سوق سوداء لبيع مخطوطات زبيد


الثورة نت/محمد السيد –
تتميز اليمن بامتلاك عشرات الآلاف من المخطوطات النادرة والنفيسة التي لا تقدر بثمن بعض هذه الكنوز التراثية تتبع مكتبات عامة للدولة لكن الجزء الآخر منها يمتلكها مواطنون يفتقدون لأدنى الإمكانيات للحفاظ عليها وهو ما يجعلها عرضة للتهريب والتلف والضياع. فقد حذر مدير مكتبة زبيد العامة هشام عبد الله ورو من تصاعد عمليات تهريب مخطوطات وكتب مدينة التراث العالمي ” زبيد “وأوضح بأن مخطوطات المدينة تتعرض لمؤامرة واسعة من قبل ما أسماهم بـ” سماسرة المخطوطات” الذي ينتمي بعضهم لجهات رسمية في الدولة وغير رسمية وبتشجيع من مسئولين حكوميين . مشيراٍ بأن مخطوطات المدينة تتعرض للتهريب على مدى ثلاثة عقود وذلك على مرأى ومسمع من الجهات المختصة. وكشف هشام ورو عن وجود” سوق سوداء” للمتاجرة بهذا التراث الثقافي بالتنسيق مع مكتبات عربية ومتاحف عالمية رفض أن يْسميها حفاظاٍ على العلاقة معها على حد قوله. وقال ” للأسف الشديد اكتشفنا مؤخراٍ قيام العديد من المكتبات العربية والمتاحف الأجنبية بالإعلان عبر صفحاتها على الإنترنت عن بيع مخطوطات وكتب قيمة ونادرة من إرث مدينة زبيد لم تذكر أسماء مؤلفيها” منوهاٍ إلى وجود عشرات المخطوطات القيمة والنادرة في متاحف لندن ومتحف اللوفر في باريس تم تهريبها بطرق غير مشروعة.
وأضاف” هناك الكثير من أصحاب هذه المخطوطات النادرة يقيمون ببيع مخطوطاتهم في السوق السوداء التي ازدهرت مؤخراٍ بشكل كبير عبر وسطاء حكوميين تْباع بثمن بخس. غير مدركين أصحابها أهمية ما يمثله هذا التراث الثقافي من قيمة كبيرة ”
ونوه إلى أن هذه المخطوطات تشمل مختلف مجالات العلوم الدينية والأدبية والشرعية والثقافية وعلم الفلك والرياضيات والجغرافيا وغيرها .

مناشدات للحكومة بحملة إنقاذ وطنية !

وناشد مدير مكتبة زبيد الحكومة اليمنية ووزارة الثقافة بسرعة التحقيق في عمليات التهريب التي تعرضت لها مخطوطات المدينة التاريخية . والوقوف في وجه سماسرة وتجار المخطوطات كونهم يهدفون إلى طمس ارث ثقافي وعلمي تزخر به البلاد.وأكد بأن مسؤولية الحفاظ على هذه الكنوز التراثية تقع على عاتق كل العاملين في قطاع المخطوطات .
ودعا هشام ورو إلى تبني حملة وطنية للحفاظ على مخطوطات المدينة مؤكداٍ بأن زبيد تزخر بالمئات من المخطوطات القيمة والنادرة.

مطار بيروت يفشل تهريب 76 مخطوطة يمنية نادرة!

يأتي ذلك في الوقت الذي أحبطت فيه السلطات اللبنانية بمطار بيروت كميات كبيرة من المخطوطات اليمنية المهربة تْقدر بنحو 76 مخطوطاٍ مطلع الشهر الجاري حيث كشفت مصادر بوزارة الثقافة أن تلك المخطوطات المضبوطة تكتسب أهمية تاريخية وأدبية كبيرة حيث يتجاوز عمرها 400 سنة.

بيان مكتبة زبيد تْحذر فيه من تهريب المخطوطات

الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على معلم البشرية محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
وبعد:
زبيد مدينة العلم والعلماء تزخر بآلاف المخطوطات التي تعد إرث الأمة الذي خلفه علماء نهلوا من زبيد وتعلموا وعلموا وهذه المخطوطات هي ما تبقى لهذه المدينة من إرث تنير به كل طالب علم من كل مكان في هذه المعمورة. وقد امتلأت مكتبات زبيد الخاصة بالمخطوطات وتداول علماؤها ما تحتويه من مؤلفات قيمة في شتى العلوم , مما جعل الكثير من دول العالم تتسابق لاقتناء مخطوطات زبيد بالطرق الغير مشروعة .
وعلى امتداد العقود الأخيرة تم تهريب عدد كبير من مخطوطات زبيد إلى خارج الوطن في محاولة لطمس هوية المدينة العلمية والثقافية . وللأسف فإن هذه الحالات مازالت تتكرر حتى يومنا هذا , حيث أن الكثير من أصحاب المخطوطات الذين لا يعوا إرث أمتهم يبيعونها بثمن بخس امام صمت مخزي من الجهات القائمة على أمر الكتاب والمخطوطات .
وعليه فإن مكتبة زبيد العامة تناشد وزارتي الثقافة والأوقاف وعلى رأسها حكومة الوفاق الوطني للتحقيق في كل ما يتم تهريبه خارج الوطن , حيث وأن بعض المكتبات العربية والمتاحف الأجنبية أعلنت في صفحاتها عن مخطوطات هي أصلاٍ من إرث هذه المدينة لكنهم حاولوا طمس أعظم إرث علمي تفخر به اليمن.
مع الاعتراف بوجود عدد من علماء مدينة زبيد مازالوا يحتفظون بإرث امتهم , لكن الخوف من تقادم الزمن عليها مما قد يعرضها للتلف .
إن مكتبة زبيد العامة تدعوا المجتمع والدولة على حد سواء للوقوف ضد كل تجار مخطوطات زبيد كونهم يحاولون طمس هويتنا وإرث أمتنا الزاخر بالإشرافات من قرون عدة.
كما تؤكد أن الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية لا يأتي بالحفاظ على مبانيها فحسب لكن إرثها العملي هو من جعلها تتصدر التاريخ العلمي بأحرف من نور.
لذا فإننا نحمل المسؤولية كل العاملين في قطاع المخطوطات عن ما لحق بإرث زبيد العلمي والثقافي من تهريب وضياع , وندعو الجميع لتبني حملة وطنية للحفاظ على مخطوطات زبيد حصراٍ وتوثيقاٍ وعناية .
والله ولي التوفيق
مدير مكتبة زبيد العامة
هشام عبد الله ورو

قد يعجبك ايضا