بعيدا عن السياسة – 2 –

د.محمد معمر عبدالوهاب –
تواصلا مع موضوع الأسبوع الماضي حول مدى جدوى وجود وزارة للإعلام في أي حكومة .. فإني لاأجد افضل مما قدمته شخصيا في شهر مايو 1999م في ندوة علمية احتضنتها جامعة صنعاء تحت عنوان – واقع الصحافة اليمنية – ضمن اوراق عمل قدمت للندوة حيث كانت مداخلتي في محور التشريعات الإعلامية التي تنظم النشاط الصحفي وحرية الصحافة .. وفي مقدمة بسيطة تطرقت لمسألة حرية الصحافة بالقول (اننا كحكومة لم نصل بعد الى الفهم الكامل لمفهوم حرية الصحافة.. اقول هذا لأننا بصراحة لازلنا نحتفظ بحقيبة وزارية اسمها وزارة الإعلام وهذا تأكيد صريح بأننا وأقصد الحكومة لازلنا نمارس عملية الحد من حرية الصحافة وفرض التسلط عليها بمختلف الأشكال والأساليب) .. بعدها تقدمت بعدد من المقترحات والمعالجات (لضخ الحياة لحرية الصحافة في البلاد بالمفهوم الحديث والمتطور ولإنهاء التجاوزات والاختلافات القائمة) كما قلت في مداخلتي ثم وضعت تلك المقترحات واوردها بالنص كما هي:
– ان عصر العولمة يؤكد حتمية انتهاء دور وزارات الاعلام في الرقابة والتوجيه والمتابعة ..ولنا في دولة قطر الشقيقة تجربة تستحق الاقتداء بها.
– تنفيذ قانون الصحافة والمطبوعات اليمني من مهام اجهزة القضاء من النيابة الى المحاكم الى جانب اهمية احترام القضاء وعدم التدخل في شؤونه تحقيقا لمبدأ نزاهة واستقلالية القضاء وانتصارا للدستور والقوانين.
– اعادة تنقيح قانون الصحافة والمطبوعات ليتناسب مع مجمل التطورات الجارية على المستوى المحلي والدولي لتعزيز حرية الصحافة وتحديد جوانب الحظر بوضوح منعا لأي اجتهادات او تفسيرات مزاجية عند الالتباس.
– تشكيل مجلس اعلى للاعلام مستقل يكون من مهامه تنظيم التعامل بين اجهزة الإعلام الحكومية وكذا بين الصحافة الحكومية والأهلية والحزبية وحماية الصحافة والإعلام من التدخل والاحتواء ومراقبة مدى احترام حريتها وحقوقها المكفولة دستوريا.
هذه هي المقترحات التي وضعتها انذاك اي قبل 13 عاما رغم انها لم تعجب البعض ..ولكن المقال الأكثر قوة والذي نشر في صحيفة الثورة صفحة دنيا الإعلام العدد 14572 في 4 اكتوبر2004م وكان واضحا اقتطف منه مايلي (ومن خلال حرصي على متابعة تصريحات قيادة وزارة الإعلام وخاصة الوزير منذ دخوله الى الحكومة السابقة واستمراره في الحكومة الحالية فأنه لم يتطرق لموضوع الاذاعات غير الحكومية وكأنه خط احمر لايمكن الحديث عنه اوتجاوزه في عصر سقطت فيها كل الخطوط الحمراء والصفراء والزرقاء في عالم الإعلام والاتصالات فهل تستطيع وزارة الإعلام التي انتهى اصلا مبرر وجودها واصبحت وزارة تصريف اعمال يومية روتينية في دولة -ديمقراطية ناشئة) الى آخر الموضوع ولنا متابعة اكثر في الأسبوع القادم ان شاء الله.
alshamiry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا