مرتزقة العدوان السعودي يعبثون بمقابر وكنائس المسيحيين في عدن ويدمرون مساجد وأضرحة في لحج

تواصل عناصر “القاعدة – داعش” اعمالها الإجرامية مستهدفة المعالم الأثرية والمساجد والقبور والأضرحة على خطى داعش العراق وسوريا برعاية ودعم من العدوان السعودي الأمريكي وقبل يومين أقدمت تلك العناصر على تفجير قبة ومسجد الإمام عمر بن علي التاريخي في مدينة الوهط بمحافظة لحج بعد ايام من تدمير كنائس ومقابر المسيحيين في مدينة عدن.
وأوضحت مصادر محلية في لحج أن مسجد الامام عمر بن علي التاريخي الذي تم تفجيره يعود تاريخه إلى أكثر من 700 عام مشيرا إلى أن عناصر “القاعدة وداعش” مرتزقة العدوان السعودي اتجهت عقب جريمتها إلى “تفجير ضريح الشيخ الصالح عبد الله بن علي بن حسين بن علي في الوهط “.
وسبق وان اقدمت عناصر تنظيم القاعدة بتفجير مساجد واضرحة وقباب لأولياء في محافظة لحج وتدميرها ونبش القبور بصورة لم تشهدها المحافظة منذ مئات السنين حيث قامت مجاميع من عناصر تابعة “للقاعدة” على درجات نارية بهذه الاعمال الاجرامية آخرها نسف قبور أولياء وقباب ومساجد قديمة لها مئات السنين في العديد من المديريات ومنها في مناطق الحمراء وغيرها حيث اقدمت مجاميع تكفيرية بتدمير المعالم الاسلامية فيها وتسويتها بالأرض .
سكان محليون في لحج عبروا عن استنكارهم لهذه الأعمال التي تقوم بها تلك العناصر الإرهابية من تفجير للمساجد والقباب والأضرحة في محافظة لحج موجهين دعوة لجميع منظمات حقوق الانسان وكافة الهيئات الاسلامية والدولية إلى إدانة هذه الأعمال والتحرك العاجل لإنقاذ التراث الإسلامي الغني الذي تتميز به المحافظة.
ولم تستثن عصابات ومرتزقة العدوان السعودي”القاعدة- داعش” والتي تسمي نفسها “مقاومة” القبور والأضرحة والكنائس في مدينة عدن حيث طالها ايضا التدمير والخراب والعبث بنزعة عدائية تجاة كل الاديان والتنوع الذي تتمتع به المدينة.
واستهدفت عناصر “القاعدة – داعش” الخميس الماضي كنيسة مسيحية في منطقة كريتر بمدينة عدن وقامت بالعبث بكل محتوياتها .
وقالت مصادر محلية في عدن لـ”الثورة” أن 15 عنصراٍ من “القاعدة- داعش” اقتحموا الكنيسة وعبثوا بمحتوياتها وكل ما بدخلها من ممتلكات مشيرة إلى أن الكنيسة ظلت مغلقة لفترة طويلة ولا يتم فتحها الا للأجانب الذين يزورون عدن .
وأوضحت المصادر أن الكنيسة وهي مبنى أثري يعود لعشرات العقود خلال حقبة الاحتلال البريطاني كانت واحدة من الرموز الاثرية والمعالم التي تتمتع بها المدينة والتي تؤكد ثقافة التعايش والتنوع الديني الذي زخرت به المدينة في سلام ومحبة .
وقالت المصادر ” اما اليوم فقدت عدن تعايشها نتيجة انتشار الجماعات التكفيرية التي حولت المدينة إلى جحيم حيث يدمر ويهدم كل المعالم والمباني الاثرية والقبور “.
وطبقا للمصادر تعرضت مقبرة المسيحيين في منطقة القلوعه بمديرية التواهي لتدمير من قبل ذات العناصر الموالية للعدوان بالإضافة إلى تدمير مقبرة اخرى واقعة في الأطراف الجنوبية من مديرية المعلا .
وأشارت المصادر إلى أن عناصر تنظيم القاعدة ومليشيات هادي قامت بطمس القبور وهدمها وإزالة العلامات والرموز من الأضرحة ونبش بعضها وتكسير أعمدتها وتسويتها بالأرض كما قامت تلك العناصر باقتحام كنيسة البنجسار الكاثوليكية في التواهي بمدينة عدن وعبثت بمحتوياتها.
وكانت وكالة فيديس الفاتيكانية ذكرت أن كنيسة الحبل بلا دنس الكاثوليكية في مدينة عدن تعرضت لقصف من قبل طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ما ألحق بها أضراراٍ جسيمة لكنها لم تْدمر بالكامل طبقا لما نقلتة وكالة “خبر للأنباء”.
واعتبرت عدن مدينة التعايش الحاضنة للحوار بين الأديان والثقافات ولم تتعرض الأضرحة والكنائس على مدى عقود من الزمن لأي عبث أو تخريب لطالما كان المسجد الإسلامي بجانب المعبد اليهودي والكنيسة الكاثوليكية وتعايش كل معتنقي الديانات في هذه المدينة بسلام ومحبة.
جرائم مرتزقة العدوان جنوب اليمن لا تختلف عن جرائم غارات العدوان السعودي الأمريكي وكلاهما تأتي في مسار ثقافة “داعشية” يصدرها ويمولها النظام السعودي والتي تشكل تهديداٍ خطيراٍ لتراث وحضارة شعوب المنطقة إذ لافرق بين الغارات التي تستهدف المساجد والقبور وما تمارسة مرتزقة السعودية في عدن ولحج وما ترتكبه عصابات داعش في العراق وسوريا.
ويرى مراقبون أن الاعتداءات على المساجد وأضرحة الرموز الدينية وكذا الكنائس ومقابر المسيحيين في اليمن تأتي في سياق الظهور الداعشي من جديد في عدن فبعد عمليات ذبح واعدام الأسرى قامت مجموعة مسلحة بالاعتداء على مقابر المسيحيين في المدينة.
فتدمير القبور من قبل تلك المجموعة احدى فصائل المسماة بـ”المقاومة” يكشف عن “عقلية جاهلية” ترفض الآخر ولا تتقبل أي فكر أو طائفة أو جهة لا تتناسب وافكار السعودية وهذا ما يعيد إلى الاذهان تدمير “داعش” للمقامات الدينية والمساجد والكنائس في كل من سوريا والعراق بخلفية تكفيرية ترفض كل من هو مختلف.
فالمشهد في اليمن اليوم لا يختلف عن مشاهد شاهدها العالم في سوريا والعراق تأتي جميعها في سياق واحد هو محاولات محو الذاكرة التاريخية ومحو التاريخ والحضارة إضافة إلى محاولة نسف معتقدات وحريات ومقدسات الآخرين.
يشار إلى أن عناصر تتبع تنظيم القاعدة أقدمت على هدم معلم إسلامي في الحوطة بمحافظة لحج في 28 يناير 2014. ويعود للعالم الجليل سفيان بن عبدالله وقام المتشددون بهدم المعلم الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 800 عام ونبش القبر وتسوية القبة وملحقاتها بالأرض كما تتعرض بعض الأضرحة في مدينة المكلا بحضرموت للهدم والنبش والتخريب منذ سيطرة تنظيم القاعدة على المدينة اواخر أبريل الماضي.

قد يعجبك ايضا