صعوبات رياضية كهربائية!!

– تجاوزت صعوبات المرحلة الحالية الخطوط الخضراء والصفراء والحمراء وكل أنظمة وعلامات وإشارات المرور والحياة برمتها بسبب الكهرباء التي صار انقطاعها المتواصل في وطن السعيدة أشد وطاة من انقطاع الماء الذي هو عصب حياة الإنسان ووجوده.. حتى الرياضة لم تعد صعوباتها المادية حاليا ذات أهمية أكبر من الصعوبات الكهربائية والتقنية التي “جابت عاليها واطيها” كما يقال بالمصري أما باليمني “فضربت أخماس في مضرب أسداس”!!
– ومن المفارقات العجيبة والطريفة أن الكهرباء في ديوان وزارة الشباب والرياضة تنقطع في كل وقت الدوام الرسمي صباحا وتضاء الكهرباء بالوزارة في غير وقت الدوام والعمل مساء تماما كما أراها أمامي في هذه اللحظات التي أكتب فيها هذه الأسطر المتواضعة على ضوء شمعة بائسة وجهاز محمول يعاني من فاقد كبير في الكهرباء يكلفني أسبوعيا كتابة أسطر وكلمات هذا العمود على مراحل!!
– ومن سلبيات انقطاع الكهرباء في الوزارة الشبابية والرياضية أنها أحالت ذلك المبنى ذو الطوابق السبعة الأنيقة في شارع شهير ومعروف بالعاصمة صنعاء كالزبيري إلى مبنى مهجور وبلا روح أو حس أو خبر.. والسبب الآخر بعد الكهرباء أن العاملين في مبنى الوزارة الرياضية والشبابية من قيادات وموظفين على الدوام لا يتواجدون بمكاتبهم أو أنهم خارج المبنى تماما.. وإذا ما سألت قيادي بالوزارة أو موظف سرعان ما يجيبك ورأسه مرفوع وبجملة من الأسئلة: أين الكهرباء¿¿ وماذا نفعل أو نصنع بلا كهرباء¿¿ وهل يمكن أن يكون هناك عمل والكهرباء مفقودة.. مفقودة.. يا “ولدي”¿¿
– وأجبرت الكهرباء المقطوعة الأندية الرياضية اليمنية على إغلاق مقراتها بالضبة والمفتاح.. وزاد جاء العدوان و”غلق الفورة” وأوصد كل خطوط وشوارع عودة الأندية وعدولها عن قراراتها “الكهربائية” بإغلاق أبواب مقراتها وملاعبها.. فصار الإداريين بالأندية يسخرون من كل من يعاتبهم على استمرار إغلاق أنديتهم على طريقة عندليب الأغنية الصنعانية الفنان أحمد السنيدار “حبوب حبوب لا تغضب” وبجملة أسئلة أيضا: أين الكهرباء¿¿ وما العمل والنشاط الرياضي في البلد عموما واقف ولاحركة واقف “بلارحمة” ¿¿ ومن يحمينا من قصف الحسناء الإماراتية مريم والباكستانية القزمة عائدة من أعالي الفضاء¿¿
– وبالنسبة للاتحادات الرياضية اليمنية فعلت الكهرباء فيها فعلة كبيرة.. حيث شلت حركتها وأدخلتها في “حيص بيص”.. ومنذ عدة أشهر لم تستطع اتحاداتنا الرياضية الخروج من حالة الإحباط التي سببتها أزمة الكهرباء أولا والعدوان ثانيا والحراف ثالثا وإنها والله لثالثة الاثافي و”الباقي كله عذاب”.. فاتحاد كرة القدم كان يشكو من الكهرباء أيام كان صاحي وبروحه.. ومنذ تعرضه لقصف العدوان صار بلا كهرباء ولا ماء ولا روح.. ويالله في الوقت الحاضر يخارج المنتخب الوطني “مشكورا مأجورا”.. واتحاد كرة الطائرة قالوا يعاني من انقطاع الكهرباء أولا وثانيا أن الفرق والأندية التي تشارك في بطولاته أغلبها في مناطق ومحافظات التوتر والاقتتال اليمني اليمني.. والجماعة في الاتحاد شافوا أنه أفضل لهم “يرقدوا” حتى “يجعل االله أمرا كان مفعولا”!!
– وسألت صديقي القيادي المعروف في اتحاد الشطرنج عن سبب عدم تنظيم البطولة الرمضانية السنوية سيما وقد أبدى الصندوق استعداده لصرف المخصصات في حينها فأجابني بما توقعت: مافيش كهرباء.. والحقيقة هو عذر أقبح من ذنب.. لأن هذا الاتحاد هو الوحيد الذي يستطيع أن ينشط وينجح في كل الظروف والأحوال طالما توافرت له الموازنات المالية فبطولاته في غرف مغلقة وبأقل الإمكانيات لو توافرت النية والرغبة في العمل والنشاط.. ولكنه الفشل أولا والكسل ثانيا يا أصحابنا كما يقول المذيع الزراعي علي الأمير!!
– والحال من بعضه في بقية اتحاداتنا وأطرنا الرياضية.. ويبدو أن الصعوبات الرياضية الكهربائية ستستمر لدى الوزارة وأغلب الاتحادات الرياضية ولن يعود النشاط الرياضي إلى سابق عهده إلا عقب حل المشكلة الكهربائية العصيبة.. وطالما وأن المشكلة معقدة وعصية وتعكس نفسها على كل شيء في حياتنا فعلى الزملاء الأعزاء في رياضة الثورة ألا يستغربوا إذا لم يصلهم هذا العمود في موعده والتماس العذر للكاتب فربما لديه صعوبات رياضية كهربائية.

قد يعجبك ايضا