في السنوات الأخيرة لثمانينيات القرن الماضي لمع اسم القيادي الفذ والرياضي المحنك الداهية محمد عبده سعيد أنعم كأحد أبرز قياديي الحركة الرياضية في بلادنا من خلال ترؤسه لنادي شعب صنعاء القلعة الكروية الشامخة ولم يكن ذلك الظهور والسطوع من قبيل المصادفة لشخص جاء ليتسلق الركب الرياضي ويعبره لمآرب أخرى حاشا لله بل كان اقتحام هذه الشخصية الاعتبارية والخلوقة للرياضة في تلك الحقبة ونجاحه الساحق الذي تحقق لناديه في عهده الميمون المطرز بالبطولات والكؤوس نتيجة حبه الأزلي للرياضة عموما وشعب صنعاء على وجه الخصوص فوضع لبنات مسيرة ألق وتألق الفتيان (شعب صنعاء) عن فهم وإدراك لمعاني الإدارة .. ولعل نجوم تلك الفترة الذهبية لهذا النادي ومن عمل معه يتذكرون مواسم الازدهار وحصاد النجاح الكبير الذي أفرز بطولات وجيلا لا ينسى لتأتي سنوات الشعب بعد ابتعاده عن النادي (خريفية) جافة انهار بعدها الشعب وتهالكت مداميكه واهتزت بناه واختلت قواعده ووصل لحال يرثى لها .. نجاح هذه الشخصية الرائعة لم يقتصر على إدارته لناديه فحسب بل شاهدنا نجاحه الأروع في اللجنة الأولمبية في سنوات عديدة قدم خلالها رؤاه السديدة وأفكاره النيرة وكانت أحد أهم مفاتيح النجاح التي لعبت دورا محوريا في خروج العلم الأولمبي اليمني من المحلية إلى القارية والدولية والوصول لتلك المكانة لم يأت من فراغ بل هو نتاج علم مدروس وبرامج وخطط علمية يجيدها إلا بن عبده سعيد .. غير أن هذه النجاحات التي حققها الرجل بفهم عال أزعجت بعض أمراض النفوس في اللجنة الأولمبية من ذوي العقليات المتحجرة التي تآمرت على محمد عبده سعيد وأبعدته عن اللجنة الأولمبية بطريقة غير رياضية تنم عن حقد دفين لأمثال هؤلاء العمالقة.
وقد رأينا بالفعل لا بالقول كيف آلت إليه اللجنة الأولمبية بعد هذا الرياضي الجنتلمان المحنك .. ليترك صورة أخرى غاية في الروعة تمثلت في عدم تشبثه بالبقاء أو الدخول في صراع لإعادة حقه المشروع الذي سلب منه بعد تلك المؤامرة وهي صورة سامية لا يقوم بها إلا النبلاء وأظن بعد كل هذه السنين من الغياب عن العمل الرياضي يدرك الكثير من المعنيين مدى حاجتنا لمثل هذه الشخصية الرياضية والسياسية والاقتصادية وما آل إليه شعب صنعاء واللجنة الأولمبية من حال مزر خير برهان.
إيماءة
من يعرف العزيز (محمد عبده سعيد) عن قرب يدرك عقليته الفذة رياضيا واقتصاديا وسياسيا .. فعلى المستوى الرياضي لا يزال بن عبده سعيد يتابع الرياضة العالمية ويعرف كل خباياها ولا تفوته شاردة أو واردة وكأنه لا يزال في ربيع العمر .. أمدك الله بالصحة وطول العمر يا صديقي.
قد يعجبك ايضا