم الاسرة كونها الوسيلة المثلى للاسهم في الحد من النمو السكاني.لافتا الى أن اليمن حققت في السنوات القليلة الماضية تقدما كبيرا فيما يتعلق بتحسين قدراتها على توفير خدمات الصحة الانجابية حيث تم اعتماد الاستراتيجية الوطنية للصحة الانجابية تحت قيادة وزارة الصحة العامة والسكان.موضحا أن الجهات الدولية مستعدة لتقديم المشورة لتنظيم الاسرة بما يعود على اليمن بالفائدة ويسهم في تخفيض معدلات نمو السكان المخيف في الوقت الحاضر .الجدير بالذكر أن التحدي السكاني المتمثل بزيادة معدلات النمو السكاني بنسبة 3.1% سنويا يمثل احدى التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه بلادنا حاضرا ومستقبلا .فبالنظر الى التركيبة العمرية للسكان نجد الفئة العمرية تحت سن 15 سنة تمثل نحو 1.05 مليون نسمة فيما تمثل الفئة العمرية 15-29 سنة نحو7.3 مليون نسمة وهذا يعني ان نحو 18 مليون نسمة تقل اعمارهم عن 30 عاما يشكلون نحو 75% من اجمالي السكان البالغ عددهم حاليا حوالي 24.3 مليون نسمة حسب الاسقاطات السكانية الصادرة عن البنك الدولي والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة في ابريل 2009م وهو مايدل على ان المجتمع اليمني مجتمع فتي وقاعدته هرمية وهذا الوضع يتطلب زيادة كبيرة في الخدمات الصحية والتعليمية وزيادة فرص العمل حيث تتسع قاعدة السكان الناشطين اقتصاديا وبمعدلات تفوق القدرات التشغيلية للاقتصاد الوطني مما يؤدي الى زيادة اعداد العاطلين في السنوات القادمة ويرفع معدل الاعالة في المجتمع بصورة اكبر في ظل استمرار التدني في خدمات البنية التحتية القائمة وتناقص الموارد المالية ومحدوديتها وهكذا تتشكل الحلقة المفرغة من المشكلات السكانية اذ يجد 46% من الاطفال غير ملتحقين بالمدارس والزيادة المتسارعة في عدد الاطفال المستهدفين الذين يجب ان يلتحقوا بالتعليم سوف تؤدي الى زيادة نسبة الاطفال غير الملتحقين بالمدارس وهكذا تتشكل المشكلة الصحية ومشكلة الفقر وهو ما يتطلب تنفيذ استراتيجيات وطنية متكاملة على صعيد السياسات السكانية والتعليمية والصحية وسياسات التشغيل والحماية والشباب والمرأة وغيرها من السياسات القطاعية والمتعلقة بالبنية التحتية مالم فإن حجم المشكلة يتزايد بصورة مستمرة.
تصوير / ناجي السماوي – فؤاد الحرازي
