قناة اليمن الفضائية والقنوات اليمنية الخاصة


عبد الرحمن محمد صبر
من الملاحظ والملفت للانتباه أن أغلب القنوات الفضائية اليمنية الخاصة حديثة الظهور اتجهت إلى الاستعانة بكوادر من قناة اليمن الفضائية الرسمية ليكونوا ضمن طاقمها إن لم يكونوا لطاقمها كاملا◌ٍ
وبالمقابل تهمل هذه القنوات الخاصة الشباب العاطل المتخرج من كلية الإعلام وكليات أخرى بحجة الاستعانة بذوي الخبرة لكن حجتهم المظللة تلك ضعيفة¡ لأن الاستعانة بذوي الخبرة لا يكون لطاقم القناة كاملا◌ٍ أو شبه الكامل¡ وإنما يكون بشكل تطعيم فقط لطاقمها وفي بعض الجوانب ذلك حتى يتيحوا الفرصة ويستوعبوا أكبر قدر ممكن من أولئك الشباب المتخرج العاطل الذين يقطنهم الإبداع وتملؤهم الطاقة واللهفة للدخول في الحياة العملية.
وإذا قمنا بالالتفات لبرهة لمعرفة من هم هؤلاء “ذوي الخبرة” الذين تتسابق القنوات الخاصة لضمهم معها والذين نالوا إعجاب كل من القائمين على القنوات الرسمية للدولة والقائمين على القنوات الخاصة ون◌ْعöت◌ْوا بذوي الخبرة¡ إنهم أشخاص قد لا يزيد مستواهم العملي عن مستوى الشباب الخريج العاطل بل قد يكون لدى الأخير إبداع لا يستطيع الأول أن يصل إليه كون الأخير شباب طموح في ريعان عمره بداخله طاقة إبداعية وعملية مذهلة¡ لاسيما وأن من أولئك ذوي الخبرة أشخاصا◌ٍ قد أكل عليهم الدهر وشرب وهذا ما يعكسه أداء القنوات الفضائية الرسمية اليمنية إذا ما قارناها بأداء القنوات العربية والعالمية والذي نجد أنها لا ترقى إلى مستوى تلك القنوات.
وأما إذا التفتنا لمؤهلاتهم العلمية “ذوي الخبرة” فسنجد أن منهم من لا يزيد مؤهله العلمي عن الإعدادية.
وأنا بذلك لا أستنقص ولا أقلل منهم وقدراتهم¡ إنما أكن لهم كل التقدير والاحترام ولكني أوجه اللوم وكل اللوم إلى أولئك القائمين على القنوات الخاصة¡ في كيف استشفوا من الأداء الهزيل للقنوات الرسمية بنظرتهم الثاقبة الشيء الخارق والكثير¡ ما جعل أولئك ذوي الخبرة مخولين للعمل لدى القطاعين العام والخاص في آن◌ُ واحد¡ دون إتاحة الفرصة للشباب العاطل الخريج.
وكلنا يعرف أن أداء القناة الرسمية لا يرقى للمستوى ومع ذلك تتجه القنوات الخاصة إلى الاستعانة بكوادر هذه القناة وضمهم إلى طاقمها وهي في تجاهل وتغاضي عن الالتفات إلى الشباب العاطل الخريج¡ وهذا هو ما شابت له الرؤوس¡ لن أقول عن هذا إلا ذلك المثل المعروف ” عمياء بتخضب مجنونة” .
وبعيدا◌ٍ عن الأداء وتقييمه نجد أن استيعاب الشباب من قبل القنوات الخاصة واجب وطني كون الدولة وصلت إلى حالة شبه العجز في استيعاب معظم الشباب العاطل.
وأنا أوجه هذه الرسالة بشكل◌ُ خاص إلى القائمين على القنوات الخاصة وإلى المؤسسات الخاصة الأخرى بشكل◌ُ عام¡ بأن يشكلوا عنصر توازن مع الدولة ويكونوا خير معين لها في استيعاب الشباب العاطل.

قد يعجبك ايضا