الجميع يدفع ثمن الغلاء سواء المواطن أو عمال المتنزهات والمقاهي

الأسعار الحالية مرتفعة لذا قررنا الخروج للنزهة ليوم واحد فقط
فضل الكثير البقاء في المنزل بدلاٍ من الخروج للنزهة كما كان يحدث في كل عيد والسبب لا يخفى عليكم استمرار الضربات من قبل قوى العدوان الخارجي على بلادنا المحاصرة براٍ وبحراٍ وجواٍ منذ قرابة أربعة أشهر والحصيلة ارتفاع أسعار كل شيء تقريبا وانخفاض وصل للنصف في معدل دخل الفرد الشهري… ارتفاع الأسعار في المتنزهات والمقاهي وأماكن الترفيه العامة وأثر ذلك على المواطن خاصة مع انخفاض معدل الدخل وغيره من التفاصيل تجدونه في هذا الاستطلاع:
لم تعد المتنزهات والمقاهي تشهد ذلك الزخم من الزبائن كما كان يحدث في كل عام بسبب ارتفاع أسعار المنتجات في بعض الأماكن أو التقليل من المنتج نفسه والحفاظ على نفس السعر في أماكن أخرى, وفي كلتا الحالتين فإن الزبائن لم يخفوا تذمرهم من هذه الإجراءات التي قامت بها الكثير من أماكن الترفيه ..
تفاجأت عند دخولي للمقهى الذي اعتدت أن أذهب إليه كل عيد تقريبا بأن المقاعد شاغرة بالرغم من أن الساعة وقتها قد تجاوزت الرابعة عصراٍ, هذا ما قاله محمد رزق مساعد طبيب, وأضاف على حديثه قائلاٍ: لم تكن المقاعد الشاغرة ما أثار دهشتي فقط فالأسعار التي قفزت بنسبة أكثر من 30% هي ما جعلتني أخرج من المقهى فوراٍ فهذه الأسعار لا تطاق, فأنا كنت من المعترضين على الأسعار القديمة فما بالك بارتفاع أسعارها مجدداٍ .
لم يخالفه في الرأي الاستاذ يزن مدرس مادة الكيماء في الرأي وعلل ذلك بالقول : الأسعار في المقاهي مرتفعة , ونحن كنا نقبل بذلك لأن تلك المقاهي تمتاز بالهدوء ويمكننا أن نبقى مع أصدقائنا لتبادل الحديث براحة ولكن بعد أن تفاجأنا بالأسعار الجديدة لبعض الطلبات وتقليل الكمية بنسبة لأخرى قررت أن أتوقف عن الذهاب إلى هناك .
وختم حديثه بالقول: نحن نقدر أن هناك ارتفاعاٍ في سعر المشتقات النفطية ولكن على أصحاب المقاهي وغيره تقديم بعض التنازلات حتى يقضي الله بانتهاء الأزمة الحالية التي يعاني منها كل أبناء اليمن.
معاناة إضافية
الله هو المعين, هكذا عبر أحد العاملين في مقهى كافي ترايدر عن استيائه الشديد من قيام إدارة المقهى بتخفيض رواتبهم للنصف كما أكد لي بحجة ارتفاع أسعار المواد الخام وأضاف: ما ذنبنا نحن العمال بتحمل تكاليف ارتفاع الأسعار فنحن بالكاد كنا نقضي حوائجنا بالمرتب السابق فما بالك بنصفه.
هذا ما أكد عليه زميله في نفس المقهى وأضاف: أرباب العمل لا يفكرون سوى بأنفسهم لذا قاموا بحذف الإضافي ونصف الراتب دون التقليل من ساعات العمل وهكذا كلما خفت نسبة إقبال الزبائن لأي ظرف كان حتى وإن لم يكن لنا علاقة به خفت عائداتنا المالية, وهذا ما يحدث حالياٍ فعدد الزبائن قل بسبب الحرب والحصار المفروض على بلادنا من قبل العدوان السعودي ومن تحالف معه وفي النهاية ندفع نحن ضريبة ذلك دون أن يكلف صاحب المقهى نفسه بتحمل تبعات الأحداث الراهنة.
مفاجأة
أم عبدالرحمن لم تخف غضبها وتحدثت بصوت منفعل قائلة : كلما نذهب إلى متنزه أو مطعم نجد الأسعار مرتفعة ولا تطاق أو أن السلع المقدمة لنا قد تقلصت لنصف حجمها الطبيعي وهذا ما يضطرنا لشراء كمية أكبر وختمت حديثها بالقول: الأسعار هذا العام مفاجئة لم أكن اتوقعها أبداٍ .
أما بالنسبة للمواطن عبدالعزيز بكري فقد فوجئ هو الآخر بالأسعار في المتنزهات وكذلك في المقاهي وقال : كنت متعوداٍ على إخراج زوجتي وأبنائي في العيد للأكل والجلوس والنزهة لثلاثة أيام متتالية وقد وضعت الميزانية المحددة لهذا ككل عام ولكن ارتفاع الأسعار اضطرني لأن أحصر هذه النزهة في يوم واحد فقط والله يجازي كل من كان له يد في خنق الشعب اليمني البسيط وحرمانه حتى من الفرحة .
صعوبات
لم يعد كل شيء كما كان, فسعر كل شيء قد بلغ الزبى, وما باليد حيلة سوى دفع الأسعار أو تقليل حجم الطلبات أياٍ كان نوعها أو التوقف عن العمل كما فعل بعض أصحاب المقاهي, هذا ما أكده إسماعيل شرف في أحد المتنزهات وأضاف على حديثه قائلاٍ : لم تعد الأرباح كما في السابق فالكهرباء مقطوعة بسبب الحرب وأسعار المشتقات النفطية وصلت لأكثر من ضعفي السعر السابق وكذلك أسعار المواد الغذائية , وإذا ما قمنا برفع السعر للضعف على المواطنين فإنهم سينفرون منا لذا قمنا برفع سعر بعض المواد بنسبة قليلة والتقليل من حجمها الاعتيادي بالإضافة إلى خفض مرتبات العمال والتوقف عن الإعلان إلى أن يفك الله الحصار على هذا الشعب المسكين ويتوقف المعتدون عن ممارساتهم غير الأخلاقية على شعب اليمن .
ارتفاع الأسعار في المتنزهات والمقاهي والمطاعم لم يكن وليد الصدفة , ولكنه جاء كنتاج للحرب على اليمن والحصار الخانق الذي تفرضه تلك القوى على بلادنا لذا فإنها ستبقى على ما هي عليه وربما ترتفع للضعف , إذا ما استمر هذا العدوان العنجهي على بلد الإيمان .

قد يعجبك ايضا