السودان يا عرب ..
عبدالعزيز الهياجم
عبدالعزيز الهياجم
عبدالعزيزالهياجم :
اليوم الأحد يجري الاستفتاء في جنوب السودان على الوحدة أو الانفصال وسط تمنيات قومية بالتمسك بالوحدة وواقع يشير إلى أن الأمور تدفع دفعا خارجيا ومن جهات دولية كثيرة باتجاه الانفصال وإعلان دولة مستقلة في الجنوب السوداني حتما سيكون لها انعكاسات لا أعتقد أنها ايجابية بالنسبة للخارطة العربية وإعادة تشكيل واقع المنطقة وتحالفاتها والمصالح الإقليمية والدولية التي لن تصب حتما في خانة الجانب العربي.
بعد اتفاقية نيفاشا 2005 أتذكر أنني أجريت لقاء صحفيا مع الزعيم السوداني طيب الذكر المشير عبدالرحمن سوار الذهب , على هامش زيارة له إلى صنعاء , وسألته عما بعد اتفاق نيفاشا الذي حدد ست سنوات انتقالية يجري بعدها استفتاء على وحدة أو انفصال جنوب السودان فكان جوابه أن التحدي الكبير أمام الحكومة السودانية هو في إحداث تنمية حقيقية ومستدامة في جنوب السودان تفضي الى إيجاد اتجاه قوي مساند ومؤيد للبقاء في دولة موحدة .
ولكن لأن السيناريو كان يراد له أن يمضي هكذا , فما أن وضعت الحرب أوزارها بالنسبة للجنوب السوداني فوجئ الجميع بفتح جبهة جديدة في الجانب الشرقي “إقليم دارفور” في مشهد أكد حقيقة أن هناك من لا يريد للسودان أن يستريح أو يتفرغ للتحديات التنموية التي تواجهه , وبدلا من أن تمضي سنوات الفترة الانتقالية في جهود التنمية والبناء وخصوصا في الجنوب ذهبت تلك السنين وتلك الجهود في مواجهات دارفور التي ضخم الإعلام الغربي ما كان يحصل فيها واعتبر الأمر إبادة جماعية وما إلى ذلك من نعوت وأوصاف.
والسؤال اليوم هو لمصلحة من ينفصل جنوب السودان عن شماله ¿ أبناء جنوب السودان يتحدثون عن حرمان وتهميش وعدم وجود مساواة وما إلى ذلك ..ولا أحد يستطيع أن يبرئ ساحة الحكومات السودانية المتعاقبة من أخطاء وقعت أو قصور حدث وأدى إلى ذلك الشعور بالغبن والظلم ..لكن هل تلك المبررات هي فقط من دفعت إلى أن يكون هناك تعاطف ودعم وتأييد للانفصال من قبل قوى وجهات دولية عديدة ومؤثرة¿
لا شك أن تقسيم السودان على أساس مناطقي وأيضا ديني يدق ناقوس الخطر ويكشف حقيقة ما يحاك لهذه المنطقة العربية من قبل قوى ودوائر معادية خصوصا إذا نظرنا إلى ما يحدث في أكثر من ساحة عربية من تغذية لروح المشاعر العدائية وتفتيت الوحدة الوطنية .
وللأسف الشديد أن العرب كالعادة لا يلقون بالا حتى لمجرد سماع ناقوس الخطر !
الكهرباء ..إلى متى¿
في العام 1996 وخلال بطولة كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت حينها في دولة الإمارات العربية المتحدة ,كتبت مقالا في صحيفة ( الميثاق ) يعبر عن التذمر من الإنطفاءات المتكررة والطويلة التي حرمتنا متعة مشاهدة تلك البطولة ..واليوم وبعد 14 عاما يتكرر المشهد مع بطولة كأس الأمم الآسيوية في قطر وتعود الانطفاءات بوتيرة عالية .
.. إلى متى ¿¿!! سؤال لا يطرحه فقط المتابعون للبطولة ..ولكن كل رب بيت يعيش الآم خراب الأجهزة الكهربائية في منزله ..وكل ربة بيت تعيش دوامة الانطفاءات التي تعيق يوميا الكثير من أعمالها المنزلية .