لثورة.. نكهة التميز.. والنافخون في الكير!


محمد حسين النظاري –
۹¡¡ من الملاحظ أننا انتقلنا الى المرحلة الثانية من التباين في وجهات النظر بين وزارة الشباب والرياضة من جهة والإدارة الرياضية بصحيفة الثورة من جهة ثانية¡ فبعد اجتهاد الثورة لتغطية الاخبار الواردة من الوزارة¡ الخاصة بالوزير أو بأنشطتها أو الخاصة بالمعتصمين من الموظفين وهو ما عدøه البعض استهدافا◌ٍ بحق الوزير شخصيا◌ٍ¡ فيما تراه الادارة الرياضية من صميم عملها طالما وأنها على صفحاتها لم تخرج عن إطار النقد المستند على الادلة والمبتعد عن البذاءة في الطرح.
بالأمس القريب بدأت القضية تأخذ منحى آخر حين تقدم الموظفون المعتصمون بوزارة الشباب والرياضة والمطالبون بالحقوق بمذكرات تؤيد وتساند الزملاء بالصحيفة¡ وتتضامن معهم ضد ما يتعرضون له من اساءات كما كان لاتحاد الزملاء في الصحيفة على قلب رجل واحد في وجه الحملة التي يتعرضون لها ومراسلة نقابة الصحفيين¡ من جهته لم يكن الاخ الوزير بعاجز عن طلب التأييد من رؤساء الاتحاد العامة المنتهية ولايتهم -نظرا◌ٍ لاقتراب إجراء الانتخابات- الذين بدورهم وقعوا مذكرات مؤازرة وتأييد للوزير.
بين التوقيعات المؤيدة لكل طرف يقف المرء حيرانا◌ٍ ومتعجبا◌ٍ¡ فكلا الطرفين يستحقان الدعم من منطلق عدم التعدي على حقوق الآخرين¡ أو ايذائه قولا◌ٍ أو فعلا◌ٍ¡ سواء◌ٍ بصريح العبارة أو من وراء حجاب¡ فمن العاقل الذي يرفض أن يوقع بيانا◌ٍ تتقدم به الادارة الرياضية بالثورة¡ أو وزارة الشباب والرياضة يضمن مساندتهما ضد ما يتعرضان له أو قد يتعرضان له لاحقا◌ٍ¡ الاجابة الاكيدة انه لا أحد يجرؤ أن يرفض سواء◌ٍ من باب المناصرة أو الاستحياء.
أجزم انه لو طلب من الموقعين لأحد الطرفين ان يوقع بيان ادانة لاستهداف الطرف الاخر لفعل¡ وهنا يبرز السؤال المهم: لمصلحة من تظل القطيعة واستقصاد الاشخاص والتلويح أو التعبير بما لا يتفق مع الخلق ولا يرتضيه المنطق¿¡ لماذا لا يدخل العقلاء بالحل من الذين يسابقون للتوقيع مع احد الاطراف والإسراع خلسة للاتصال بالطرف الآخر¡ بأنه وقع مكرها◌ٍ او خجلا◌ٍ أو من أجل لقمة عيش أكلها أو ما زال يتمنى أن يأكلها.. مع ان الرازق هو سبحانه وتعالى وليس احد غيره.
ماذا لو ابتعد النافخون في الكير¡ والتقى الاخوة تحت سقف واحد ليتفقوا على ان النقد ليس حراما◌ٍ طالما وأنه يستند للوقائع ويرتكز على مصلحة الوطن ويبتعد عن الخوض في الأعراض.. الاكيد ان هناك ثلة من كل طرف تحب ان تبقى مستفيدة من التنافر¡ وان الالتقاء على كلمة سواء يضر بمصالحها.
دعونا نؤمن بأنه لا الاستاذ معمر الارياني -وزير الشباب والرياضة-¡ ولا الاستاذ معاذ الخميسي -مدير الادارة الرياضية بصحيفة الثورة- منزهان عن النقد¡ ولكن الايمان الحقيقي ينبغي ان يرتكز على ان دور الاخ الوزير هو العمل عبر إدارة وزارته¡ ودور الاخ معاذ هو انتقاد الاخطاء عبر الصحيفة.
ليس منا من لا يخطئ¡ ووحده الذي لا يخطئ هو ذلك الذي لا يعمل إطلاقا◌ٍ.. ومن هنا فعمل الوزارة أو الاتحاد أو النادي هو الذي يعطي للآخرين فتح باب الانتقاد¡ شريطة ألا يستهدف الافراد بقدر ما يستهدف العمل المنجز بحد ذاته.
لا يمكن لأحد ان يزايد علينا برفض فوضى المؤسسات فقلت منذ اندلاع الازمة وما زلت بأن فوضى المؤسسات مرفوضة لأنها تعطل العمل¡ وأنا مع هذا الرأي¡ ولكني استغرب من اناس شجعوا وما زالوا فوضى المؤسسات في مرافق اخرى ولما طالت الوزارة لم يهدأ لهم بال.. هذه هي الازدواجية في المعايير.
الحقيقة ان الصفحة الرياضية بالثورة لم يزدها ما حصل إلا متابعة أكثر من ذي قبل¡ وزاد رصيدها من المتابعين¡ وهنا لا يمكن ان ننفي ذلك ايضا◌ٍ عن الصحف الأخرى¡ ولكن تبقى لها نكهة تميزها عن نظيراتها… ولهذا نتمنى من الجميع الالتقاء على كلمة واحدة والابتعاد عن المزايدين الذين لن يكملوا بقية المشوار اذا ما خرجت نية صادقة بتعامل يترفع فيه الكبار عن صغائر الأمور.

قد يعجبك ايضا