لا أتخيل أننا اليوم نحتفي بمرور عشر سنوات على إصدار العدد الأول من ملحق (قضايا وناس) فالأيام واللحظات الأولى لإصدار العدد الأول من الملحق لا تزال محفورة في الوجدان أتذكر تفاصيلها وكأنها حدثت بالأمس القريب.
الأيام تجري بسرعة البرق دون أن نشعر بذلك والسنوات تطوي صفحاتها ولا تترك لنا إلا القليل من الذكريات الجميلة والمؤلمة معا.
أتذكر البدايات لانطلاق الملحق كنا ثلاثتنا عبدالوهاب مزارعة وعبدالواسع الحمدي ونافع الحكيمي تحملنا العبء وارتكز علينا إصدار الملحق الأسبوعي كل يوم أحد .. خضنا التجربة والتحدي ولم نتوقع وبتلك الإمكانات المتواضعة أن يحقق الملحق رواجا وتتوسع معه دائرة الجمهور والمتابعين والمهتمين بقضايا المواطن.
وبين أروقة ملحق (قضايا وناس) قضيت أجمل خمسة أعوام من العمل المهني والإبداعي أو كذلك أحسبه .. وكان لي شرف المشاركة مع زملائي طاقم الملحق في وضع اللبنات الأولى وإصدار العدد الأول تحت قيادة الزميل الرائع عبدالوهاب مزارعة الذي كان مشرفا للملحق.
خمسة أعوام نتنقل مع الأحداث بين صفحات الملحق نشارك الناس همومهم ونناقش قضاياهم بحيادية ومهنية وبجرأة لم تكن معهودة خصوصا أن تنطلق من داخل الصحيفة الرسمية الأولى في البلاد وما تحكمها من قيود كثيرة غير أن تشجيع قيادات المؤسسة آنذاك ساعدت وهيأت ظروف عملنا في الملحق وأتوقف هنا لأوجه لهم التحية والعرفان وهم الأستاذ علي ناجي الرعوي والأستاذ عبدالرحمن بجاش والأستاذ ياسين المسعودي والأستاذ إبراهيم المعلمي جميعهم كانوا سندا وعونا لنا في مختلف الظروف .. وأتذكر عند ما رفعت قضايا ضد الملحق في محكمة الصحافة كانوا يشاركوننا ويحضرون معنا الجلسات في أروقة المحاكم ولم يتخلوا عنا في لحظة من اللحظات.
ومع مرور السنوات اكتشفت بأن العمل الصحفي الحقيقي هو الذي يقترب من قضايا الناس ويلامس همومهم ومعاناتهم ويطرحها على طاولة أصحاب القرار بحثا عن الحلول والمعالجات الممكنة لكل مشكلة تواجه المواطنين .. وما أحوجنا اليوم إلى مثل هكذا صحافة بحق تنقل هموم الناس وتناقش الحلول مع أصحاب القرار لأن مثل هكذا صحافة تكون مقبولة ومقروءة وجمهورها بالتأكيد في تزايد أكثر من جمهور الصحف السياسية والحزبية التي صارت اليوم تتسلق على معاناة الناس لتحقيق مكاسب معينة لا أقل ولا أكثر من ذلك.
في الأخير نرفع القبعات تحية للزملاء في الملحق بقيادة الزميل الرائع محمد العزيزي مدير إدارة قضايا وناس ونتمنى لهم التوفيق ونؤكد لأسرة الملحق لجهودهم وما يقومون به من عمل مهني متميز والتحية موصولة للطاقم الأكثر ألقا في قضايا وناس نافع الحكيمي ومعين حنش ووائل شرحه ومعاذ القرشي وبلقيس الحنش .. ولا ننسى من شاركونا الهم والعناء في بدايات انطلاقة الملحق الأستاذ حسين كريش رائد الأدب البوليسي والزميلين المتألقين عبدالله النويرة ومحمد حزام .. والزميل محمد الماوري جميعهم يستحقون التحية في الذكرى العاشرة لميلاد ملحق قضايا وناس.
قد يعجبك ايضا