>من يعرقل الحل والتسوية هو من يتحمل تبعات كل الجرائم التي ارتكبت بحق اليمنيين
بالرغم من أن ظروف الحل السياسي في اليمن نضجت أكثر من مرة إلا أن السعودية تتمنع في كل مرة محاولة ذر الرماد في العيون بمبررات واهية تعكس عنجهيتها وطموحاتها في أن تتحول من خلال العبور على جماجم اليمنيين أن تصبح قوة إقليمية يشار لها بالبنان..
غير أنها تواجه انتكاسات ميدانية داخل اليمن وداخل أراضيها تحول دون تحقق أهدافها الاجرامية في اليمن..
والسؤال: لماذا تقف السعودية ضد الحل السياسي في اليمن..¿سؤال ناقشناه مع محللين سياسيين.. نتابع إجاباتهم:
الدكتور فؤاد البداي أستاذ العلوم السياسية المساعد بقسم الاقتصاد جامعة تعز يقول:إن المملكة اعتادت أن يكون نظام الحكم في اليمن واقعاٍ تحت تأثيرها وتابعاٍ لها وأي حل سياسي يتمخض عنه وجود نظام خارج هذا الإطار لن يكون محل ترحاب من قبلها ولهذا فهي لا تريد حلا سياسيا في الوقت الراهن إلا بعد أن تضمن بأن القوى التابعة لها هي صاحبة اليد الطولى في تقرير نتائج الحوار.
وعن قضية تقسيم اليمن قال: لا أعتقد أن دول الخليج وبالذات السعودية ترى بأن من مصلحتها فصل جنوب اليمن عن شماله في هذه الظروف لأنها ستفقد الشمال بالكامل لصالح أعدائها في المنطقة وسينزلق الجنوب في صراعات قد تتغلب فيها جماعات تكن العداء لحكام دول الجوار وتأمين عدن والسيطرة عليها يعد هدفاٍ رئيسياٍ لهم لإرجاع حكومة الرئيس هادي إلى عدن لتكون بذلك قد حققت أحد أهم الأهداف التي أعلنتها من وراء شن الحرب على اليمن.
مراوغات الأمم المتحدة
• الدكتور شوقي الفهيدي -كاتب ومحلل سياسي- يقول:إن ما يجري من عدوان على اليمن وخاصة في عدن وتعز وتجويع الناس بالحصار ورفع الأسعار أضعاف مضاعفة يعتبر مراهقة سياسية القصد منها الالتفاف على باب المندب وتعطيل تشغيل ميناء عدن حتى لا ينتعش اقتصاد اليمن وكذا الخوف من أن تتطهر اليمن وتخرج من الوصاية السعودية.
وأضاف:اللافت مساعي الأمم المتحدة الهزيلة التي تخلت عن مبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وانتصرت للجلاد على الضحية.. لكن هذا لن يستمر وسيأتي اليوم الذي ينتفض فيه الرأي العام الدولي وقد بدأ ضد الأمم المتحدة والسعودية وسيحقق الجيش واللجان الشعبية النصر إن شاء الله.
محطة أطماع
• عبد الرحمن القوسي باحث يقول: من الطبيعي أن يتناغم عدوان آل سعود مع نواياهم بتدمير اليمن وبروز أطماعهم التي تخدم أمريكا كحاملة للمشروع الصهيوني الأمريكي وبأدوات عربية للأسف يستهدف اليمن بجغرافيته وديمغرافيته البشرية وثرواته وموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي حيث يحشدون ويعدون بكل الطرق من اجل تجزئته وإعادة رسم خريطته الجغرافية والسكانية بما يتناسب ومشاريعهم التآمرية وهو ما عبروا عنه بمشروع الستة الأقاليم لتحويله من وحدات إدارية كسلطات محلية بصلاحيات مالية إدارية واسعة إلى وحدات وكنتونات معدة بإحكام لتكون مقدمة لوحدات سياسية طائفية جهوية تعبر عنها ما يسمى بالدولة الاتحادية وهذه هي الخدعة التي يراد لليمن وضعها فيها وبيت القصيد مستقبلا هو تقسم اليمن حسب مواطن الثروات فيه والمواقع الاستراتيجية.
وتابع: آل سعود أكدوا حقدهم وخبثهم بحجم العدوان والقتل والدمار اليومي المتواصل على اليمن منذ أكثر من أربعة أشهر وشرائهم الإعلام العالمي والمنظمات الدولية ليبرروا لهم العدوان أو ليصمتوا من آثاره على اليمن.
وقال: يبدو التعنت السعودي تجاه الحل السياسي في اليمن في مؤتمر جنيف ومع المساعي العربية والدولية للحل السياسي التي يواجهونها بالمزيد من القصف وقتل اليمنيين وتدمير مقدراتهم.
حقد دفين
• الدكتور يوسف الحاضري – أكاديمي – يرى أن السعودية منذ تأسيسها وهي تنفذ أجندات معينة جزء منها يصب في خانة مصلحتها الذاتية للحفاظ على العرش الملكي وجزء آخر للحفاظ على مصالح الاستعمار الأوروبي المتمثل في بريطانيا والتي أسستها هي وساعدتها في التمدد والتوسع, فبعد أن خرجت بريطانيا من الدول العربية التي كانت محتلة لها لم تخرج إلا وقد ضمنت بقاء مصالحها ولو بأيدي حكام عرب.
وأوضح بالقول: لذا أي تحرر حقيقي يحدث في الوطن العربي ستقابله السعودية بقوة الفتوى الدينية والرجال الانتحاريين المنفذين لتلك الفتوى وأيضا العدوان المباشر في حال فشلت مخططاتها وهذا ما يحصل في اليمن.
وأضاف الحاضري: إن عجزالسعودية عن تحويل اليمن إلى صومال على أيدي عملائها وفتاواها جعل من الاعتداء المباشر السبيل الأخير للحفاظ على مصالحها ومصالح الغرب في الوقت الحالي المتمثل في ثلاثي الشر “أمريكا وبريطانيا وإسرائيل” خاصة في باب المندب لأن اليمن إذا تحرر فإن باب المندب بموقعه الاستراتيجي سيضيف دفعة اقتصادية عظمى لليمن وهذا سيعزز من اختلال الفائدة الهامة والوحيدة لهم على حساب أبناء المنطقة عوضا عن مدينة عدن بموقعها الاستراتيجي.
مشيرا إلى انه لو تم تفعيل ميناء عدن بشكل جيد فإن ذلك سيجعل كثيراٍ من موانئ الخليج خاصة ميناء دبي في وضع أقل من عدن إضافة إلى المخزون النفطي والغازي الرهيب الذي يتواجد في اليمن والصومال وهذا بحد ذاته يكفي لأن يْشن على اليمن عدوان بكل الأسلحة الدينية والنارية والاقتصادية والبشرية والاجتماعية وغير ذلك لذا أي اتفاق سياسي في اليمن بعد عملية التحرر التي جاءت عقب ثورة 21 من سبتمبر 2014 يشكل خطرا على مصالح هؤلاء.
تكالب دول العدوان
• من جانبه يؤكد الناشط الحقوقي علي ناصر الجلعي بأن السعودية لا تريد أي حل سياسي في اليمن لأنها تريد أن تبقى اليمن تحت سيطرتها نظرا للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به عدن وهذا ما جعل دول الخليج تتكالب على اليمن خاصة وأن موانئها ذات تاريخ تجاري منذ القدم تهابه كل دول الخليج كونه مركزاٍ تجارياٍ هاماٍ جدا ويخافون من ازدهار عدن لأن هذا سيؤثر على دبي.
لماذا يخشون استقرار اليمن¿
“تقف السعودية ضد الحل السياسي وهذا واضح من استمرار العدوان” وهذا ما يؤكده الدكتور بشير عبد الله العماد أستاذ القانون بجامعة إب حيث يقول: أي تسوية سياسية ستفضي إلى يمن مستقر ديمقراطي وهو ما يعد عائقا أمام تنفيذ مشروع السعودية في اليمن لأن مشروع السعودية في اليمن مشروع تدميري يجعل اليمن بلدا ضعيفاٍ منهارا وذلك ما سعت إليه السعودية خلال العقود الماضية وبعد أن تقلصت أدوات السعودية في الداخل وأصبحت عاجزة عن تنفيذ مشاريعها ومخططاتها تدخلت بشكل مباشر عن طريق جيشها سواء عبر الجو أو البحر أو البر.
وأضاف: رغم كل هذه الآلة العسكرية المدمرة إلا أن صمود وثبات ونضال الشعب اليمني كان الصخرة الصماء التي تحطمت عليها مشاريع التآمر والحقد.
وختم بالقول: لا يخفى على أحد الموقع الاستراتيجي لعدن والذي يعد موقعا فريدا على مستوى العالم والذي جعل كل دول العالم تسعى للسيطرة عليه كما أن تشغيل و ازدهار ميناء عدن سيترتب عليه التأثير على ميناء دبي وهو ما دفع بالاماراتيين للتدخل في عدن.