الثورة نت
عقدت مساء اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء جلسة مباحثات مغلقة بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس عبدالله جول رئيس جمهورية تركيا.
وعلمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الزعيمين بحثا خلال الجلسة العلاقات الأخوية الحميمة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والسبل الكفيلة بتنمية وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يلبي تطلعات البلدين والشعبين وفي مقدمة ذلك تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات وكذا تطوير التعاون الدفاعي والأمني سيما في مجالات التدريب والتصنيع العسكري بجانب تنسيق جهود البلدين في مكافحة الإرهاب والقرصنة.
كما جرى بحث القضايا والتطورات في المنطقة ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات على الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل استمرار تنفيذ المخططات الإسرائيلية لتوسيع وبناء المستوطنات بجانب استمرار فرض الحصائر الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة وما نجم عنه من معاناة و أوضاع إنسانية صعبة يعيشها الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
وناقش الزعيمان سبل تنسيق جهود ومواقف البلدين في سبيل خدمة قضايا الأمة الإسلامية وتفعيل العمل الإسلامي المشترك بما يمكن الأمة من مجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بها.
وأكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وفخامة الرئيس عبدالله جول حرصهما المشترك على توطيد وتعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وتنمية وتوسيع جوانب التكامل والشراكة بين اليمن وتركيا وخصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يترجم آمال وتطلعات الشعبين وتنمية مصالحهما المشتركة.
كما أكدا تشجيع رجال المال والأعمال والمستثمرين في البلدين للاضطلاع بدور أساسي للدفع بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين اليمن وتركيا نحو آفاق رحبة من التطور والشراكة وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.
وبعد ذلك عقدت جلسة المباحثات الرسمية الموسعة بين الجمهورية اليمنية وجمهورية تركيا برئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وفخامة الرئيس عبدالله جول.. حضرها من الجانب اليمني الأخوة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي و رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني ونائب رئيس الوزراء – وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الأرحبي ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري ووزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل وعدد من المسؤولين.
ومن الجانب التركي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة بولنت إرينش ووزير الخارجية أحمد داوود أجلو ووزير الدفاع فيسدي جونول ووزير الصحة رجب أكداغ وعدد من أعضاء البرلمان وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين بجمهورية تركيا والسفير التركي بصنعاء محمد دونماز.
وتركزت المباحثات على مناقشة وتقييم سير تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين فضلا عن بحث السبل الكفيلة بتحفيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين بما ينسجم مع خصوصية وتميز هذه العلاقات.
وتناولت المباحثات آفاق تطوير التعاون في المجالين العسكري والأمني بما في ذلك التعاون في مجال التصنيع الدفاعي والتدريب وخفر السواحل وتأهيل الشرطة بجانب تنسيق جهود البلدين في مكافحة الإرهاب والقرصنة بالإضافة إلى بحث آفاق تعزيز التعاون في المجال الصناعي من خلال إنشاء مناطق صناعية في عدن والحديدة وتشجيع الاستثمار السياحي وكذا تعزيز التعاون في قطاع الإنشاءات وتوليد الطاقة بالغاز بقدرة عشرة آلاف ميجاوات, فضلا عن إنشاء مستشفى تركي في اليمن وكذا سبل توسيع التعاون في المجال التربوي والثقافي وترميم القلاع والآثار التركية الموجودة في اليمن.
وأكد الجانبان ضرورة العمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين.
وكان فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية تحدث بكلمة في مستهل المباحثات رحب فيها ترحيبا حارا بالرئيس التركي والوفد المرافق له متمنيا لهم طيب الإقامة في اليمن. مؤكدا على ما تكتسبه هذه الزيارة من أهمية كونها تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وبعد زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية لتركيا قبل ثلاثة أعوام.
ووصف فخامته العلاقات اليمنية التركية بأنها علاقات تاريخية تمتد لسنوات طويلة.
ورحب بالاستثمارات التركية في اليمن. مؤكدا أنها ستقدم لها كل التسهيلات.
كما رحب فخامة الرئيس بإقامة شراكة يمنية تركية في مجال التصنيع الدفاعي.
واستعرض فخامته التطورات الجارية في اليمن. وقال: منذ أربع سنوات وبعض وسائل الإعلام تقدم صورة مغلوطة عن الأوضاع في اليمن في حين أنها في الحقيقة أوضاع مستقرة واستطاع اليمن التغلب على ما واجهه من تحديات وفي مقدمة ذلك التحدي الإرهابي والتحديات الاقتصادية.
وأشار إلى أن اليمن بلد تعددي وفي إطار الرأي والرأي الآخر يتم التحدث في كافة القضايا بحرية. مشيدا بوقوف تركيا إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره.
من جانبه جدد فخامة الرئيس التركي عبد الله جول وقوف تركيا ودعمها لليمن وأمنه واستقراره, مؤكدا أن أمن واستقرار اليمن لا يهم اليمن فحسب بل يهم منطقة الشرق الأوسط وجزيرة العرب وأفريقيا والعالم.
وأبدى فخامة الرئيس التركي رغبة رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك الاستثمار في اليمن.
وقال:” إن هذه الزيارة التاريخية تفتح آفاقا جديدة في العلاقات بين بلدينا الشقيقين”. مشيرا إلى أن الوفد الذي يرافقه في هذه الزيارة يضم نخبة كبيرة من رجال الأعمال بجانب الوزراء ونواب البرلمان والأكاديميين وهو ما يؤكد اهتمام تركيا بتطوير علاقاتها مع اليمن.
وأضاف:” لدينا في تركيا حرص واستعداد كبير على تطوير العلاقات مع اليمن.
ونوه بالتجربة الديمقراطية في اليمن. وقال :”إنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها تعددية حزبية “.
وأكد الرئيس التركي دعم تركيا لليمن في إطار مجموعة أصدقاء اليمن وفي الاجتماع القادم المقرر انعقاده في الرياض.
وأشار إلى اهتمام تركيا بتطوير التعاون مع اليمن في المجال الاقتصادي سواء في مايتعلق بإنشاء مناطق صناعية أو في الحقل الصحي حيث ستعمل تركيا على إنشاء مستشفى في اليمن بالإضافة إلى استعدادها لتدريب وتأهيل الكادر الصحي اليمني.
وأشاد الرئيس التركي في ختام كلمته بإقامة اليمن لنصب تذكاري للجنود الأتراك الذين استشهدوا في اليمن, معتبرا هذا النصب التذكاري رمزا للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
وفي ختام المباحثات جرى التوقيع على خمس اتفاقيات تعاون وبروتوكول تنفيذي بين البلدين الشقيقين بحضور فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وفخامة الرئيس عبد الله غول.