منعطف ما بعد أفغانستان .. الإعلان عن دولة «القاعدة» في شمال مالي

باماكو/وكالات –
أعلن المتمردون الطوارق وجماعة أنصار “الشريعة” اندماجهما وإقامة “دولة إسلامية” في المنطقة¡ يأتي ذلك بعد أيام من تقديم زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي سلسلة نصائح إلى

مقاتليه للنجاح في إقامة دولة إسلامية شمال مالي.
وسبق أن حذر مراقبون من أن الحلفاء الإسلاميين للطوارق سيعملون على الاستفادة من تمرد الطوارق كما سبق واستفاد تنظيم القاعدة من انقلاب حركة طالبان على الحكم فى أفغانستان.
وأكد المراقبون أن هؤلاء الحلفاء يحاولون إنشاء خلافة إسلامية فى قلب منطقة الغرب الأفريقى¡ محذرين دول المنطقة بالحيلولة دون أن تتحول منطقة الساحل الأفريقى إلى ملاذ جديد لإرهابيي

القاعدة.
ويقيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قواعد خلفية في شمال مالي منذ سنوات ينطلق منها لتنفيذ عمليات في بلدان أخرى بالساحل الصحراوي¡ وخصوصا◌ٍ النيجر وموريتانيا.
ويشكل “محضر اتفاق” بين المجموعتين¡ سلمت نسخة منه¡ منعطفا◌ٍ كبيرا◌ٍ في شمال مالي الشاسع الذي لا يخضع لسلطة باماكو منذ نهاية مارس.
وتم التوصل إلى “محضر الاتفاق” بعد أسابيع من المفاوضات التي كانت شاقة في بعض الأحيان بين الجانبين اللذين يختلفان في أهدافهما وعقائدهما.
وقال الاتفاق إن “حركة انصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد يعلنان حلهما في أزواد (منطقة شمال مالي) وإنشاء المجلس الانتقالي للدولة الإسلامية في أزواد”.
وأضاف “نحن جميعا◌ٍ نؤيد استقلال أزواد¡ ونوافق جميعا◌ٍ على اعتبار الإسلام ديانة” للكيان الناشئ¡ والقرآن والسنة النبوية هما “مصدر التشريع”.
واندماج الحركتين وإعلان الدولة الإسلامية هما النقطتان الرئيسيتان في الوثيقة.
وأثار نبأ التوصل إلى هذا التفاهم ارتياحا◌ٍ باحتفالات وإطلاق نار ابتهاجا◌ٍ¡ على ما روى سكان¡ في غاو التي أجرى فيها مسؤولون من الحركتين محادثاتهم منذ أيام عدة وكذلك في تمبكتو¡ حيث

سمع إطلاق نار أيضا◌ٍ.
ويأتي إبرام الاتفاق بينما يعقد المسؤولون الرئيسيون في حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لقاءات منذ الخميس في تمبكتو للبحث في العلاقات المستقبلية بينهما.
وكان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي¡ قد دعا في عدة نصائح مقاتليه الذين يسيطرون جزئيا◌ٍ على شمال مالي بهدف إقامة دولة إسلامية¡ إلى فرض الشريعة “تدريجيا◌ٍ”.
وفي شريط صوتي يستغرق (12) دقيقة بثه موقع صحراء ميديا ومقره في موريتانيا¡ “أشاد” عبدالمالك دروكدال¡ المدعو أبو مصعب عبدالودود¡ بمقاتليه لما حققوه من “انتصار تاريخي” في

شمال مالي¡ وحثهم على عدم التفريط في فرصة إقامة دولة إسلامية في تلك المنطقة موجها لهم ثماني نصائح من أجل التوصل إلى ذلك.
ويشكل الاتفاق والشكوك المتعلقة بوجود القاعدة في المغرب الإسلامي في أزواد تطورا◌ٍ جديدا◌ٍ للسلطات الانتقالية في باماكو والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وقال رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري¡ وسيط مجموعة غرب أفريقيا في الأزمة المالية¡ مؤخرا◌ٍ إن “اتصالات” جرت مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد وأنصار الدين.

قد يعجبك ايضا