بورصة علنية لسوق سوداء تتاجر بـ»الديزل – البترول – الغاز المنزلي« وتهدد بكارثة إنسانية “شارع خولان” منطقة قابلة للاشتعال
• في الطريق إلى شارع خولان يبدو الزحام المروري قد عاد بقوة فمن المستشفى الجمهوري حتى باب اليمن تبدو الحركة المرورية أبطأ من سلحفاة ضلت الطريق ومنذ وقت طويل لم أركب الحافلات الكبيرة ووجدت نفسي اليوم وفي مهمة استطلاع بورصة شارع خولان للديزل والغاز والبترول وغيرها- في حافلة كبيرة أظن وكثير أن اشتقاق تسميتها بـ”الحافلة” يأتي نظراٍ لما تحفل به من أحاديث وجدل كبير بين ركابها من عامة الناس في السياسة والاقتصاد والحروب والصناعة العسكرية وصواريخنا المحلية “النجم الثاقب” و”الزلزال” وقريباٍ “عفاش1″ و”عفاش 2″ و”عفاش 3” إلى آخر “القائمة” التي تنتهي بلعنة المشتقات وأزمتها وسكاكين السوق السوداء التي لا ترحم أحداٍ.
• جدل العامة على ظهر تلك الحافلة رغم غصة وكوابيس عودة المشتقات إلى الغياب وتوقف وسائل النقل كما حصل في الفترة السابقة إلا أنه يعكس مدى صمود المجتمع اليمني أمام آلة القتل والتنكيل والحصار الاقتصادي والمعيشي المطبق من قبل تحالف ظالم تقوده المملكة العربية السعودية.. الكل يتحدث ويسأل ويرد والطريق تطول إلى منتهى القلق والحزن الذي يعمر نفس كل متأمل في مآلات حالة اليمن السياسية.. كلما في الأمر أن الزحام مستمر فيما خزيمة على يمننا تواصل صمتها الأبدي ولم تبح لأحد عما تحت ظهرها الذي لم يسلم من صواريخ العدوان.. مررنا من جوارها وما هي إلا خطوات حتى رأينا هيئة الطيران والارصاد المدني على يسارنا وقد تهشمت نوافذها وتضررت ضرراٍ بالغاٍ جراء العدوان السعودي الذي استهدف الناحية الغربية من سور وزارة الدفاع العرضي.. حيث تظهر أمامنا من الناحية المقابلة ضربة الحقد والعدوان التي طالت محيط وزارة الدفاع من البوابة الغربية بأكثر من سبعة صواريخ انها البوابة التي دخل منها مجرمو وقتلة أطباء ومرضى مستشفى العرضي الذين كشفت التحقيقات أن معظمهم يحملون الجنسية السعودية انه الشبه الأكثر قتامة في تاريخ الحقد السعودي.. الناس محتشدون لمشاهدة هذا الضرر الجسيم الذي لا تفصل لحظتهم عنه أكثر من ست ساعات.. أحدهم كان جواري سألني: يا أخي.. من فين نركب إلى شارع خولان..¿ أجبته: ماذا تريد من شارع خولان..¿ فرد: اشتري ديزل للمولد منذ ثلاثة أيام والورشة متوقفة بسبب الديزل.. إذاٍ الكل يبدو متجهاٍ إلى السوق السوداء حيث مجزرة الجيوب والريالات وحيث فرزة المستعجلين في الحصول على الوقود كبديل للانتظار على أبواب المحطات..
• المظهر مختلف تماماٍ عما كنت أتوقعه بأن أشاهد منظراٍ منتظماٍ من الباعة وأصحاب البراميل والمركبات.. ملخص المشهد المجحف في حق المواطن المسكين يتكون من: سوق سوداء متخفية لكنها بورصة علنية بحضور رسمي في بعض الملامح ليست سوقاٍ منتظمة إنما “دبِاب” البترول والديزل التي تظهر وتختفي في السيارات والمركبات المختلفة بين الحينة والأخرى والقناني الزيتية الممتلئة بالديز والبترول والتي يحملها باعة من الأطفال وكأن فرصة عمل جديدة ظهرت للطفولة.. توقفت لأسأل أحد الباعة المتجولين يحمل قنينة لا تكاد تعي (3) لترات ديزل: بكم هذا الديزل ..¿ أجاب : (3000) ريال. مضيت فدعاني قائلا: (2500) ريال.. أنه المزاد بعينه.. أكد الطفل الأسمر أن الدبة(20) لتراٍ تصل بين (18000-16000) ريال وغداٍ لن تجدو هذا السعر فسيْعدم.. قلت له: أنا أريد (5) دبات ديزل لا أريد هذه الكمية البسيطة.. فأخذ بيدي إلى جوار دينة عليها ثلاثة براميل ديزل هي تتبع والده.. قال لي والده : “أمانة بـ (15) ألف ريال للدبة الواحدة ولك أن تبحث إذا حصلت أقل منه خذهن بلاش هذه الأسعار حددها السوق ونحن نوفر للمستهلك ما عجزت المحطات والجهات المعنية عن توفيره”.
• على امتداد شارع خولان تنتشر “دينات صغيرةº لا تبدو لأحد من المواطنين أو التجار الصغار إنما تبدو بأعمارها الرثة والممارسة لمهنة توزيع وبيع المشتقات ملكاٍ لأصحاب المحطات أنفسهم تذهب مع شركائهم في ذبح الناس أقواتهم في تلك السوق القائمة بمباركة المحطات والجهات الرسمية حسب شكاوى الكثير من المواطنين.. والأهم في هذا المشهد لمركبات بيع الديزل والبترول ظهور سوق سوداء للغاز المنزلي لأول مرة بهذا الحجم والظهور العلني مررت على الدينات الكبيرة لبيع الغاز سألتهم يبدو السعر موحد بالنسبة للغاز رغم وفرته في المعارض والحارات عبر العقال وبالسعر الرسمي الذي لا يزيد عن 2000 ولا يقل عن 1700 ريال.. إلا أن السوق السوداء للغاز المنزلي في شارع خولان انتشرت بسعر قاسي على المواطن..(4500) ألف ريال للدبة الواحدة.. أما البترول بـ(7500) ألف ريال كأدنى سعر أما الديزل فهو 15000 ألف ريال.. فما الذي دفع المستهلكين إلى هذا الانتحار والسباق الذي يخلق الأزمات ولا يحلها..¿.
يقول أحمد ردمان – أحد المستهلكين جاء بسيارة شاص: منذ أسبوع وبومبة المزرعة مغلة ومحصول الطمام والخضروات سينتهي عليِ إذا لم ألحق بالديزل أتيت من عمران إلى شارع خولان لأشتري الديزل ولم يعد يهمني السعر.. فلا مفر من دخول السوق السوداء بسبب سياسات المحطات والانتظار في طوابيرها وأضاف: نحن ندرك أن وراء هذه السوق السوداء شركة النفط والمحطات التي تعمدت تعقيد الحصول على الديزل بالسعر الرسمي رغبة في استثماره في السوق السوداء..
• في شارع خولان كل شيء مميت حتى الشارع صار قابلاٍ للاشتعال في أي لحظة.. فالمشهد الأكثر عبثية يتلخص في زحام السيارات المتوقفة من أمام مقبرة ماجل الدمة حتى بداية الجسر الممتد بين بين جولة شارع خولان مقابل جولة تعز طبقة الأسفلت صارت مغطاة بالزيت والديزل إذ تكونت طبقة سوداء مع مرور الزمن لتتصاعد روائح الغاز والبنزين والديزل إلى المركبات في مشهد ينذر بكارثة قد تحصل لا سمح الله فهذه سوق سوداء تمثل الجحيم.. بيــع عشـــــوائي انتشار على الأرض للمحروقات ففي حال حصل حريق ستدمر المنطقة خصوصا الشارع يضج بدباب الغاز المنزلي وأطنان البترول والديزل الموزع بين السيارات وفي الأزقة وخلف أكوام البضائع ومكدسات الورش في بعض المحـلات.