يقول الله تعالى :(إöن عöدة الشهورö عöند اللهö اثنا عشر شهرا فöي كöتابö اللهö يوم خلق السماوات والأرض مöنها أربعة حرم ذلöك الدöين القيöم فلا تظلöموا فöيهöن أنفسكم) دخل شهر رجب شهر المحبة والعبادة وأول أشهر الحرم التي يشدد فيه غلظة حرمة الاعتداء وسفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله وإزاء هذا العدوان الغاشم الذي لم يراع حرمة مسلم ولا حرمة هذه الأشهر بل تجاوز في ظلمه وعداونه في صورة من صور البغي والحرابة والجبروت.
وفي هذا الصدد يقول العلامة بشير الذيفاني: إن من يعظم شعائر الله وحرماته فهو دليل على الإيمان والتقوى فما بالكم بمن يجعل هذه الأشهر الحرم مفتاحا للاعتداء وسفك الدماء والظلم والبطش والبغي والعدوان فيقتل ويدمر ويسعى في الأرض فسادا وإن سألوهم قالوا إنما نحن مصلحون إنما نحن منقذون قاتلهم الله أنى يؤفكون هؤلاء هم قوات التحالف الشيطاني الذين يتلذذون بدماء اخوانهم ودماء الأبرياء الأطفال والنساء ولم ينههم أي أحد في بيت من بيوت الله ولا حرمة آمن في منزله ولا طفل في حضن أمه ولا شيخ قاعد ولا حول له ولا قوة فتغطرسوا وتجبروا وتناسوا قول الله تعالى :(ومن يقتل مؤمöنا متعمöدا فجزآؤه جهنم خالöدا فöيها وغضöب الله عليهö ولعنه وأعد له عذابا عظöيما) وقوله تعالى :(مöن أجلö ذلöك كتبنا على بنöي إöسرائöيل أنه من قتل نفسا بöغيرö نفس أو فساد فöي الأرضö فكأنما قتل الناس جمöيعا).
ومضى متسائلا بالقول: أين تعظيم حرمات الله يا آل سعود يا أشقاء العروبة أين العروبة منكم وقد استبحتم دماءنا وما أشرنا يوما سلاحا في وجوهكم ألا تذكرون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها .. وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) وقوله :(لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم).
أضعاف مضاعفة
من جهته يقول العلامة إبراهيم العلفي: إن في الأشهر الحرم تغلظ فيه الآثام والذنوب وتحفظ فيهن الأموال والأعراض حتى أن أصحاب الجاهلية كانوا يمتنعون عن القتال في هذه الأشهر حيث يوضع فيها القتال وتتضاعف فيها الحسنات كما تتضاعف فيها السيئات حيث قال ابن اسحاق: فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة قال: (ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فأوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا) فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم اخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فقال: من يرد عليهم من المسلمين من كان بمكة فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم 🙁 يسألونك عنö الشهرö الحرامö قöتال فöيهö قل قöتال فöيهö كبöير وصد عن سبöيلö اللهö وكفر بöهö).
قربان للطغاة
الداعية هدى المنتصر تستهل حديثها بقوله تعالى :(والذöين إöذا أصابهم البغي هم ينتصöرون) ومضت تقول: لقد وعدنا الله بالنصر والعزة والتمكين فليحشدوا جيوشهم وسلاحهم وجمعهم قد كتب الله النصر لعباده المؤمنين الصامدين وقذف في قلوب الذين ظلموا الرعب والخوف والهزيمة والذل والهوان لأنهم لم ينهوا أنفسهم عن حرمات الله بل تجبروا وتغطرسوا وتحادوا وانتهكوا حرمات هذه الأشهر المباركة بل جعلوها شلالا لحصد المزيد من دماء الأبرياء والمستضعفين وتكالبوا مع أعداء الإسلام علينا ليصبح دم المسلمين قربانا لدول الشر والعداء.
الصبر والثبات
وتتفق معها سلوى الحلالي – مرشدة دينية مضيفة إلى حديثها: لقد حصحص الحق وبانت الحقائق على واجهتها وما يجب أن يتحلى به شعبنا جراء هذا العداء الغاشم الذي لم يراع حرمة ولا ملة هو الصبر والثبات واليقين بنصر الله وما صبرنا إلا بالله عليه توكلنا وإليه المصير (وما يلقاها إöلا الذöين صبروا وما يلقاها إöلا ذو حظ عظöيم) .. (واتبöع ما يوحى إöليك واصبöر حتى يحكم الله وهو خير الحاكöمöين).