أيام معدودات تفصلنا عن شهر رمضان الفضيل شهر التوبة والغفران, ومن المعروف أن مجتمعنا اليمني يحرص دوماٍ على الاستعداد لاستقبال شهر رمضان الكريم وذلك بشراء احتياجاتهم الغذائية.
وفي خضم الظروف الراهنة التي تعيشها بلادنا لا تكاد تسأل أرباب الأسر, من هذه الشريحة المعدة حتى تشعر بأنك قد جنحت باتجاه استفزازهم وإثارة حنقهم عليك.
حنق من الواقع ومن الظروف ومن التجار الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة!!
أسواق تعج بالسلع الغذائية على مختلف أنواعها وجيوب بطاقة لا تستطيع أن تنهض باحتياجات هذا الشهر المبارك
تلوك الحسرة أو تمضغ مرارة الشعور بخيبة الأمل التي تصيب أسرهم: أين هي الدولة, سؤالهم دائماٍ¿
ولماذا لا توفر للفقراء خيارات شرائح تتيح لهم الوقوف على حاجتهم ولو في حدودها الدنيا¿
أسئلة كثيرة وجهناها إلى شريحة من البسطاء حين بادرنا إلى سؤالهم عن استعداداتهم لاستقبال شهر رمضان المبارك.. وكانت المحصلة:
كانت البداية مع الأخ محمد أحمد السقاف الذي قال:
نستقبل شهر رمضان من كل عام وهناك العديد من الصعوبات التي تواجهنا ولكن هذا العام نستقبل رمضان وبلادنا تعيش واقعاٍ مؤلماٍ جراء العدوان الغاشم وما يرتكبه من أعمال وحشية استطاع من خلالها تدمير البنية التحتية ومحو مناطق سكنية من الوجود وكبدت اقتصادنا الوطني خسائر فادحة وسرحت الملايين من أعمالهم وغيرها من المشكلات التي تسبب بها هذا العدوان.
وأضاف: نعاني كثيراٍ جراء ما يجري من حقائق ومعاناة خاصة في غياب الخدمات الرئيسية كالكهرباء التي باتت خدمتها خارج نطاق الخدمة, وكذا عدم توفر المياه, بالإضافة إلى شحة السلع الغذائية في الأسواق وإن وجدت فإن أسعارها باهظة خاصة في غياب الجهات الرقابية الذي استغله التجار برفع أسعار هذه السلع, ضاربين بالقوانين عرض الحائط ولا في الدولة من يحرك ساكنا والضحية المواطن المغلوب على أمره.
واختتم حديثه بتساؤل: متى ترى سيدرك أبناء الشعب اليمني أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع ضرورة الالتزام بالثوابت الوطنية التي تعتبر المدخل لاعتماد مبدأ الحوار الوطني والديمقراطي والعمل سويا بأمانة ومصداقية على تعزيز الوحدة الوطنية والمشاركة في مسيرة البناء الوطني.
عدم رفع الأسعار
أما الأخ رامي عوفان فيقول:
شهر رمضان هو شهر الخير والبركة ويجب علينا جميعاٍ ـ أبناء اليمن ـ أن نتراحم فيما بيننا ويعطف كل منا على الآخر وهو ما نأمله من الإخوة التجار والباعة للمواد الغذائية بأن يتقوا الله ويرحموا المواطنين وخاصة الفقراء منهم في هذا الشهر الفضيل وذلك بأن يكتفوا بالربح القليل وعدم رفع الأسعار خاصة بالمواد الغذائية أو غيرها من المواد الاستهلاكية كما نرجو من الجهات المعنية فرض الرقابة والتفتيش على أسعار المواد الغذائية والضرورية وضبط المخالفين, وكذا ضرورة الرقابة والتفتيش على البقالات والبائعين المتجولين الذين يبيعون المواد الغذائية والعصائر المعلبة منتهية الصلاحية والتي تؤدي إلى إزهاق أرواح المواطنين.
غياب الرقابة
ومن جانبه تحدث مصطفى مروان صالح قائلاٍ:
إن متطلبات أسرتي المكونة من 7 أفراد تزداد في هذا الشهر المبارك وإنه في ظل رفع الأسعار وغياب الرقابة فإن رب الأسرة يعجز عن توفير متطلبات أسرته خاصة في الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه جراء الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا.
وأردف: نعتاش أنا وأسرتي من راتبي البسيط الذي لا يكفي لسد الرمق, خاصة وأن التجار يستغلون هذه المناسبة الدينية العظيمة للربح السريع وذلك من خلال رفع أسعار السلع الغذائية, الأمر الذي يؤدي إلى عزوف الناس عن شراء احتياجات رمضان الذي يزداد فيه الإقبال على المواد الغذائية.
واختتم بالقول: أتمنى من الجهات المعنية وضع الحلول المناسبة للحد من معاناة الناس, خاصة الفقراء منهم الذين أصبحوا لا يشعرون بمظاهر شهر رمضان نتيجة القلق والصراع مع لقمة العيش.
إقبال كبير
وفي السياق تحدث إلينا أيضا المواطن علي محمد يمن فقال: المواطنون كالعادة لم يفاجأوا بالارتفاع الحاصل في أسعار المواد الغذائية لأنهم اعتادوا على مثل هذه التحولات والارتفاعات في الأسعار خاصة خلال قدوم شهر رمضان المبارك.
وواصل حديثه قائلاٍ: هناك إقبال كبير على الأسواق فاستغل هذا الإقبال المتزايد على الأسواق برفع الأسعار, وعادة ما يصاحب ذلك قلقاٍ لدى المواطنين ولا سيما ذوي الدخل المحدود الذين اعتادوا على ارتفاع الأسعار سنويا في مثل هذا الوقت من كل عام, ومع هذا الارتفاع لم يمتنع المواطنون من شراء مستلزماتهم قدر الإمكان ولو الأساسية منها, الأمر الذي زاد من مطالباتهم الجهات المعنية في دعم المواد الغذائية وزيادة الرقابة على الأسعار.
الاستغناء عن سلع غذائية
وبدوره تحدث المواطن شوقي الشرجبي قائلاٍ: تشهد العديد من الأسواق خلال شهر رمضان المبارك حركة تجارية نشطة, وسط تهافت الناس على المحال التجارية لتأمين احتياجاتهم من المواد الغذائية التي يمتاز بها هذا الشهر عن سواه إلا أن هذه الأسر تجد نفسها أمام مأزق شديد وهو الارتفاع المبالغ لهذه السلع الناتج عن غياب الجهات الرقابية التي جعلت جيوب المواطنين فرية للتجار الذين يغتنمون شهر رمضان للربح السريع.
واستطرد: العديد من الأسر أصبحت غير قادرة على النهوض باحتياجاتهم التنموية خاصة في شهر رمضان الأمر الذي جعلنا نفكر بالاستغناء عن سلع رئيسية كانت تزين موائدنا الرمضاينة نتيجة الأوضاع الراهنة إلا أن هذا لا يعفي الجهات المعنية من القيام بدورها والذي تسبب غيابه, حتى الآن بالكثير من المعاناة.
جحيم لا يطاق
الأخ رامي عبدالحكيم راشد قال:
الحقيقة إن المرحلة الراهنة تتطلب الأعمال وليس الأقوال, فعلى الجميع أحزاباٍ ومنظمات جماهيرية ورأسمال وطني وكافة شرائح المجتمع في بلادنا الانطلاق سويا في شهر رمضان الكريم بقلوب نقية ونيات خيرة نحو العمل الوطني الجاد والمخلص لليمن أرضاٍ وشعباٍ كما يتوجب على الجميع الابتعاد عن كثرة الكلام وتزويد الأقوال والوعود العرقوبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع, وسنقف بكل قوة ضد من يحاول المساس بأمن واستقرار اليمن ووحدتنا راسخة رسوخ الجبال فهي كانت ولازالت صوت القلب وصدى الوجدان.
ويضيف: تواجها العديد من المنغصات منها على سبيل المثال وليس الحصر انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة والذي يعد الأهم في هذا الشهر الفضيل ومن دونها تحيل حياة الناس إلى جحيم لا يطاق, بالإضافة إلى عدم قدرة الجهات المعنية بتوفير أسطوانة الغاز خاصة, وأن الحديث عن التموين الغذائي وضبط أسعاره دون حضور أسطوانة الغاز بشكل دائم ومستمر يصبح ضرباٍ من ضروب الترف في الحديث.
واختتم بالقول: نعلم أن الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا خطير جداٍ خاصة جراء الاعتداءات المستمرة للعدوان الغاشم الذي تسبب بمقتل العديد من المواطنين الأبرياء, كما تسبب في انهيار الوضع الاقتصادي وتسريح عديد من الموظفين من أعمالهم والنتيجة موت ونزوح وخراب ديار, لذا على الجهات المعنية ضرورة التدخل بحسب الإمكانات المتوفرة لديهم للحد من معاناة المواطنين الذين باتوا اليوم عرضة لاستغلال التجار الجشعين.
تصوير/ محمد حويس