يواجه التراث اليمني تدميراٍ ممنهجاٍ من قبل العدوان السعو أمريكي تارة وتارة أخرى من عملائه على الأرض(القاعدة وأخواتها ) .. فيما العالم يمارس دور الفرجة خصوصا المنظمات المهتمة بالتراث ..مؤخرا قبة المهدي في صنعاء وهو الجامع الذي يرجع بناؤه إلى ما قبل 300 عام استهدف بسيارة مفخخة كغيره من المساجد التي سبقته في صنعاء كــ (الحشوش- القبة الخضراء -بدر – الكبسي) ..غير أن استهداف قبة المهدي كلوحة تراثية تقع داخل صنعاء القديمة له مغزى آخر ورسالة أخرى أرادها من قاموا بذلك العمل الإرهابي الجبان..
الثورة زارت المكان ..واليكم الحصيلة:
خالد السنحاني أحد المصابين نتيجة الانفجار الإرهابي الذي استهدف قبة المهدي ومنزله بالقرب من المسجد يروي القصة على النحو التالي : كانت زوجتي تسمع صوت الطائرة تحلق بالقرب من المنطقة بينما كنت في الغرفة التي تطل على مكان الانفجار وأثناء الصلاة سمعت صوت انفجار هز المكان مما أسفر عنه تحطيم عقود المنزل والشبابيك وأصبت بشظايا وجروح مع حالة هلع لدى الأطفال والنساء داخل البيت لا استطيع وصفها .
ويضيف: لقد سقط الدولاب على احد أطفالي وهو نائم بينما طفلتي الصغيرة حاولت القفز من النافذة من شدة الخوف لذا أسرعت بإخراج أسرتي المكونة من 13 شخصا من المنزل إلى مكان آمن.
وزاد بالقول: قوة ضغط الانفجار سببت أضرراٍ بالغة في منزلي والمنازل المجاورة فكيف بالمسجد نفسه والانفجار بجواره.
20 منزلاٍ
عبد الله الذماري احد سكان حي قبة المهدي يقول: كنت في منزلي أثناء الانفجار واعتقدت في بداية الأمر انه صاروخ استهدف المنطقة ولكن عند خروجي إلى الشارع شاهدت الغبار والناس في هلع وخوف خاصة والبعض منهم مصاب فسارعنا إلى إسعاف الجرحى.
وأضاف صوت الانفجار كان قويا جدا وأدى إلى تضرر ما يقارب من عشرين منزلاٍ تقريبا.
هدية شهر رمضان
يحيى الصديق أحد المصلين في مسجد قبة المهدي وقتها تحدث عن الأضرار التي طالت هذه التحفة المعمارية القديمة بالقول : كان الانفجار قويا حتى اعتقدنا انه صاروخ وقد ألحق التفجير ضرراٍ بالغاٍ بالمسجد فقد تحطمت عقوده ونوافذه والباب الخارجي للمسجد والقضاض الذي يعتلي سوره .
الصديق تحدث عن خوف كبير وقتها استمر حتى بعد التفجير وقال إنه الخوف من حدوث انفجار آخر .. والخوف الكبير كان لدى الأطفال الذين كانوا في المسجد وقتها.
ومثل الكثير من اليمنيين يعتقد يحيى الصديق أن من قام بالتفجير له علاقة وطيدة بدول العدوان لأنه كما يقول يصب في خدمة نفس المشروع.
وعن توقيت الانفجار وأهدافه قال منير الغيل: إن الهدف مزدوج فتوقيته كان بعد صلاة الظهر وأكثر من أصيبوا بالجروح هم الشباب الذين كانوا يستظلون في الجهة المقابلة للجامع بعد خروجهم من الصلاة للتمتع بالمنظر كون المنطقة من المناطق السياحية التراثية التي تطل على السائلة القديمة ..الأمر الثاني تدمير المسجد كتراث قديم.
وبنبرة حزن يقول: للأسف لقد استشهد احد شباب الحي الذي كان بالكاد قدحصل على دبتي ماء يريد العودة بهما إلى منزله في ظل انقطاع الكهرباء والمياه بسبب العدوان.. وتابع :لكن العمل الإرهابي الإجرامي جعله يذهب إلى منزله الأبدي .
وأردف الغيل قائلا : العمل الإجرامي الجبان الذي طال قبة المهدي سبب دماراٍ في المنازل وبعض المحلات التجارية المجاورة للمسجد ..مؤكدا أن منازل حارة شكر المطلة على السائلة من الجهة المقابلة لمسجد قبة المهدي قد طالها الدمار بسبب قوة الانفجار .
ومن جهة علي اسماعيل أحد سكان الحي كان في المسجد وقت الانفجار بدأ حديثه بالحمد والشكر للمولى عز وجل الذي حفظ المصلين والمسجد وقال: هنيئاٍ للشهيدين اللذين اختارهما الله في شهر تْغلق فيه أبواب النار وتفتح أبواب الجنة وواصل: الانفجار كان الساعة الواحدة بعد صلاة الظهر وكان يعتقد انه صاروخ من العدوان السعودي الأميركي وليست هذه بالمرة الأولى التي تستهدف بيوت الله فقد فزعنا من تطاير أجزاء السيارة المفخخة إلى وسط الجامع وعند خروجنا شاهدنا مكان انفجار السيارة في الجهة الشرقية من ركن الجامع وسببت حفرة عميقة وأضاف أن أجزاء السيارة تناثرت في انحاء الحي ووصلت بعضها إلى الأحياء المجاورة.
محال تجارية
أصحاب المحلات التجارية المجاورة لقبة المهدي يندبون حظهم أيضا ..يقول عبده سعيد الوصابي صاحب احد المحلات التجارية: سارعت في الخروج من المسجد خوفا على أخي الذي كان داخل المحل فشاهدت أبواب المحل وزجاجاته تكسرت لكني حمدت الله بان أخي لم يصب بأذى.
الحاج عبدالرحمن الغيضة كان من ضمن من صلى في الجامع ذلك اليوم يقول: كان الانفجار قوياٍ جدا لدرجة أن سقف السيارة التي تفجرت طار إلى صوح الجامع وبعدها خرج الجميع مذعورين من هول ماسمعوه وشاهدوه.
إدانات..وماذا بعد¿!
بكل تأكيد لايخلو الأمر من إدانات مع كل فعل إجرامي يطال تراث اليمن..
وابتداء أدانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد قبة المهدي بأمانة العاصمة لما يمثله المسجد في التراث اليمني من مكانة فهو من المساجد ذات القبة الواحدة ومن المعالم الدينية التي تزخر بها مدينة صنعاء القديمة ومن أهم النماذج المعمارية ذات الطابع المعماري والفني الفريد التي بناها الإمام المهدي لدين الله في سنة 1164هـ أي قبل حوالي 272 عاما.
واعتبرت أن هذا العمل الإجرامي يمثل محاولة لمسح الرموز الدينية والمعالم الأثرية والتاريخية واستهدافاٍ لعراقة الفن المعماري في العصر الإسلامي في اليمن.
وناشدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومنظمة اليونسكو بضرورة التدخل لحماية الآثار اليمنية داعيةٍ كافة الأجهزة الأمنية أخذ الحيطة والحذر وتكثيف دورياتها بجانب المنشآت الدينية.
أعضاء مجلس الأمن الدولي أدانوا الهجمات الإرهابية على مساجد صنعاء التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى وقالوا أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من اخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين .. وأن أي أعمال إرهابية هي إعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها ..
كما أكد المجلس عزمه على مكافحة جميع أشكال الإرهاب مشددا على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي الهجمات إلى العدالة.
لكن يبقى السؤال معلقا على مشنقة الفرجة ..وماذا بعد الإدانات ..بينما آثار اليمن لا تزال تقصف وتدمر بشكل يومي¿